رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

654

عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: سماحة الإسلام جعلت منه ديناً شاملاً

08 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
عبدالله النعمة
الدوحة - الشرق

 

أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة في خطبة الجمعة أمس بجامع الشيوخ أن الإسلام جاء بمبادئ نبيلة راسخة، وقواعد عظيمة رائعة، وازن من خلالها بين الناس وفاضل، وبين الأسس الصحيحة التي تعرف بها منزلة العبد بين الناس وقدره قائمةً على الإيمان والتقوى، لا على الهوى والجهل فالناس في منظور الإسلام ومقياسه سواسية كأسنان المشط الواحد، لا فضل لأحدهم على الآخر مهما كان لونه وجنسه ونسبه وعرقه إلا بالتقوى، كما صحّ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الخطيب إن روعة الإسلام وجماله جعلت منه ديناً شاملاً يبحث في كل ما من شأنه إشاعة المحبّة والمودّة والانسجام والأنس بين الناس، حتى نرى مجتمعاً صالحاً متآلفاً قويّاً في إيمانه مترابطاً في علاقته، وقد حرص المنهج الربّاني في القرآن على ذلك أشدّ الحرص حيث قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ)، قال الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسير هذه الآية (هذا نداءٌ هو آخر نداءات الله تعالى عباده في هذه السورة، وهو أعمّ من النداء بِعنوان الإيمان فقال: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى) من آدم وحوّاء باعتبار الأصل، (وجعلناكم شعوباً وقبائل) وبطونا وأفخاذا وفضائلّ هذا لحكمة التعارف، جعلكم شعوباً وقبائل وعائلات وأسراً لحكمة التعارف المقتضي للتعاون، إذ التعاون بن الأفراد ضروريّ لقيام مجتمعٍ صالحٍ سعيد.

وأضاف: فتعارفوا وتعاونوا ولا تتفرقوا لأجل التفاخر بالأنساب، فإنّه لا قيمة للحسب ولا للنسب إذا كان المرء هابطاً في نفسه وخلقه وفاسداً في سلوكه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) إنّ الشرف والكمال فيما عليه الإنسان من زكاة روحه وسلامة خلقه وإصابة رأيه وكثرة معارفه، قال الإمام النيسابوري في قوله تعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) أي ليقع التعارف بينكم بسبب ذلك لا أن تتفاخروا بالأنساب، عباد الله كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص على بث هذه المعاني في الأمة، فأول ما قام به عند تأسيسه للدولة الإسلامية في المدينة المنوّرة، ان حقّق الأخوة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، لتحقيق التعارف المتين: إيماناً منه صلى الله عليه وسلم واعتقاداً بأن التعارف والتآخي بين أفراد الصف المسلم سيكون اللبنة الأم والقوة العظمى نحو تحقيق الغايات وإرساء دعائم القوة والمتانة للأمة المسلمة، فدين الإسلام دينٌ عظيم له من الأسس المهمة التي يرتكز عليها ويدعو لها، وهي الحب والتعارف والتآخي بين أفراد المسلمين خاصة، وعموم الناس بلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر فالناس سواسية كأسنان المشط.

وذكر الخطيب أنه جاء في المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه -يرفعه للنبي- قال: (الناس معادن كمعادن الفضّة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا، والأرواح جنودٌ مجنّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).

مساحة إعلانية