رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

761

عبدالله النعمة: الصدق وأداء الأمانة يكسبان الإنسان السيادة

14 يناير 2023 , 07:00ص
alsharq
الشيخ عبدالله محمد النعمة

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة أن حسن الخلق من الصفات الجليلة التي ينبغي أن يتصف بها المؤمن، وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجانب اهتماما بالغا فهو الهادي لأمته إلى طريق الخير وهو معلمها الأول عليه الصلاة والسلام، ولا سيما فيما يتعلق بأمور الحياة التي تحتاج إلى التوجيه إذا اختلف الناس وتبدلت أحوالهم من حيث الديانة والأمانة والأخلاق، روى أحمد عن أنس رضي الله عنه قال ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال "لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له".

وقال الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الأمام محمد بن عبدالوهاب إن الأمانة أم الفضائل ومنبع الطمأنينة وهي من أبرز أمارات الإيمان ودليل التقوى، هي من أجلّ صفات المسلم التي تظهر بها ديانته ويتأكد بها إيمانه، قال القرطبي: "الأمانة تعم جميع وظائف الدين".

وأضاف: ومجالات الأمانة كثيرة منها الدين والأعراض والأموال والأجسام والمعارف والعلوم والشهادة والقضاء والكتابة ونقل الحديث والأسرار والسمع والبصر وسائر الحواس. الأمانة من أبرز أخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام، فما من نبي إلا قال لقومه إني لكم رسول أمين، ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهور بينهم بأنه الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام، وهذا أبو سفيان يسأله هرقل ماذا يأمركم أي النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال فزعمت أنه يأمر بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، ثم قال وهذه صفة نبي، والحديث متفق عليه. وجاء في منثور الحكم أربع يسود بهن العبد: الأدب والصدق وأداء الأمانة والمروءة.

وذكر الخطيب: ولئن كانت الأمانة عظيمة القدر حميدة الذكر فإنها واسعة الدلالة ترمز إلى معان شتى مناطها جميعا شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه وإدراكه الجازم بأنه مسؤول عنه أو عن هذه الأمور أمام الله على النحو الذي فصله النبي عليه الصلاة والسلام في قوله كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. وقال إن الأمانة في الإسلام قيام بالمسؤولية في جميع الوجوه وكل المستويات في علاقة العبد بربه وبنفسه وعلاقته بالناس أجمعين.

أمانة القول.. أعظم أمانة

ذكر فضيلة الشيخ النعمة أن من أعظم مجالات الأمانة أمانة القول، أمانة اللسان، أمانة الكلمة، إذ بهذا القول أو هذه الكلمة تهدم أمم وتبنى دول وتنهار شعوب وتحمى ممالك، فكم من كلمة خائنة لا يلقي لها قائلها بالا يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم من كلمة موبوءة لم تلق للمسؤولية بالا، فرقت أمما وحطمت أسرا وصدعت مجتمعات عامرة، فرقت بين الابن وأبيه وفرقت بين الأخ وأخيه والزوج وزوجه والجار وجاره، حتى صار حبل المودة مقطوعا، وصلة القرابة منبوذة، كم من كلمة كاذبة تجردت من الأمانة أكلت بها حقوق واقتطعت بها أملاك.

مساحة إعلانية