رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. حسن البراري

د. حسن البراري

مساحة إعلانية

مقالات

693

د. حسن البراري

منطق الوصاية الأبوي مرفوض

09 يونيو 2017 , 01:18ص

الأصل في العلاقات الدولية أن الدول هي صاحبة السيادة وهي دول تنتهج خطا معينا في السياسة الخارجية لخدمة مصالحها وليس للتضحية بمصالحها خدمة لدول أخرى، ولم يسجل التاريخ غير هذه القاعدة إلا عندما تفقد دولة ما استقلالية قرارها الوطني وتصبح تابعة.

تحالف الدول المناهض لقطر يعترض على سياسة قطر الخارجية ويكيل لها الاتهامات من دون تقديم أدلة ملموسة قابلة للتحقق، فكل ما نسمعه لا يتجاوز حملة إعلامية تربط بين قطر والإرهاب لكن لغاية الآن لم يُقدم دليلا ملموسا واحدا لدعم هذه الاتهامات. والمسألة برمتها "ليست رمانة وإنما قلوب مليّانة" كما يقولون، فلماذا لم تلجأ هذه البلاد إلى الحوار قبل أن تُصعد بهذه الطريقة غير المسبوقة في علاقات دول الخليج مع بعضها البعض؟!

بعيداً عن مطالب السعودية والإمارات وشروطهما لحل الأزمة وفيما إذا كانت هذه المطالب مشروعة أم جائرة، لنا أن نسأل عن الدافع الرئيسي لمثل هذه الحملة المحمومة، ثم ألم يكن بالإمكان الدعوة إلى طاولة الحوار ومكاشفة قطر بهذه الاتهامات وتسوية الخلافات بدلا من سياسة الإملاء والاستعلاء والتنمر على دولة لم تعتد على أي من هذه الدول؟ ثم لماذا هذا التصعيد والحصار الذي بدوره يرتقي إلى إعلان حرب؟ بعيداً عن كل ما ذكر فالقضية بالنسبة لي تتعلق بمنطق الأبوية والوصاية التي تسعى السعودية والإمارات لممارستها على قطر.

قديما قالت العرب "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" وهذا هو مربط الفرس هنا، هل سيسمح لهذه الممارسة أن تنجح وتكون سابقة لتمارس على دول أخرى في قادم الأيام؟ ولعل أكثر ما يدهشني هو موقف الدول البعيدة التي ليست طرفا في الأزمة وبخاصة التي التحقت بركب المقاطعة والحصار. ألا تخشى هذه الدول وهي تساهم من غير وعي في ترسيخ فكرة الوصاية أن تكون هي في قادم الأيام الضحية التالية؟

الإجابة واضحة على كل الأسئلة التي أثرتها في هذه العجالة والراهن أن هناك تحولا في موازين القوى في منطقة الخليج سببه سياسة الرئيس دونالد ترامب التي تصر على ضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب، وهو أمر لا تمانعه قطر مع أنها ترفض أن توجه لها التهمة جزافا ومن دون دليل. فرفض قطر اعتبار الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا هو أمر سببه غياب تعريف متفق عليه فيما يتعلق بما هو الإرهاب. لا يمكن لقطر أن تقبل تعريف دولة السعودية أو مصر أو الإمارات للتنظيمات الإرهابية وبخاصة وأن الإخوان المسلمين لم يسبق أن أُدينوا بعملية إرهابية، ولا يمكن بطبيعة الحال النظر إلى حماس كتنظيم إرهابي لأنه لم يستهدف إلا الاحتلال الإسرائيلي وفي سياق المقاومة المشروعة في القانون الدولي.

بتقديري، قطر لم تختر المنازلة بل فُرضت عليها، لكنها قررت كما يبدو أن تخوض معركة استعادة كرامة العرب، فلا يمكن القبول بتوصيفات إسرائيل لماهية الإرهاب وبخاصة وأن الأخيرة هي من يمارس إرهاب دولة على شكل آخر احتلال كولنيالي على وجه هذه البسيطة. وحصار قطر أو إضعافها وشق الصف العربي لا يخدم الموقف العربي المعلن وإنما يخدم خصوم وأعداء المنطقة بصرف النظر عن هويتهم. بكلمة، قطر لم تفتعل الأزمة وهي منفتحة على الحوار بغية التوصل إلى تسوية بعيدا عن منطق الوصاية والأبوية وبشكل يحفظ مصالح كل الدول ويساهم في رأب الصدع في البيت الخليجي الواحد.

اقرأ المزيد

alsharq هدوء وسكينة الروح

شخصية الإنسان وحضوره، وتقبله وانجذاب الآخرين إليه، والأنس للجلوس معه ومرافقته تبدأ من جمال روحه وخلقه ورقي تعامله... اقرأ المزيد

174

| 25 أبريل 2024

alsharq لا تترك عقلك بلا وقود

تذكر بعض الدراسات أن الدماغ ينقسم إلى جزأين، الجزء الأيمن وهو الجزء المسؤول عن المشاعر، والأحاسيس، والعاطفة، والشغف.... اقرأ المزيد

183

| 25 أبريل 2024

alsharq مُلتقى المدينة والذاكرة

أحب ما تفعله بعض دور النشر من ندوات أو مؤتمرات، لا يعني هذا أني لا أحب ما تفعله... اقرأ المزيد

162

| 25 أبريل 2024

مساحة إعلانية