رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من غير المعقول أن تستمر الأزمة الخليجية بشكل متصاعد في وقت يتعرض فيه النظام العربي برمته إلى عواصف سياسية لا يستفيد منها إلا من يناصبون العرب العداء، فمجمل ما يجري على الساحة الإقليمية يبرهن للقاصي والداني بأن الدول الكبرى في الإقليم -وهنا أتحدث عن المملكة العربية السعودية تحديدا- تظهر عجزًا في الحفاظ على تماسك العرب خلف موقف موحد متوافق عليه وليس موقفا مفروضا، إذ لا يمكن إخضاع السياسة الخارجية للدول العربية وفقا لأولويات الرياض.
فصافي خسائر السعودية في اليمن وسوريا لصالح إيران يجعل الواحد منا يصاب بالدهشة، فكيف يعود الاستمرار بالأزمة مع قطر بالفائدة على هذه الدول؟ لو كان التصعيد ضد قطر يفضي إلى كبح جماح إيران في العراق وسوريا واليمن لتفهمنا هذا الموقف باعتباره جزءا من إستراتيجية محكمة! ولو كانت الأزمة ضرورة لزيادة قوة وتأثير هذه الدول لتفهمنا أيضا! غير أن البؤس والإفلاس عند هذه الدول لا يمكن تعليقه على قطر.
فقطر ليست سببا لإخفاقات الدول الأخرى، ولو توارت قطر عن الأنظار فهل كان هذا سيعني انتصارا سعوديا مؤزرا، الانفصام والتناقض في خطاب دول الحصار بات واضحا ولا يمكن إخفاؤه خلف سحابات الدخان الكثيف التي تأتي بعد كل تصريح هنا أو هناك.
لا فائدة من تذكير المراقبين بأنه لا يمكن كسر إرادة قطر بحصار جائر، وربما قررت الدوحة الانتصار لسيادتها وليس المضي في موقف معاند كما يحاول خصومها الادعاء، فالمسألة بالنسبة إلى صناع القرار في الدوحة ليست قضية الاستجابة لشروط الرباعية من عدمها وإنما الانتصار لكرامة الشعب القطري وسيادة البلد ومهما غلا الثمن. وربما -وهنا لا أتحدث عن معلومة- لا يرى صناع القرار في قطر بأن سياسة بلادهم فوق النقد والاختلاف، فهذا أمر بديهي، ولكن إدارة المواقف المختلفة لا يأتي بهذه الطريقة البدائية، والأولى أن يتم حصار دول تحتل أراضي عربية، فإيران تستبيح أراضي عربية في أكثر من بلد عربي، ناهيك عن آخر احتلال كولنيالي في فلسطين، وهو احتلال بات البعض يراه مقبولا لتشييد تحالفات إقليمية.
أرى بأن الرباعية تسلقت شجرة عالية، وهي بحاجة إلى سلم للنزول عنه، وعندما هاتف أمير قطر ولي عهد السعودية كان يمكن أن يكون ذلك بمثابة السلم الذي يحفظ كرامة الجميع، غير أن تعنت الرياض ومحاولتها تغيير حتى فحوى مكالمة هاتفية نعرف سياقها وتوقيتها بدد فرصة كان من الممكن أن تقود إلى ديناميكية مختلفة. الحكمة تقتضي بأن يتحين صانع القرار الفرصة لوضع حد لخسائره أو وضع حد للاستمرار في أزمة مفتعلة فقدت سحرها وانقلب السحر فيها على الساحر.
مشكلة دول الحصار أنها تقف في الجانب الخاطئ في التاريخ، فبالنسبة إلينا كعرب نعتز بعروبتنا وننتصر لقضاياها بصرف النظر عمن يقودها، لا نتفهم هذه المحاولات البائسة لتحقيق "نصر" على دولة عربية لم تكن في يوم من الأيام إلا في الخندق العربي. ما زلنا نأمل أن الحكمة غير غائبة وأن ما نراه ما هو إلا سحابة صيف لا تلبث إلا أن تنقشع، فلا أحد منا يريد لطرف عربي الخسارة وفي الوقت ذاته لا نتفهم استقواء بعضنا على بعض.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رمضان شهر الدروس والمعاني والمشاهد الحية النافعة، واستحضار واستشعار عظمة هذا الدين، فهو يعلّمنا ويرشدنا إلى كل خير. وما أكثر دروسه ومعانيه وأشواقه...!. * علّمنا رمضان.. أن القرآن الكريم خير صاحب في هذه الحياة فلا نهجره بعد رحيل رمضان، فليكن لنا زاد يومي وصحبة!. * علّمنا رمضان.. أن التقوى خير زاد في أوله وفي نهايته، فهي زادنا في حركة حياتنا. * علّمنا رمضان.. المحافظة على الصلوات الخمس بالمسجد وفي أوقاتها وخاصة صلاة الفجر. وما أجمل المشي لها في ظلمة الليل!. فلا تتخلّف عنها يا من كنتَ تحافظ عليها في رمضان!. * علّمنا رمضان.. أن نمسك ألستنا عن الغيبة والنميمة واللمز والغمز وفحش الكلام وكل ما هو سيئ في حركة حياتنا، وأن نأتي عليه بخير الكلام أو أن نصمت، فذلك أسلم لنا!. * علّمنا رمضان.. أن نَصِل أرحامنا بأية وسيلة فلا عذر لنا من القطيعة وإحداث الشروخ!. فلنمد الأيدي تصافحاً ومحبة وبقلب سليم!. * علّمنا رمضان.. أن بين النصر «معركة بدر الكبرى» وبين «فتح مكة» ما هي إلا سنوات الانتظار والصبر، وتأتي بعد ذلك مواطن العزة والتمكين بإذن الله. * علّمنا رمضان.. أن نفرح بالعيد بضوابط الشرع المحكم، فلا نتخلف عن هذه الضوابط بحجة أنها أيام عيد وفرحة. رمضان وبعد انقضائه يقول لكَ لا!. * علّمنا رمضان.. أن الصوم له سبحانه وتعالى وهو يجزي به «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به». فما أكرم فضلك وإحسانك وعظيم جزاك!. * علّمنا رمضان.. أنه لا خير في الحسد والغل والشحناء والبغضاء وإقامة المعارك على توافه الدنيا. * علّمنا رمضان.. أن نعظم شعائر الله كل التعظيم والإجلال، فهو يقول لنا لا تجزئة في ديننا ولا أنصاف!. * علّمنا رمضان.. أن نعيش أحداث أمتنا أفراحها وأتراحها، وأن الخير قادم بإذن الله. * علّمنا رمضان.. أن التغافل والتغافر هو جمال وسياج مسيرتنا وعلاقاتنا في الحياة، قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله «ما زال التغافل من فعل الكرام». * علّمنا رمضان.. أن قيمة الانضباط سارية في حركة حياتنا وتسير وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما قيل «رمضان ميدان التجربة والتطبيق» فما أروعها من تجربة وما أجمل ذلك التطبيق!. * علّمنا رمضان.. أن مواسم الطاعة فرص وأي فرص، تأتي علينا فإذا لم نستثمرها، فلا ندري ما يُعرض لنا في قادم الأيام!. «ومضة» حط رحالك على مشاهد وأشواق رمضان.. فرمضان يُعلّمنا!.
1938
| 11 أبريل 2024
لم يجعل الله لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، فما دام فيه نفس يتردد وعقل يفكر وقلب ينبض فهو عبد مسؤول عن صلاح نفسه وإصلاح محيطه أملا في نهضة شاملة لأمّته، هذا حال المؤمن المسؤول، أما (من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) فقد أوضح القرآن مآله (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين). وما أجمل التعبير القرآني حين يصوره في عبادته (على حرف) عبادة هشة وعابد غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في الطاعة، يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى. ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب. هذان نموذجان أمام المسلم، وهو وحده من يقرر أي الطريقين يسلك حتى يسلم أو يهلك، وأمام عينه وهو يختار الطريق تحذير القرآن من الانتكاسة بعد الاستفاقة ومن الهدم بعد البناء (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم» [النحل:92]. وهو مثل ضربه الله لمن ينقض العهد وقد قيل في شأنه أنه مثل مضروب لامرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة ! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب. وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب وهو المقصود. وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه! واليوم وبعد انتهاء رمضان يقف كل مسلم أمام نفسه ليقول لها ما قاله الإمام الشبلي حين سئل: أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: « كن ربانياً ولا تكن شعبانياً». ونحن نقول: كن ربانيا ولا تكن رمضانيا. رمضان كان وسيلة خير لإرضاء الله، وقد مضى، وبقي لك الاستمرار على الطاعة، مقتديا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان عمله ديمة، كما قالت عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع). وهذا لا يكون إلا بمحاسبة دقيقة للنفس والتعامل معها تعامل الحذر منها، الذي لا يأمن غوائلها، هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عمر: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتجهزوا للعرض الأكبر «يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
1620
| 14 أبريل 2024
بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، صعّد المستوطنون الاسرائيليون من حملة اعتداءاتهم في الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، التي صعَّدت من جانبها أيضا عمليات الاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات؛ وهي الحملات التي أدت إلى استشهاد 463 فلسطينيا، وإصابة نحو 4750 آخرين، واعتقال أكثر من 8 آلاف فلسطيني. لقد أطلقت مليشيات المستوطنين التي تحظى بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملات عدوانية، تحت حماية قوات الاحتلال، استهدفت السكان والممتلكات في عدد كبير من القرى والبلدات الفلسطينية، حيث تعرض السكان في عدد من بلدات الضفة الغربية لحملة اعتداءات غير مسبوقة، خصوصا قرية المغير شمال شرق رام الله، التي عاشت ليلة رعب، على وقع هجوم مسلح شنه مئات المستوطنين مما ادى إلى استشهاد شاب فلسطيني واصابة العشرات، فضلا عن احراق عدد من المركبات والمنازل. إن الضفة الغربية تواجه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حالة من الاغلاق مع قيود صارمة على حركة التنقل بين المدن والبلدات، فضلا عن المداهمات المستمرة وحملات الاعتقال المكثفة، حيث استشهد ما لا يقل عن 115 فلسطينياً بينهم 33 طفلاً خلال الأسابيع الماضية، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، كما جرى تهجير ما يقرب من 1000 فلسطيني قسراً من منازلهم بسبب العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين. إن التراخي والتباطؤ والعجز الدولي عن التصدي لما يجري من اعتداءات وجرائم ممنهجة من قبل مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، تحت ستار الدخان الكثيف للعدوان على غزة، سيدفع الأوضاع في الضفة إلى الانفجار، ما لم يتدخل المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، واطلاق عملية سياسية لمعالجة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
1434
| 14 أبريل 2024