رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. حسن البراري

د. حسن البراري

مساحة إعلانية

مقالات

1929

د. حسن البراري

التيه العربي

12 مارس 2018 , 02:53ص

مزرية تلك الحالة التي وصل إليها النظام العربي، فلا بارقة أمل تلوح في الأفق، والحق أن قتامة المشهد وصلت إلى مستوى أصبحت فيه أكبر الدول العربية وأكثرها ثراءً تحتمي بوهم التحالف مع دولة غير عربية تحتل فلسطين!
المفارقة أن إسرائيل لا تنظر إلى هذه الدول كحليف محتمل، بل تستخدمها كورقة في سياق إستراتيجية صهيونية محكمة تسعى إلى اختراق العمق العربي لإضعاف الفلسطينيين وفرض سياسة الأمر الواقع عليهم وعلى الجميع. فيكفي أن نقرأ موقف الحكومة الإسرائيلية من محاولات السعودية بناء مفاعل نووي لنتوقف على حقيقة النظرة الإسرائيلية للسعودية. فنتياهو كان قد احتج لدى الإدارة الأمريكية وسعى لثني عزيمة الإدارة عن مساعدة الرياض في بناء مفاعل نووي. ولو كان هذا اليمين الإسرائيلي الحاكم يعلي من قيمة التحالف مع السعودية لما احتج على الجهود السعودية المشروعة لبناء مفاعل نووي.
ما يبعث على الغثيان ليس فقط حالة الاندلاق التي تتسم بها السياسة الخارجية لهذه الدول بل الاستخفاف الغربي بها، فالعلاقة أصبحت واضحة، فهي إما لتحصيل أكبر عائد مالي من خلال ابتزازها بالبعبع الإيراني أو لتحصيل أكبر تنازل سياسي من خلال اللعب على وتر شكوك شرعية هذه الأنظمة. والنتيجة أن المواطن العربي المتسلح بالمعرفة والاطلاع على مجريات الأمور لم يعد يثق بهذه الأنظمة مهما حاولت تجميل سياساتها، فخنوعها وانبطاحها أكبر من تغطيه خطابات رنانة أو حملة علاقات عامة أنفقت عليها مئات الملايين من الدولارات.
عندما خرجت الملايين من المصريين الأحرار إلى ميدان التحرير لم يكن في مخيلتهم إلا التحرر وإعادة الألق لدولة بحجم مصر، فكان ربيعهم ربيع العرب، غير أن القوى الرجعية وضعت نصب أعينها إفشال ثورة الخامس والعشرين من يناير لأن الخوف بدأ يدب في أوصال هذه الأنظمة الثرية والمكشوفة والتي في سبيل بقائها تسعى لتحالف مع كيان يتوسع يوميا على حساب الحق الفلسطيني.
على الجانب الآخر لا يبدو الأمر أفضل حالاً، فنظام "المقاومة" و "الممانعة" في دمشق قام بتدمير ممنهج لسوريا خدمة لبقائه، هذا النظام الذي يشعر بزهو "الانتصار" على شعبه هو من مكّن الإيرانيين من سوريا وساهم بخلق أخطر سابقة في سوريا تمثلت بالتهجير الطائفي القسري ما سيكون له أثر كبير على سوريا في قادم الأيام ولن يتمكن بشار أو أحفاده مهما عرضت أكتافهم من تحمل مآلات ما يجري في سوريا. 
واللافت أنك أينما تولي وجهك تصاب بالذهول، فهذا فريق يستميت للتحالف مع إسرائيل علما بأن الأخيرة لها مصالح واضحة هي في محصلة الأمر ضد العرب، وذاك فريق يقدم عاصمته بالكامل للإيرانيين وما يملكوه من مشروع خطر.
وبدلاً من الاتفاق على مصادر التهديد لهذا النظام العربي المتهاوي، تريد الرياض مثلا من الجميع الخضوع لمنطق سياستها الخارجية والذي لم يجلب للسعودية إلا الخيبات في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. وبدلا من التعامل مع الوضع الإقليمي بواقعية وبشكل يناسب مكانة هذه الدول نجد مصر منكفئة على ذاتها والسعودية تحاصر قطر وتتقرب مع إسرائيل. والأنكى أن دولاً عربية أخرى مثل الأردن باتت ترى بالسعودية خطرا يتهدد مصالحها الحيوية التي من أجلها خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل وقدمت آلاف الشهداء.
أخشى أن يأتي اليوم الذي تخشى فيه الدول العربية بعضها البعض أكثر من خشيتها من إسرائيل، وأخشى أن يأتي اليوم الذي تحج فيه القيادات العربية لتل أبيب لعلها تتوسط في حل مشاكلهم البينية!

اقرأ المزيد

alsharq الإرهاب المطلوب!

هل تجد اليوم من يتجرأ مثلاً ويتحرش بالولايات المتحدة أو الصين أو روسيا؟ بالطبع لن تجد أحداً، يحسب... اقرأ المزيد

144

| 02 مايو 2024

alsharq سفهاء العقول وتربية أجيال!

نستغرب من نوعية من البشر لا بشر! نوعية من بني آدم تنعدم وتغيب معنى المشاعر والإنسانية من أرواحهم... اقرأ المزيد

141

| 02 مايو 2024

alsharq العالم العامل الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله

عالمنا الإسلامي على امتداد مساحته الواسعة بين يوم وآخر تنطفئ شمعة من شموع العلم والعمل والدعوة والفقه والجهاد... اقرأ المزيد

144

| 02 مايو 2024

مساحة إعلانية