رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في الأخبار أن الإدارة الأمريكية تفكر جديا بسحب قواتها من سوريا، وبالفعل بدأت الولايات المتحدة بإجراء اتصالات مع دول عربية ستوفر قوات بديلة لتحل مكان القوات الأمريكية. وعلى الفور أعلن وزير خارجية السعودية عادل الجبير استعداد بلاده إرسال قوات لتقوم بهذه المهمة، ولم يتضح بعد موقف مصر وفيما إذا كانت ستبعث بوحدات عسكرية مصرية علما بأن موقف نظام السيسي هو أقرب إلى موقف نظام بشار منه إلى النظام السعودي فيما يرتبط بمجمل تطورات الأزمة السورية.
على الأرجح أن تتولى السعودية هذه المهمة دون إجراء دراسة كافية للتوقف على حدود النجاح، فقد عودتنا الرياض بقيادة تيار الحزم على الإقدام على مغامرات غير محسوبة كما هو الحال مع الحرب العبثية الدائرة في اليمن. ففي الحرب على اليمن اعتقدت الرياض أن تنضوي دول وجيوش كبرى تحت القيادة السعودية وكانت الآمال منصبة على الجيش المصري والجيش الباكستاني، غير أن حسابات هذه الدول لم تأت كما تشتهي رياح تيار الحزم، والنتيجة أن السعودية تورطت في حرب مباشرة لا يبدو أنها قادرة على حسمها.
ربما تخطئ السعودية مرة أخرى إن كانت تعتقد بأن خصخصة العنف ستكون إستراتيجية ناجحة في سوريا، فالحرب بالوكالة من خلال استثمار الأيدولوجيا لصناعة العنف ومن خلال إدارة وتمويل مجموعات مسلحة لم تعد أسلوبا حاسما، فهذه المجموعات لا يمكن السيطرة على أفعالها وتتحول بسرعة إلى مصدر إدانة دولية. وفي هذا السياق يعرف القاصي والداني أن السعودية التي تمتلك سلاحا جويا ناريا لا تمتلك قوات على الأرض يمكن لها صنع الفارق في المواجهات العسكرية الحقيقية. وعليه فإن موافقة الرياض على الحلول مكان القوات الأمريكية لا يتناسب مع قدرات الرياض العسكرية! وهذه الحقيقة دفعت الكثير من المحللين والمراقبين على القول بأن السعودية ستعتمد على قوات أخرى ربما من بينها جماعات عنف خاصة مثل جماعة بلاك ووتر سيئة السمعة. وتنقل صحيفة الغارديان البريطانية عن صحيفة وول ستريت جورنال بأن أريك برينس المقرب من الرئيس ترامب ومؤسس بلاك ووتر بدأ بالكولسة لكي يلعب دورا في هذه المهمة.
علينا أن ننتظر لنرى كيف ستتطور هذه الأمور وبخاصة وأن السعودية ما زالت في معارك بعيدة جدا عن الحسم، وهناك فرق كبير بين أن تقوم السعودية بخصخصة العنف من خلال تمويل تنظيمات ومقاتلين مرتزقة وبين إرسال قوات عسكرية سعودية على الأرض الأمر الذي يطرح أسئلة مختلفة: فمثلا، كيف سيكون موقف إيران التي ستجد فرصة ذهبية لمهاجمة القوات السعودية من خلال حلفائها؟ فإيران تسعى لاستنزاف السعودية وهي سياسة تبدو ناجحة لغاية الآن في اليمن. وفي سياق متصل لا يمكن أن نتخيل قبول تركي لوجود قوات سعودية وإماراتية وربما مصرية في هذه المنطقة.
الباحث نيكولاس هيراس من مركز الأمن الأمريكي الجديد يرجح أن تقوم السعودية بالتعاقد مع جنود من السودان والباكستان، وبهذا المعنى فإن الرياض ستقدم التمويل وربما عددا من ضباط الاستخبارات للإشراف على عمل هذه الجماعات. فوفقا للباحث هيراس فإن السعودية مستعدة للقتال في سوريا حتى أخر جندي سوداني! المشكلة في تشخيص الباحث هيراس تكمن في اعتقاده بأن السودانيين أو الباكستانيين هم أدوات يمكن توظيفها بقوة المال، والحق أن الرأي العام في السودان والباكستان وصل إلى نقطة حرجة لا تسمح لحكومات البلدين بالموافقة على إرسال جنودها للقتال في مناطق بعيدة إلا إذا كان ذلك في سياق صيانة الأمن الوطني لهاتين الدولتين. بتقديري أن خصخصة العنف ستكون إستراتيجية فاشلة وستقدم أمريكا بانسحابها من سوريا خدمة لإيران وقوات بشار وربما لتنظيم داعش.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم يجعل الله لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، فما دام فيه نفس يتردد وعقل يفكر وقلب ينبض فهو عبد مسؤول عن صلاح نفسه وإصلاح محيطه أملا في نهضة شاملة لأمّته، هذا حال المؤمن المسؤول، أما (من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) فقد أوضح القرآن مآله (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين). وما أجمل التعبير القرآني حين يصوره في عبادته (على حرف) عبادة هشة وعابد غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في الطاعة، يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى. ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب. هذان نموذجان أمام المسلم، وهو وحده من يقرر أي الطريقين يسلك حتى يسلم أو يهلك، وأمام عينه وهو يختار الطريق تحذير القرآن من الانتكاسة بعد الاستفاقة ومن الهدم بعد البناء (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم» [النحل:92]. وهو مثل ضربه الله لمن ينقض العهد وقد قيل في شأنه أنه مثل مضروب لامرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة ! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب. وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب وهو المقصود. وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه! واليوم وبعد انتهاء رمضان يقف كل مسلم أمام نفسه ليقول لها ما قاله الإمام الشبلي حين سئل: أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: « كن ربانياً ولا تكن شعبانياً». ونحن نقول: كن ربانيا ولا تكن رمضانيا. رمضان كان وسيلة خير لإرضاء الله، وقد مضى، وبقي لك الاستمرار على الطاعة، مقتديا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان عمله ديمة، كما قالت عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع). وهذا لا يكون إلا بمحاسبة دقيقة للنفس والتعامل معها تعامل الحذر منها، الذي لا يأمن غوائلها، هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عمر: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتجهزوا للعرض الأكبر «يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
1629
| 14 أبريل 2024
بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، صعّد المستوطنون الاسرائيليون من حملة اعتداءاتهم في الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، التي صعَّدت من جانبها أيضا عمليات الاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات؛ وهي الحملات التي أدت إلى استشهاد 463 فلسطينيا، وإصابة نحو 4750 آخرين، واعتقال أكثر من 8 آلاف فلسطيني. لقد أطلقت مليشيات المستوطنين التي تحظى بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملات عدوانية، تحت حماية قوات الاحتلال، استهدفت السكان والممتلكات في عدد كبير من القرى والبلدات الفلسطينية، حيث تعرض السكان في عدد من بلدات الضفة الغربية لحملة اعتداءات غير مسبوقة، خصوصا قرية المغير شمال شرق رام الله، التي عاشت ليلة رعب، على وقع هجوم مسلح شنه مئات المستوطنين مما ادى إلى استشهاد شاب فلسطيني واصابة العشرات، فضلا عن احراق عدد من المركبات والمنازل. إن الضفة الغربية تواجه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حالة من الاغلاق مع قيود صارمة على حركة التنقل بين المدن والبلدات، فضلا عن المداهمات المستمرة وحملات الاعتقال المكثفة، حيث استشهد ما لا يقل عن 115 فلسطينياً بينهم 33 طفلاً خلال الأسابيع الماضية، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، كما جرى تهجير ما يقرب من 1000 فلسطيني قسراً من منازلهم بسبب العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين. إن التراخي والتباطؤ والعجز الدولي عن التصدي لما يجري من اعتداءات وجرائم ممنهجة من قبل مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، تحت ستار الدخان الكثيف للعدوان على غزة، سيدفع الأوضاع في الضفة إلى الانفجار، ما لم يتدخل المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، واطلاق عملية سياسية لمعالجة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
1434
| 14 أبريل 2024
تنشط دولة قطر على كل المستويات دعما للجهود الاقليمية والدولية الرامية لخفض التصعيد، وذلك مع ارتفاع حدة التوتر وازدياد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة، في ظل التطورات الاخيرة، والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب على خلفية الهجوم الايراني على اسرائيل، بعد أن أثار العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، أعمال عنف أوسع في المنطقة امتدت إلى جانبي الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وإلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر. وفي هذا السياق، جاءت الاتصالات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الرئيس الايراني الدكتور إبراهيم رئيسي، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعرض سموه خلالها تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما آخر تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اكد سمو الأمير المفدى على ضرورة خفض كافة أشكال التصعيد وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وعلى الصعيد ذاته، جاء اتصال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك رئاسة معاليه للاجتماع الوزاري الخليجي الاستثنائي الذي عقد قبل يومين في طشقند، حيث شدد معاليه على ضرورة العمل المشترك لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات بالطرق السلمية. إن هذه الاتصالات التي تقودها دولة قطر على أعلى المستويات، تأتي في إطار التزامها بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وإدراكها لأهمية وضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق سلاما دائما وشاملا في المنطقة.
1125
| 17 أبريل 2024