رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

1127

د. محمد صالح المسفر

رغم الحصار الظالم على قطر إلا أنها موئل العلماء والمثقفين

06 نوفمبر 2018 , 02:26ص

ما انفك العالم منشغلاً بذبح الصحفي السعودي المرموق جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول ، وجثمان المقتول خنقاً كما تقول مصادر المعلومات التركية لم يوجد له أثراً، روايات متعددة والمؤكد أنه قُتل خنقاً.
إلى جانب انشغال الخلق كلهم شرقاً وغرباً بمأساة خاشقجي فإنهم أيضا منشغلون بحرب اليمن المأسوية، والتي لم تحقق أهدافها منذ قرابة الأعوام الأربعة ، وأهم أهدافها عودة السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ، وأيضا دول العالم الحر منشغلة بالحصار الظالم المفروض على دولة قطر منذ منتصف عام 2017.

رغم الحصار وآلامه على كل مواطني دول الخليج العربية وخاصة قطر إلا أن الأخيرة لم تتوقف عجلة الحياة فيها ، انجازات على كل الصُعد وزيارات رؤساء دول وحكومات ومسؤولين عرب وأجانب على أعلى المستويات لم تنقطع عن الدوحة.
في الثلاثين من أكتوبر الماضي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمر « إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط « شارك في هذا المؤتمر 250 شخصية من أكثر من 76 دولة ناقشوا فيه العديد من القضايا التي تهم الإنسانية ، حيث انه ناقش سياسات الهجرة والحرب في سورية ودور الدول الكبرى في الشرق الأوسط ،وكان على جدول أعماله مناقشة الأخبار المفبركة والأمن السيبراني . وقد أكد السيد ستيفن سبيغل مدير مركز تنمية الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا ــ لوس انجلوس ــ « أن الاقتصاد والسياسة أمران مترابطان وانه من أجل بناء اقتصاد ناجح في أي بلد فلا بد من توفير مناخ وبيئة صحية وتعليم جيد وسياسة واضحة مستقرة ، وهذا كله متوفر بدولة قطر «.
في إحدى لجان العمل جرى نقاش حاد بين الفريق الصيني من طرف والأمريكي من طرف آخر ، الأول يتساءل عن مبدأ حرية التجارة والتعريفة الجمركية وسلوك الإدارة الأمريكية الحالية التي عصفت بكل الاتفاقيات في شأن التجارة الدولية والمناخ والاتفاق النووي مع كل من إيران والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا ، وكذلك اضطراب سياستها الخارجية، والطرف الآخر راح يبرر ما تفعله إدارة الرئيس ترامب بطريقة أو أخرى . وفي لجنة أخرى جرى مناقشة الديمقراطية الأمريكية والانتخابات التكميلية التي تبدأ اليوم السادس من نوفمبر ، والآثار السياسية على نتائج تلك الانتخابات . الغياب الملاحظ في هذه المجموعة غياب الوجود العربي فلم نسمع صوتا عربيا فاعلا يفند السياسة الأمريكية وإجراءات الكونغرس الأمريكي في مسائل مثل اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة تشكل سابقة في التاريخ المعاصر ، وكذلك مأساة الشعب الفلسطيني والحرب في اليمن والحصار على قطر، كنت أتمنى أن يركز المشارك العربي على قضايانا القومية ويطرحها أمام نخبة من رجال الفكر والسياسة المشاركين في هذا المؤتمر الهام والقادمين من أكثر من 70 دولة. لا أنكر انه جرى الحديث في هذه المواضيع إلا أنها لم تروي عطشي في هذا الشأن.

في الجانب الآخر افتتح رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصربن خليفة آل ثاني فعاليات المعرض الدولي للأمن الداخلي والدفاع المدني ( ميليبول ) بمشاركة 219 شركة عالمية ومحلية من أكثر من 24 دولة من دول العالم في هذا المعرض والجديد فيه انه ضم مسألة الدفاع المدني وهو أمر مهم لمواجهة الكوارث الطبيعية وغيرها من الكوارث التي تجتاح العالم ، وقد شكلت دولة قطر في هذا المجال نخبة من رجالها من أجل التدريب والمساهمة في عمليات الإنقاذ في أكثر من دولة وقد وقعت وزارة الداخلية العديد من الاتفاقيات مع دول مشاركة في المعرض في مجال التدريب وخاصة مع فرنسا.
كما نظمت جامعة قطر بالتعاون مع جامعة شفيلد البريطانية المؤتمر الدولي لريادة الأعمال والابتكار الهدف منه تعزيز فهم المجتمع في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي وعرض في هذا المؤتمر ما يزيد على 100 ورقة عمل تناولت محاور المؤتمر وشارك في هذه الفعالية إلى جانب القطريين ثلة من الباحثين والمتابعين للتطورات الاقتصادية والتنموية في ميدان الشرق الأوسط.

في معراج المؤتمرات والندوات فقد نظم» المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات « ندوة بعنوان « من السلاح إلى السلام « وفي تقدير الكاتب فان هذه الندوة تعتبر من أهم الندوات والمؤتمرات التي عقدت في الدوحة إذ أنها تناولت موضوعا لم يتناوله أي مركز أبحاث أو مؤسسة أكاديمية ليس في الدوحة وإنما لعلم الكاتب في أي مؤسسة علمية أو مركز سياسي متخصص في الشرق الأوسط . تناولت هذه الندوة مناقشة 26 حالة تحول من منظمات مسلحة إلى أحزاب سياسية أو حركات اجتماعية سلمية كتب موضوعاتها خبراء وباحثون أكاديميون متخصصون إلى جانب سياسيين ممارسين وقيادات بارزة لهذه التحولات .
شارك في هذه التظاهرة الثقافية الهامة قيادات فكرية وسياسية من أمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا . في كلمة الأستاذ الدكتور عزمي بشارة الافتتاحية تناول مسألة الإرهاب والتي حتى هذه الساعة لم يتفق العالم على تحديد تعريف للإرهاب بما في ذلك الأمم المتحدة . إلا أن عزمي بشارة لامس جوهر المسألة عندما قال:» إن الأنظمة السياسية تعرّف الإرهاب بهوية الفاعل وليس بهوية الضحية ، أي ليس المهم بالنسبة للدولة انه عنف يستهدف المدنيين الأبرياء لأغراض سياسية ، بل أصبح المهم هو أن مرتكب فعل العنف كائن غير ( حكومي ) بغض النظر عن هوية الضحية» . ولست في مجال تقديم ملخص لكلمة الدكتور عزمي بشارة ، لكني أزعم أنها جديدة هذه الندوة الهامة، والجديدة في حد ذاتها .
آخر القول : أدعو كل الباحثين في موضوع الإرهاب إلى تلقف الفكرة التي طرحها عزمي بشارة وإثرائها بالبحث والتحليل. من هنا اقول إن دولة قطر تسير بهمة قياداتها وكُتَّابها ورجال أعمالها في طرق التميز والإنتاج والإبداع وهي موئل أهل الفكر والرأي وحرية التعبير.

مساحة إعلانية