رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

3109

د. محمد صالح المسفر

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. المصالح الشخصية أولا

23 نوفمبر 2018 , 01:40ص

بقيت من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سنتان وعلى كل من لديه مشروع لحصار دولة بعينها، أو إسقاط نظام حكم، أو شن حرب على دولة ما، أو التخلص من معارض، أو تعيين رئيس أو ملك على دولة ما، فما عليه إلا الإسراع إلى واشنطن لتوقيع العقد لتنفيذ المشروع مع ترامب، قبل انتهاء صلاحية الرئيس.
ليس بالضرورة دفع قيمة العقد المتفق عليه مقدما ولكن يجب دفع 5 % مقدما والباقي على فترات على أن يتم سداد قيمة العقد خلال السنتين المتبقيتين من صلاحية الرئيس، علما بان قيمة أي عقد يجب ألا تقل عن 150 مليار دولار.

يكتب أحد أبرز الصحفيين الأمريكيين في صحيفة نيويورك تايمز (توماس فردمان) قائلا: «إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبيع القيم الأمريكية بلا مقابل}، وقال عن ترامب انه يجمع بين صفتين فظيعتين،يبيع القيم الأمريكية العظيمة دون أن يحصل على عائد له قيمة، ويضرب مثلا على ذلك انه كان بإمكان الرئيس ترامب نظير حمايته لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من السقوط بسبب ذبح الصحفي السعودي خاشقجي خارج حدود الدولة السعودية أن يشترط على الأمير إنهاء الحرب في اليمن، ورفع الحصار عن قطر ، وإطلاق سراح معتقلي الرأي في السعودية « وأضيف والسماح بحرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان.
لا أريد أن أتحدث عن تقلبات مواقف الرئيس واختلاف أقواله منذ مذبحة الصحفي خاشقجي وحتى كتابة هذه الزاوية ،لأنها أصبحت مكررة ومعادة على كل وسائل الإعلام العربي والدولي ، لكن ما أريد أن أذكر هنا هو كيف يسمح المجتمع الأمريكي بكل مكوناته السياسية ومؤسساته ودعاة الحرية والديمقراطية للرئيس الأمريكي أن يتجاهل القيم والمبادئ العريقة التي حض عليها الدستور الأمريكي والممارسات السابقة لعهده، والتي أقسم على أن يحترمها. في اجتماع الكونجرس الأمريكي بمجلسيه في مطلع العام القادم وبتشكيلته الجديدة هل يمكن أن يحدث إجماع أو في أسوأ الحالات الحصول على ثلثي الأصوات في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ على إجبار الرئيس على العودة إلى التركيز على احترام وحماية القيم الأمريكية سواء في الداخل أو في السياسة الخارجية ، أو أن أصحاب المصالح في المجلسين سيغلّبون مصالحهم الشخصية على مصلحة القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والدفاع عنها أينما تعرض الإنسان للخطر في أي بقعة من العالم . هل لجنة مولار المكلفة بالتحقيق في كل ما يتعلق بمخالفات الرئيس ستفعّل جهودها وتنجز مهامها المكلفة بها قبل نهاية ولاية الرئيس ترامب . لا جدال ، أن سياسة الرئيس الأمريكي ترامب قد حطت من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية وشوهت سمعتها في المجتمع الدولي وأحالها إلى شركة مساهمة هدفها الربح بأي ثمن ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن يعلن رئيس أمريكي أن دولة ثانية تقدم حماية لها من دولة أخرى قائلا في أحد تصريحاته الكثيرة والمتناقضة انه «يستعين بالدولة السعودية لحماية أمريكا من إيران} يا للهول !! السعودية تحمي أمريكا من إيران! في الوقت نفسه الذي قال إن السعودية لا يمكن أن تصمد لمدة أسبوع لولا الحماية الأمريكية ، أقوال متناقضة.

يظهر أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لديه قدرات على الترغيب والترهيب داخليا وخارجيا في أن واحد، وهذه سمة ميكافللية أغبطه عليها . لكن إذا كان لديه هذه السمة ، فلماذا لم يستخدم تلك القدرات والمهارات والكرم لتحقيق مصالح الأمة العربية والإسلامية؟، 450 مليار دولار التي أعلن الرئيس ترامب أن السعودية تعهدت بدفع ذلك المبلغ الضخم للخزانة الأمريكية مقابل سلاح كما قال ولم يعد ذلك المبلغ بأي عائد استراتيجي لتمكين الدولة السعودية من بسط نفوذها على الشرق الأوسط كله دون منافس.
في تقدير الكاتب ، لو اشترط الأمير السعودي على الرئيس الأمريكي مقابل دفع ذلك المبلغ الضخم 450 مليار دولار أن تنسحب إسرائيل إلى حدود الخامس من حزيران 1967، بما في ذلك مدينة القدس ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم فلسطين ، والتعاون الأمريكي السعودي على إعادة توحيد الصومال وتنميته، ورفع الحصار عن قطاع غزة وإعلان مشروع محمد بن سلمان لإعادة اعمار اليمن بعد وقف الحرب ، أي مشروع شبيه بمشروع مارشال لإعادة اعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، والحق لو فعل ذلك على مستوى السياسة الخارجية السعودية وأطلق عنان حرية التفكير والتعبير وأطلق سراح سجناء الرأي على مستوى الداخل، لدخل التاريخ العربي والإسلامي من أوسع أبوابه وليس بدبلوماسية التخويف . لكن مع الأسف راح الأمير يراهن على دعم إسرائيل والفرق الإنجيلية الصهيونية والرئيس الأمريكي وصهره كوشنر زوج الحسناء ايفنكا لتدعيم مركز الأمير وسلطته ، وكان الأجدر والأعظم والأفضل لسموه المراهنة على الشعب السعودي ، واعتماد مبدأ المشاركة السياسية وإطلاق سراح المعتقلين من أصحاب الرأي ، وتحقيق العدالة وفرض نزاهة القضاء واستقلاله ، ورفع مستوى دخل الأفراد المعتمدين على مرتباتهم الوظيفية وتحسين المستوى الصحي .
والجدل ماانفك جاريا ، على كل وسائل الإعلام عن مأساة جمال خاشقجي وتقارير المخابرات الأمريكية كانت واضحة وصريحة وتشير باتهام الأمير محمد بن سلمان بأنه هو الآمر بتصفية الخاشقجي ولن يقدم أحدا على ما تم فعله بخاشقجي دون توجيه من سلطة عليا صاحب الأمر والنهي.
كنت أتمنى أن يكون الأمير محمد بن سلمان في مستوى الزعامة والقيادة ، ويعلن على الخلق بأنه يتحمل مسؤولية ما حدث لخاشقجي، أسوة بالزعيم عبد الناصر عندما أعلن مسؤوليته عن هزيمة عام 1967 ولم يحملها القيادات الميدانية الذين هم حقا مسؤولون عن الهزيمة . وكذلك فعل الزعيم صدام حسين عندما أعلن في المحكمة التي شكلها الخونة تحت حماية قوات المارينز الأمريكية لمحاكمته ورجال حكمه انه مسؤول مسؤولية كاملة عن تجريف بساتين الدجيل وكان بمقدوره ان يحملها غيره من الموظفين الذين كانوا تحت إدارته.
◄ آخر القول:
اللهم أرزقنا بقادة يستمدون قوتهم منا نحن الشعب لا من قوى من خارج الحدود.

[email protected] 
 

اقرأ المزيد

alsharq مقاتل ثم ساجد ثم شهيد في مشهد واحد

رَغمَ آلاف المشاهد وملايين الكلمات التي تلقيناها منذ السابع من اكتوبر وحتى اليوم. فعليًا وبصراحة، لم يأسرني مرارًا... اقرأ المزيد

546

| 26 أبريل 2024

alsharq الاتصال الإلهي بين العبد وربه

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خير ما نبدأ به حديثنا... اقرأ المزيد

147

| 26 أبريل 2024

alsharq فشلك هو أولى خطوات نجاحك

يقول المخترع ورجل الأعمال الأمريكي توماس إديسون: (الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا)،... اقرأ المزيد

147

| 26 أبريل 2024

مساحة إعلانية