رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
السيد يوسف بن علوي بن عبد الله المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان ،هذا الوزير الهادئ وبالكاد تسمع صوته عندما يتحدث، لكن كل كلمة يقولها بميزان، لمّاح سريع البديهة، يمس القضايا الجوهرية بحكمة كي لا يستثير غضب من يخالفه .
انطلق في معراج الثورة لتحرير الخليج إلى أن حط رحاله في بوتقة السلطة، وهذه من محاسن السلطان قابوس الذي استقطب كل معارضيه بمن فيهم من حمل السلاح لقتال جيش السلطان .
بن علوي يحمل في عقله دهاء ميكافيلي وجبروت نابليون أحيانا .
إنه لا يبدي غضبه من محاوريه، لكنه يكاد يتفجر من الغيظ عندما يشعر بأن محاوريه يريدون الوقيعة بما يقول . والحق أن السيد بن علوي عف اللسان واسع الصدر لا يبدي غضبه ويرحب بكل من يخالفه الرأي .
❷
ترأس عُمان الدورة الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي، وفي رواية أخرى» مجلس التباعد والتنافر الخليجي «، انه يقوم اليوم بمحاولة لرأب الصدع في جدار الخليج، والخليج العربي يعيش في أسوأ حالاته السياسية والأمنية، ويعيش أزمة « قيادة رهيبة « تقوده إلى ما لا تحمد عقباه بوعي أو بدون وعي، قيادات تتدافع نحوا التطبيع مع إسرائيل تحت قناعة بأن الاقتراب من أحضان واشنطن الدافئة يأتي عبر إسرائيل، ويقيني بأن تلك قناعة خاطئة لأن المجتمع الأمريكي فيه حراك يتصاعد ضد السياسات والممارسات الإسرائيلية في المنطقة ، ومنظمة « الايباك « ليست هي صاحبة الرأي العام الأمريكي .
قيادات خليجية أنفقت أموالا بالمليارات في الساحة الأوروبية والأمريكية من اجل منح تلك القيادات الشرعية على مواطنيها، ولا أستبعد أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمويل بناء الجدار العازل بين أمريكا والمكسيك على حساب بعض دول النفط الخليجية، وان لم يدفعوا فإنه سيجد منفذا قانونيا للاستيلاء على الودائع الخليجية في البنوك الأمريكية، وهذا الرئيس ليس له رادع .
يقول كيسنجر في شأن أموال البترول العربي : « علينا القبول بارتفاع أسعار البترول، والعمل على امتصاص الفوائض المتولدة من زيادة الأسعار وتدويرها بواسطة البنوك الأمريكية الكبرى، وتشجيع الأموال الباقية في يد العرب على أنماط في الاستهلاك تهدر الثروة ولا تحفظها . وقال : علينا أن نستخدم جزءا من فوائض الأموال العربية ليكون هو نفسه الاستثمار الذي يوجه لتوفير بدائل للطاقة منافسة للبترول العربي . فهل تريدون أوضح قولا مما يحاك لثرواتنا ؟! . لدينا قيادات ثملة بالمال الوفير، وكان بإمكانها أن تنفقه على مواطنيها والبنية التحتية ( التعليم الصحة، والماء ،والكهربا، والصرف الصحي، .. الخ ) إنهم يعلمون أن تكلفة الكهرباء والماء في بعض هذه الدول هي أعلى تكلفة على المستوى العالمي ويتحملها المواطن قليل الدخل أو منعدم الدخل .
بليت المنطقة بقيادات مملوءة بالحقد بعضها على بعض والغيرة والحسد والعياذ بالله . كان هناك خلافات في الماضي لكنها لم تصل إلى ما وصلنا إليه اليوم .
❸
في هذه الأجواء المشتعلة يحلق السيد العلوي وزير خارجية عمان في أجواء الخليج متنقلا من عاصمة خليجية إلى أخرى يرافقه الزياني الأمين العام ( الصامت ) لمجلس .... الخليج لمقابلة قادة هذه الدول الخليجية لعله يجد مخرجا أو بارقة أمل لمخرج من هذه الأزمة أزمة حصار قطر، التي ألحقت أضرارا بالمواطن الخليجي على كل الصعد .
كان بودي أن يصطحب السيد العلوي في تنقلاته بين العواصم الخليجية لرأب الصدع في جدار الخليج ثلة من حكماء الخليج وعقلائه اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، السيد أحمد خليفة السويدي من الإمارات، والدكتور علي فخرو الوزير السابق من البحرين، وآخرين من الكويت وقطر والسعودية وهم كثر بدلا من السيد الزياني الذي ليس له حضور في الساحة الخليجية وخاصة في الأزمات التي تعتصر هذه الساحة ذات المال الوفير .
❹
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تحركات الوزير العماني السيد يوسف بن علوي جاءت بتنسيق أمريكي أوروبي في ظل زيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو لدول الخليج العربية إلى جانب زيارة بعض دول الشرق الأوسط ؟ المبعوث الأمريكي الجنرال زيني المكلف بملف الخلافات الخليجية الخليجية أعلن تنحيه عن المهمة لأنه لم يجد بارقة أمل في جهوده وأنه يئس من أي تجاوب من قبل قادة دول الحصار المفروض على قطر، وكذلك المبعوث الفرنسي السيد برتران بزانسنو جمد جهوده في إيجاد مخرج للأزمة الخليجية آنفة الذكر .
الوزير الأمريكي بومبيو قال في القاهرة بشأن الحصار على قطر المفروض من قبل الأشقاء: «لقد حان الوقت لإنهاء الخصومات القديمة « وقال في الدوحة « إن الرئيس الأمريكي ترامب « يرى أن الخلاف الخليجي ــ الخليجي طالت مدته « ولعله قال الكثير في عواصم دول الحصار .
لا ريب بأن الشعب العربي في الخليج لديه شكوك في الجهود الأمريكية لإنهاء الحصار، وأنهم على قناعه، تقول لو أرادت أمريكا رفع الحصار عن قطر من قبل الأشقاء فإنها قادرة على ذلك بجرة قلم، لكن أمريكا تريد استثمار تلك الخلافات لمزيد من الابتزاز .
وفي نطاق السؤال المطروح أعلاه، هل هذه التحركات العمانية حقيقة تهدف إلى رفع الحصار عن قطر والشعب العربي في الخليج من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر أو أنها تهدف إلى توحيد الصفوف لأهداف أخرى أهمها التعبئة والتحشيد ضد إيران لشن هجوم مسلح عليها، وكذلك تنفيذ صفقة القرن( إنهاء القضية الفلسطينية ).
أصارحكم القول بأن أي محاولة عسكرية ضد إيران من قبل أي طرف خارجي فإنه يوم القيامة على أهل الخليج، وكل ما بنته هذه الدول من إعمار سيكون قاعا صفصفا، فاحذروا يا عقلاء الخليج من أي مغامرة تنجرون إليها . وإذا كان الهدف صفقة القرن فعندي علم اليقين، بأن هذه الصفقة لن تمشي إلا على الورق، ولن توجد قوة على أرض فلسطين تفرض على أهلها ذلك المشروع الصهيوني الرهيب وبدون إرادة الشعب الفلسطيني فلن يكتب لذلك المشروع النجاح .
آخر القول : أرجو الله أن يوفق السيد يوسف بن علوي في مقاصده، وأرجو الله أن يعيد الرشد إلى عقول «حكام الخليج بالنيابة»، وأذكّر أهلنا في الإمارات بمحاضرة الدكتور جمال سند السويدي رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في أبو ظبي في الشأن الإماراتي .
الحرب! الحرب! كلمة تستفز نشاز الرعب - قرقعة الفكوك الحديدية، لسعات البارود الموجعة، أصداء أضغاث أحلام متكسرة وموسيقى... اقرأ المزيد
93
| 19 أبريل 2024
تنخرط دولة قطر في جهود حثيثة منذ بداية الحرب على غزة لإنهاء الحرب على القطاع مع التزام تام... اقرأ المزيد
96
| 19 أبريل 2024
لا شك أن تزكية النفس هي طريق الفلاح، وقد أقسم الله تعالى في سورة الشمس على أن الفلاح... اقرأ المزيد
186
| 19 أبريل 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم يجعل الله لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، فما دام فيه نفس يتردد وعقل يفكر وقلب ينبض فهو عبد مسؤول عن صلاح نفسه وإصلاح محيطه أملا في نهضة شاملة لأمّته، هذا حال المؤمن المسؤول، أما (من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) فقد أوضح القرآن مآله (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين). وما أجمل التعبير القرآني حين يصوره في عبادته (على حرف) عبادة هشة وعابد غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في الطاعة، يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى. ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب. هذان نموذجان أمام المسلم، وهو وحده من يقرر أي الطريقين يسلك حتى يسلم أو يهلك، وأمام عينه وهو يختار الطريق تحذير القرآن من الانتكاسة بعد الاستفاقة ومن الهدم بعد البناء (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم» [النحل:92]. وهو مثل ضربه الله لمن ينقض العهد وقد قيل في شأنه أنه مثل مضروب لامرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة ! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب. وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب وهو المقصود. وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه! واليوم وبعد انتهاء رمضان يقف كل مسلم أمام نفسه ليقول لها ما قاله الإمام الشبلي حين سئل: أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: « كن ربانياً ولا تكن شعبانياً». ونحن نقول: كن ربانيا ولا تكن رمضانيا. رمضان كان وسيلة خير لإرضاء الله، وقد مضى، وبقي لك الاستمرار على الطاعة، مقتديا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان عمله ديمة، كما قالت عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع). وهذا لا يكون إلا بمحاسبة دقيقة للنفس والتعامل معها تعامل الحذر منها، الذي لا يأمن غوائلها، هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عمر: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتجهزوا للعرض الأكبر «يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
1632
| 14 أبريل 2024
بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، صعّد المستوطنون الاسرائيليون من حملة اعتداءاتهم في الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، التي صعَّدت من جانبها أيضا عمليات الاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات؛ وهي الحملات التي أدت إلى استشهاد 463 فلسطينيا، وإصابة نحو 4750 آخرين، واعتقال أكثر من 8 آلاف فلسطيني. لقد أطلقت مليشيات المستوطنين التي تحظى بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملات عدوانية، تحت حماية قوات الاحتلال، استهدفت السكان والممتلكات في عدد كبير من القرى والبلدات الفلسطينية، حيث تعرض السكان في عدد من بلدات الضفة الغربية لحملة اعتداءات غير مسبوقة، خصوصا قرية المغير شمال شرق رام الله، التي عاشت ليلة رعب، على وقع هجوم مسلح شنه مئات المستوطنين مما ادى إلى استشهاد شاب فلسطيني واصابة العشرات، فضلا عن احراق عدد من المركبات والمنازل. إن الضفة الغربية تواجه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حالة من الاغلاق مع قيود صارمة على حركة التنقل بين المدن والبلدات، فضلا عن المداهمات المستمرة وحملات الاعتقال المكثفة، حيث استشهد ما لا يقل عن 115 فلسطينياً بينهم 33 طفلاً خلال الأسابيع الماضية، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، كما جرى تهجير ما يقرب من 1000 فلسطيني قسراً من منازلهم بسبب العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين. إن التراخي والتباطؤ والعجز الدولي عن التصدي لما يجري من اعتداءات وجرائم ممنهجة من قبل مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، تحت ستار الدخان الكثيف للعدوان على غزة، سيدفع الأوضاع في الضفة إلى الانفجار، ما لم يتدخل المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، واطلاق عملية سياسية لمعالجة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
1434
| 14 أبريل 2024
تنشط دولة قطر على كل المستويات دعما للجهود الاقليمية والدولية الرامية لخفض التصعيد، وذلك مع ارتفاع حدة التوتر وازدياد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة، في ظل التطورات الاخيرة، والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب على خلفية الهجوم الايراني على اسرائيل، بعد أن أثار العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، أعمال عنف أوسع في المنطقة امتدت إلى جانبي الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وإلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر. وفي هذا السياق، جاءت الاتصالات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الرئيس الايراني الدكتور إبراهيم رئيسي، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعرض سموه خلالها تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما آخر تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اكد سمو الأمير المفدى على ضرورة خفض كافة أشكال التصعيد وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وعلى الصعيد ذاته، جاء اتصال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك رئاسة معاليه للاجتماع الوزاري الخليجي الاستثنائي الذي عقد قبل يومين في طشقند، حيث شدد معاليه على ضرورة العمل المشترك لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات بالطرق السلمية. إن هذه الاتصالات التي تقودها دولة قطر على أعلى المستويات، تأتي في إطار التزامها بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وإدراكها لأهمية وضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق سلاما دائما وشاملا في المنطقة.
1128
| 17 أبريل 2024