رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. ماجد بن محمد الأنصاري

د. ماجد الأنصاري

مساحة إعلانية

مقالات

1392

د. ماجد بن محمد الأنصاري

كأس القوة الناعمة القطرية

04 فبراير 2019 , 02:33ص

قطر ما زالت تحتفظ برصيد عال في القلوب والعقول العربية
لسان حال المهنئين بالفوز يقول (فرحنا بأخلاقكم ومواقفكم أكثر من أهدافكم)
الإعلام العالمي نقل صورة الأحذية في الملعب أكثر من أي صورة أخرى

أسعد فوز منتخب قطر في نهائي كأس آسيا الشعب القطري وقيادته وعشنا لحظات جميلة ونحن نشاهد منتخبنا يتصدر على الرغم من محاولات التشويش والتشويه والحملة المسعورة على قطر ومنتخبها في إطار البطولة، فمع حرمان الجماهير وطرد الإعلاميين ورمي الأحذية في الملعب والتغييب المتعمد لاسم قطر في إعلام الدولة المنظمة تفوق المنتخب القطري على منافسيه واحداً تلو الآخر بما في ذلك المنظم المنحاز، وفي أعقاب الفوز ارتفع اسم قطر عالياً في سماء أبوظبي ليعلن للعالم أن قطر وفي كل المجالات عصية على من ابتغى لها الشر، ومنذ إعلان النتيجة بدأت تتوافد علينا رسائل التهنئة من مختلف الدول العربية والإسلامية وغيرها، وصارت صور الاحتفالات تطوف بنا العالم وعنوان الفرح واحد، قطر.
هذا الفوز كان اختباراً حقيقياً للقوة الناعمة القطرية، حيث راهن الخصوم على أن قطر فقدت بريقها بعد انتصار الثورات المضادة وانطلاق حملات التشويه وعمل الساسة والإعلاميين والمثقفين لضرب صورة قطر لدى المواطن العربي تحديداً، وكان من أهم أهداف الحصار المفروض على قطر القضاء على القوة الناعمة القطرية عبر شيطنتها في الذهنية الشعبية، ولكن ما جرى بعد الفوز القطري كان تصويتاً شعبياً على نتيجة جهودهم، فمسيرات غزة ومخيمات عرسال والجماهير العمانية والكويتية المؤازرة ومشاهد الفرح الممهورة بالأعلام القطرية في مختلف الدول كانت بمثابة شهادة من الشعوب على أن قطر ما زالت تحتفظ برصيد عال في القلوب والعقول العربية حتى وإن تأثر هذا الرصيد بفعل الحملات المغرضة، لا أذكر يوماً يبادلني فيه الزملاء من كل دول العالم برسائل واتصالات التهنئة كمثل هذا اليوم، ولسان حال المهنئين بالفوز يقول "فرحنا بأخلاقكم ومواقفكم أكثر من أهدافكم".
في المقابل كانت الخسارة في القوة الناعمة بالنسبة للدولة المنظمة كبيرة، فعوض أن تكون هذه البطولة فرصة لتسويق بلادهم وقدراتهم التنظيمية عالمياً تحولت إلى تهمة تلاحقهم، فالإعلام العالمي نقل صورة الأحذية في الملعب أكثر من أي صورة أخرى وتبع ذلك الحديث عن أثر الخلاف السياسي على سلوك التنظيم، وتصادف أن تستضيف نفس المدينة مؤتمرا للأخوة الإنسانية بعدها بأيام ليثير الأمر سخرية المراقبين، فمن لم يستطع أن يتحلى بأبسط سلوكيات "الأخوة" بين الأشقاء كيف له أن يتحدث عن الأخوة بين الناس أجمعين، وكان بإمكان المنظمين حماية أنفسهم من كل هذه الآثار السلبية لو ضبطوا إعلامهم وخطابهم بدل التحريض ضد قطر ومنتخبها، كما وسعهم على الأقل حضور القادة في التتويج بدل التغيب عنه، كل ذلك لم يكن ليغير الواقع السياسي ولكن قصر النظر كان سيد الموقف.
هذه الأزمة بشكل عام كشفت الأوراق أمام العالم وخاصة الشعوب، من كان يساوره الشك حول الموقف القطري من غير المعنيين بشكل مباشر بالمنطقة وأزماتها هو على يقين اليوم بأن قطر شريك موثوق به، ومن كان يظن خيراً بأنظمة دول الحصار وخاصة أبوظبي يعلم اليوم مصدر السياسات الصبيانية التي فاقمت أزمات المنطقة، وجاءت هذه البطولة لتقدم للعالم أجمع السلوك القطري الرسمي والشعبي في مواجهة سلوك المحاصرين، حتى على المستوى الرياضي تحولت السخرية من طموحات قطر الرياضية إلى قناعة بأن هذه الدولة الصغيرة وضعت نصب عينيها كؤوساً كثيرة وبطولات لا حصر لها وليس عبر الآمال الفارغة بل عبر بناء جيل وتوفير بنية تحتية رياضية شاملة.
مضت هذه البطولة بنتائجها، فاستضافوا لاعبي قطر رغماً عنهم، وفازت قطر عليهم فرادى ومجتمعين، وارتفعت أعلام قطر في سمائهم، وأصبحت ملاعبهم ساحات أمجاد قطرية، أما هم فلم يكن لهم من بطولتهم إلا نعال تطير ودمع ينسكب، فكل الشكر لمن ساهم في هذا الإنجاز من أعلى مستويات القيادة القطرية وحتى أبطال المنتخب، وهذه قطر، تمضي بعيون نحو السماء وقلوب صادقة أبية.

[email protected]

مساحة إعلانية