رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

722

د. محمد صالح المسفر

برلمانيو العالم يجتمعون في العاصمة القطرية

09 أبريل 2019 , 02:38ص
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة الدورة الـ 140 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي تحت شعار "البرلمانات كمنابر لتعزيز التعليم من أجل السلام والأمن وسيادة القانون"، ويشارك في هذا التجمع وفود من اكثر من 160 دولة منهم 80 رئيس برلمان وأربعون نائبا لرؤساء برلماناتهم وكذلك اكثر من 800 برلماني الى جانب اعضاء ورؤساء برلمانات بصفتهم اعضاء مراقبين. وقد غاب عن هذا التجمع الدولي الكبير تمثيل (الدولة السعودية ودولة البحرين ودولة الامارات) لا لسبب جوهري انما لأن المؤتمر عقد في الدوحة وهم يعتقدون انه بغيابهم ستهتز قاعة المؤتمر وسيفتقدهم المشاركون وستفشل كل الجهود القطرية لانجاح ذلك الحشد البرلماني الدولي لغيابهم، لكن العالم يعلم بأن تلك الدول ليس بها برلمانات فغيابها خسارة لتلك الدول الغائبة وحضورها لن يزيد في مكانة الدولة المضيفة. لقد اكتسبت دولة قطر مكانة دولية مرموقة على كل الصعد بانعقاد هذا الحشد البرلماني الدولي وغيره من توافد الكثير من زعماء العالم وصناع القرار على العاصمة القطرية خلال العامين الماضيين وقطر تعيش تحت حصار الاشقاء (الرياض وأبوظبي والمنامة ).
في هذا الحشد البرلماني العالمي الضخم ألقى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كلمة في حفل الافتتاح، كانت شاملة جامعة حظيت بإعجاب وتقدير كافة الحضور وتناقلتها صحافة الدول المشاركة في هذه التظاهرة البرلمانية، وقد تناول سموه في خطابه اهم القضايا التي تهم العالم اليوم، وقدم سموه لمحة سريعة عن إنجازات قطر رغم الحصار الظالم المفروض عليها وقال: "ان قطر حققت طفرة انمائية في مختلف المجالات وانجزت مشروعات عملاقة، واكد ان قطر تعمل على ان تكون استضافة كأس العالم 2022 مناسبة للتآخي بين الشعوب، كما ان قطر حققت المرتبة الاولى في مؤشر الدول المحققة للنمو الاقتصادي في المنطقة".
ولما كان المؤتمر ينعقد تحت شعار "البرلمانات كمنابر لتعزيز التعليم" قال سموه "ان التعليم في عصرنا اصبح حقا من الحقوق الاجتماعية التي غدت بدورها جزءا لا يتجزأ من حقوق الانسان وأهم عناصر النهوض بالمجتمعات، وان الجهل من اهم معوقات النمو ونهضة الشعوب، ويغذي التعصب والعنصرية ويسهل نشر الافكار المسبقة ضد الآخر".
لقد أشاد سموه بالشباب العربي المتسلح بالعلم والمعرفة القائم بقيادة التحركات الشعبية في دولهم طلبا للكرامة والعدالة والحرية والتي لخصوها في لافتاتهم "بالعيش الكريم" لقد اثبتوا انهم متحضرون وحضاريون في مطالبهم وتحركاتهم، حين منحوا الفرصة للنشاط السلمي في بعض البلدان العربية وكأني بسموه يشير دون تسمية الى الشعب الجزائري الذي مارس حريته في التعبير عن رأيه في النظام السياسي القائم دون عنف، وكأني به ايضا يشيد بكل القوى السياسية التي تمسك بيدها كل وسائل القوة والاكراه في الجزائر والذين لم ينزلقوا الى استخدام القوة والعنف ضد الشعب الجزائري العظيم الذي خرج بكل اطيافه يطالب بتغيير النظام القائم، وأنا أستمع لخطاب سموه في هذا الشأن يراودني التفكير ان حراك الشباب في السودان المطالبين بالكرامة والعدالة والحرية بالطرق السلمية لم يلجأوا الى مواجهة عنف السلطة في مواجهتهم بعنف مضاد، ذلك ما قصده سموه بقوله "حضاريون ومتحضرون في مسيراتهم ومطالبهم". لقد القى سموه باللائمة على كثير من الانظمة العربية التي منعت عن الشعب حرية التعبير والتفكير وفرص النشاط السلمي وحملهم المسؤولية عن تدهور الاوضاع، الامر الذي ادى الى العنف والعنف المضاد، كما رأينا في سورية وليبيا والعراق واماكن اخرى متعددة في عالمنا العربي. واكد سموه ان التغيير السلمي يعتمد على وجود نخب حاكمة تتفهم مطالب الناس، ولا تواجهها بنظريات المؤامرة والقمع بالقوة، وتقود عملية الاصلاح والتغيير.
ومن شعارات هذه الدورة البرلمانية ايضا "سيادة القانون" لقد تطرق صاحب السمو الشيخ تميم في خطابه آنف الذكر الى اهمية سيادة القانون بقوله "لا عدالة دون سيادة القانون، لكن للاسف كثيرون يؤمنون بسيادة القانون دون عدالة" واكد ان هذا من اهم مصادر السياسات التي تُخضع القانون لخدمة نظام الحكم فحسب أو لمصالح فئة معينة في المجتمع، وتشكل مصدرا للشعور بالظلم، وهذا بدوره يقود الى القلاقل وعدم الاستقرار". ان نقيضي سيادة القانون عند سمو الأمير تميم هما الفوضى من جهة، والطغيان من جهة اخرى. وهما وجهان لعملة واحدة. فالطغيان يعني سيادة البطش والتعسف كما هي حالة الفوضى والاضطراب. لا جدال عند سمو الأمير تميم بأن تراجع القانون الدولي في منطقتنا العربية والعالم كافة يزداد خطرا ويتعاظم، وان هناك قوى تعمل لتغليب سيادة القوة عليه، وتحول القانون والشرعية الدولية الى سلاح الضعفاء فقط لكنه دون جدوى. القانون الدولي بكل اركانه وقواعده غير مجد في ظل هيمنة القوى الكبرى صاحبة القول الفصل في الامم المتحدة (فيتو) وهي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين. القانون الدولي وكل قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن في الامم المتحدة والوكالات المتخصصة ذات الشأن لم تمنع الادارة الامريكية (دونالد ترامب) من التصرف من جانب واحد باصدار قرار رئاسي باعتبار الجولان السورية المحتلة عام 1967 ارضا اسرائيلية، ولم تمنعه من اعتراف ادارته بأن القدس عاصمة اسرائيل، ولا نستبعد الاعتراف الامريكي في عهده بأن الضفة الغربية هي ارض اسرائيلية طبقا للسوابق آنفة الذكر ما لم يتخذ العرب والمجتمع الدولي قرارا رادعا ضد هذه التجاوزات على القانون الدولي. ان حماية القوى العظمى لبعض الانظمة التي تمارس ارهاب شعوبها واضطهادهم وملاحقة اصحاب الرأي والفكر المطالبين بحقوقهم التي تكفلها جميع الشرائع الدينية والوضعية امر يخل بالأمن والاستقرار وتحقيق العدالة ويقود الى خلق جماعات ارهابية يستعصي استئصالها وذلك يقود بالضرورة لتهديد السلم والأمن الدوليين.
آخر القول: نريد من بيوت الديمقراطية في العالم (البرلمانيين) المتواجدين في الدوحة عند عودتهم الى ديارهم العمل بكل الوسائل لاقناع حكوماتهم لردع المعتدين على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ومساعدته لبناء دولته المستقلة على أرض فلسطين، وانهاء الحرب في اليمن طبقا لمخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات الشرعية الدولية، ودحر البغاة على ارادة الشعب الليبي، والعمل الجاد لممارسة كل الضغوط من قبل سلطات بلادكم على الحكومات العربية لإطلاق سجناء الرأي رجالا ونساء وعدم ملاحقتهم في الداخل او الخارج.

اقرأ المزيد

alsharq الحرب تجارة بضاعتها النفوس

الحرب! الحرب! كلمة تستفز نشاز الرعب - قرقعة الفكوك الحديدية، لسعات البارود الموجعة، أصداء أضغاث أحلام متكسرة وموسيقى... اقرأ المزيد

54

| 19 أبريل 2024

alsharq لا سلام دائم دون حل الصراع في فلسطين

تنخرط دولة قطر في جهود حثيثة منذ بداية الحرب على غزة لإنهاء الحرب على القطاع مع التزام تام... اقرأ المزيد

57

| 19 أبريل 2024

alsharq تزكية النفس على منهاج النبوة

لا شك أن تزكية النفس هي طريق الفلاح، وقد أقسم الله تعالى في سورة الشمس على أن الفلاح... اقرأ المزيد

51

| 19 أبريل 2024

مساحة إعلانية