رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
البنية الذهنية المتحكمة في الرياض متهورة ولا تمتلك القدرة على تمحيص الأمور
قطر كسبت المعركة الإعلامية وتمكنت قناة الجزيرة من إلحاق هزيمة ساحقة بإعلام دول الحصار
الدوحة تسعى دوماً للتوصل إلى علاقات مع جيرانها العرب تقوم على الاحترام وحسن الجوار
دخل حصار قطر عامه الثالث لم تجن فيه الدول المحاصرة سوى خيبة جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالفشل، فلا قطر تنازلت عن سيادتها ولا هذه الدول جنت أي فائدة تذكر من حصار قطر. فتهمة قطر بتمويل ورعاية الإرهاب تبخرت على نيران انعدام مصداقية الدول المحاصرة وتهورها الذي جلب لها شتى أنواع الانتقادات من دول ومن منظمات دولية.
عندما بدأت عاصفة الحزم اعتقد وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن السيطرة على صنعاء وانهاء الوجود الحوثي سيتم خلال أسبوعين، وبعد مرور خمس سنوات ما زال التحالف السعودي الإماراتي بعيدا عن تحقيق انجاز واحد في الحرب على اليمن، وبنفس المنطق عندما قامت الدول المحاصرة بإعلان حصارها توقع بن سلمان أن الأمر سيتطلب أسبوعا واحدا لكي تركع قطر وتستجدي حلا يجردها من سيادتها. وإن دل هذا على شيء انما يدل على البنية الذهنية المتحكمة في الرياض، فهي ذهنية متهورة ولا تمتلك القدرة على تمحيص الأمور وهذا بدوره يفقدها التأهيل المناسب لحكم بلد كبير مثل السعودية.
وعلى العكس من الدول المحاصرة المتسرعة، اعتمدت الدوحة استراتيجية لمواجهة معركة الحصار تتكون من ثلاثة مكونات. أولا، ابداء الاستعداد للحوار مع التأكيد على سيادتها وهذا بدوره ساهم في اضعاف دول الحصار في الحصول على تأييد إقليمي أو دولي، فالدول التي وافقت رباعي الحصار لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وهي دول هامشية وغير مؤثرة. ثانيا، شنت الدوحة هجوما دبلوماسيا على المستوى الدولي ساهم في تعرية مقولات دول الحصار وكشف عورتها، فلا الولايات المتحدة تبنت موقف دول الحصار ولا الاتحاد الأوروبي قبل بأن يمارس الضغط على الدوحة على اعتبار أن تهم دول الحصار غير صحيحة وأن المسألة بجوهرها هدفت إلى إلغاء السيادة القطرية، وهو أمر لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل به. ثالثا، بناء موقف وطني ظهر جليا بالتفاف الشعب القطري خلف القيادة، وهو أمر ساهم في إعادة النظر في الكثير من السياسة القطرية الداخلية بهدف الاعتماد على الذات في انتاج الكثير من المنتوجات التي كانت تأتي من دول الحصار وبخاصة السعودية.
يضاف إلى ذلك أن قطر كسبت المعركة الإعلامية إذ تمكنت قناة الجزيرة من إلحاق هزيمة ساحقة بإعلام دول الحصار، فعلى العكس من اعلام دول الحصار الذي اتسم بالارتجالية وغياب المهنية وفبركة الاخبار، خاضت الجزيرة معركة التنوير بمهنية، ما مكنها من كسب الرأي العام العربي، وقد ظهر التأييد العربي لقطر بعد أن تمكن منتخبها الوطني من الحاق هزائم متلاحقة بمنتخبات دول الحصار والحصول على بطولة آسيا في عقر دار الإمارات. فأي متابع لوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن له إلا أن يلاحظ حجم التأييد الهائل لمنتخب قطر ليس لأنه منتخب عربي فقط بل لأنه يمثل دولة محاصرة أبت إلا أن تعلي من قيمة استقلالها الوطني وسيادتها. فلا يمكن للشعوب العربية التي تتوق إلى التحرر من الهيمنة والاستبداد أن تنحاز لأنظمة عربية تنحاز فقط للاستبداد والثورات المضادة.
كما يقال بالعامية، الضربة التي لا تكسر الظهر تزيده قوة، هذا ينطبق على حال قطر اليوم، فالحصار أنتج حالة من الوطنية القطرية التي ساهمت في الصمود والانتصار في معركة الحصار، فاقتصادها ينمو بوتيرة عالية قياسا بدول الحصار وشعبها يتمتع بمستويات معيشية تفوق بكثير الدول المحاصرة، فما زالت قطر تتربع على عرش اعلى دخل للفرد بالعالم ولا يبدو أن هذا الأمر سيتغير في قادم الأيام. هذا لا يعني من قريب أو بعيد أن دولة قطر مرتاحة للحصار، فالدوحة تسعى دوما للتوصل إلى علاقات مع جيرانها العرب تقوم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وكل ما يصدر من الدوحة يصب في هذا الاتجاه لكن ليس بأي ثمن، وحري بدول الجوار فهم أن حصارها لقطر لن ينجح.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رقعة الشطرنج كيف تحولت؟! المقاومة الآن هي من يملك أوراق التفاوض، بعد تصعيد مقاومة اليمن ولبنان وبعد تصريحاتهما بأن المفاوض الوحيد عن محور المقاومة هي حماس حيث إنها أيضا المخولة من فصائل المقاومة في فلسطين، أصبحت المقاومة في غزة تملك فك الحصار عن الكيان الصهيوني في باب المندب ووقف القصف من قبل المقاومة في جنوب لبنان، وهذان الأمران هما الهم الأكبر على الكيان، فالمهجرون من شمال فلسطين المحتلة أكبر هاجس على الكيان والحصار هو الهم الأكبر خاصة بعد توسيع المقاومة في اليمن من نطاق استهدافها للسفن الإسرائيلية، إذا المفاوض الفلسطيني على طاولة المفاوضات أصبح لديه أوراق ضغط مهمة تقوي من إمكاناته على التفاوض ليس على الأسرى فقط بل على الحصار وإيقاف الهجمات في الشمال. اختلف المشهد بشكل جذري، ومما يزيد من قدرة المقاومة هو استمرار خسائر الكيان في المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، وما طرأ على الموقف الأمريكي جمهورا وسياسيين فقد أصبح التجاذب بين نتنياهو والإدارة الأمريكية في شد وجذب، والداخل الإسرائيلي في تفكك وغليان وتناحر يشتد مع مرور الوقت، إذا عامل الوقت مع المقاومة، التفسخ في مفاصل الدولة والمجتمع من حرديم وليبراليين واليمين واليمين المتطرف والأحزاب والعسكر وغيرها من عوامل تصب في صالح المقاومة، ميناء غزة قد يقلب العلاقة الإستراتيجية من علاقة أمريكية إسرائيلية إلى علاقة إستراتيجية أمريكية فلسطينية وتكون إسرائيل الخاسر بفقدان دورها في المنطقة والخادم للنفوذ الأمريكي. في حال حل الفلسطينيين محل إسرائيل في هذه العلاقة الإستراتيجية يعني انتفاء الحاجة لإسرائيل وذلك مكمن الخطورة وعليه التهافت من قبل نتنياهو ولذلك كل ما نرى من عدم سماعه لأي صوت من الداخل أو في الخارج الهدف منه المحافظة على الشراكة الإستراتيجية ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل يبدو أن الولايات المتحدة أعطت وقتا معينا ما قبل ديسمبر لمدة ثلاثة أسابيع إلى شهر لإتمام المهمة العسكرية وإعطاء إسرائيل الفرصة أن تحافظ على الشراكة الإستراتيجية ولكن لعدم قدرة إسرائيل لتحقيق انتصار عسكري واضح حتى ما بعد إفراغ شمال غزة جعل موضوع الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة يتراجع ثم يتراجع في اللحظة التي وعى الإسرائيليون أنهم غير قادرين على تحقيق النصر العسكري، حيث بدأت إسرائيل في تطبيق الإبادة بسلاح التجويع والأوبئة مما أثار العالم وجفلت منه أمريكا وسعى نتنياهو للتهجير أصرت أمريكا على حق الفلسطينيين وحقهم في دولة وتمت الضغوط في رحلة غانت للولايات المتحدة. يبدو أن الولايات المتحدة حسمت أمرها بالنسبة للشراكة الإستراتيجية لتكون مع الفلسطينيين وليس مع الإسرائيليين ولذلك فإنشاء ميناء هو إنشاء طارئ ومستعجل للميناء وليس ميناء طارئا وعليه الولايات المتحدة في القرار اتخذت الشريك السلطة الفلسطينية ولذلك رأينا إلى أي مدى الهجوم على الضفة الغربية لمحاولة تفكيك السلطة قبل أن تصبح الشريك الإستراتيجي للولايات المتحدة لأن حماس أو المقاومة لا يمكن أن تكون شريكا خاصة إذا كان تعريفها على أساس تعريف فرق أو وحدات إرهابية. إذن المسار الوحيد الممكن هو شراكة إستراتيجية ما بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ولذلك كان لا بد من القضاء على السلطة الفلسطينية في الضفة وتفريغ الشمال للهيمنة على الميناء مما يفتح باب الهيمنة على الميناء وعلى مكامن الغاز. بعد أن حسمت الولايات المتحدة الشراكة الإستراتيجية الآن مع الفلسطينيين، ما تبقى لإسرائيل بعد هذا الحسم طبعا أمران إما الميناء وممكن أن تكون إسرائيل شريكة في إدارته لإرضاء إسرائيل ومكامن الغاز وما تبقى هو طبعا قناة بن غوريون ويبدو في هذا الصدد أن ممر الهند الاتحاد الأوروبي سيزيد الطلب على قناة السويس ولذلك تكون قناة بن غوريون داعمة لمثل هذا المشروع. الآن إسرائيل لابد من دخولها في رفح للتمسك على الأقل بقناة بن غوريون، ولكن مصر يبدو مُصرة على عدم فتح هذا المجال ويبدو أن الليونة من الجانب المصري في شأن شمال غزة لتفادي رجوع إسرائيل لطلب قناة بن غوريون ولذلك فكل ما نرى من تفاوض هو في الأساس على الثلاثة المحاور الأساسية ميناء غزة، مكامن الغاز، وقناة بن غوريون، فتشدد نتنياهو أو عدم تشدده أو المجازفات أو المغامرة في إما دفع الجيش وإهلاكه في غزة أو في عدم الاكتراث بالرأي العام العالمي أو القانون الدولي أو الإصرار على دخول رفح كلها أمور أساسية لبقاء إسرائيل، في حال لم تستطع إسرائيل إما الهيمنة على الميناء أو على مكامن الغاز أو على قناة بن غوريون وإذا لم تحقق انتصارا عسكريا كما لاحظنا ورأينا فإذن دور إسرائيل الوظيفي قد انتهى وانتقل هذا الدور لشراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين لأن هذا الممر هو في الأساس لصد التدخل الصيني والروسي في المنطقة ولذلك فهو الهدف الأسمى الإستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة ومن سيكون شريكا في هذا المشروع سيعطى الحظوة ولذلك التهافت الإسرائيلي بمحاولة إيقاف هذا المشروع وهذه الشراكة الإستراتيجية ما بين الولايات المتحدة والفلسطينيين.
18168
| 24 مارس 2024
تعمل العديد من المؤسسات والمراكز الإعلامية، خاصة تلك التي تدرك أهمية دور الإنتاج في نجاح منتجاتها التلفزيونية، على توظيف كوادر إنتاجية محترفة وقادرة على نقل رسالتها بفعالية إلى الجمهور المستهدف، تقديم الدعم الضروري من الناحية البشرية والمالية والتقنية لتحقيق أهداف محددة، مثل بناء صورة إيجابية للمؤسسة والدولة، وتفعيل الأنشطة التعليمية والتدريبية، والمساهمة في التثقيف والتوجيه، بالإضافة إلى توثيق الأنشطة الإعلامية للمؤسسات المختلفة، وتحقيق عوائد مالية من خلال بيع البرامج والإعلانات المنتجة. كان يوجد اهتمام كبير في السابق بصناعة الدراما القطرية وإنتاج المسلسلات التلفزيونية ضمن معايير معينة، حيث كانت تتميز بدقة في اختيار المواضيع والممثلين والمخرجين، وكانت تتصدر الدراما الخليجية في تلك الفترة، لذلك، يعتبر تسليط الضوء على الشباب الموهوبين في مجال التمثيل أمرًا أساسيًا، مع الاعتماد على المؤسسات التي تدعم المخرجين وصانعي الأفلام، لتعزيز وعي المجتمع بأهمية هذه الفنون وتقديرها، نشاهد الكفاءات التي لم تبرز بعد، ولا نفهم سبب ذلك بشكل واضح. شهدنا مع تلفزيون قطر العديد من البرامج المميزة والإنتاج الرائع والهوية المتجددة خلال هذه الفترة، حيث سُلِّط الضوء في برنامج (إتقان) على جوانب مختلفة من الحياة ومجالات العمل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إنجازات قطر بدقة، قام البرنامج هذا العام بدمج الإنجازات المحلية والدولية، ومواكبة التقنية بشكل صحيح وملائم مع استكشاف أحدث وأفضل الممارسات العالمية وإبراز الشباب القطري والعربي في مختلف المجالات، من خلال فريق مميز يولي اهتماما كبيرا للتواصل المستمر ومتابعة كل ما هو جديد ومتكامل. كما عملت مؤسسة قطر للإعلام على حفظ البرامج وأرشفة المسلسلات القديمة، وكذلك تحميل جميع البرامج الحالية من خلال تحميل تطبيق جديد «تابع». هذه الخطوة الهامة يجب أن نستفيد منها، ونعمل على تطويرها لمواكبة شركات ومؤسسات الإنتاج الإعلامي، مع التركيز على دعم وتعزيز الإنتاج المحلي مع تمنياتنا لفريق العمل كل التوفيق والنجاح والمزيد من الإتقان.
1887
| 25 مارس 2024
الكسل طريق انهيار الشعوب والأمم، وانكسار الدول والحضارات، ولهذا لما سُئل البرامكة عن سبب زوال ملكهم قالوا: «نوم الغدوات وشرب العشيات». والدول الناجحة اليوم في عالمنا المعاصر هي الدول التي على رأسها إدارات يقظة، وعلى رأس هذه الإدارات مُدراء ناجحون، فالإدارة دائمًا تستيقظ مع المدير النشط وتنام مع المدير الكسول. والإدارة القوية الناجحة هي إدارة لا تتوافق أبدًا مع الكسل، أو أن يكون على رأسها مدير كسول، فهي دائمًا تبحث عن النشاط والهمة في العمل. والمدير الناجح هو ذاك المدير الذي يتميز باليقظة وعلو الهمة والنشاط الدائم وهو بدوره يؤثر في إدارته بهمته العالية ونشاطه القوي، فيؤدي إلى نجاح المؤسسة وتقدمها باستمرار. أما بالنسبة للمدير الكسول فهو ذاك المدير الذي يأتي دائمًا متأخرًا باستمرار بعد حضور موظفيه بوقتٍ طويل، ويظل قابعًا في مكتبه طوال اليوم، فلا يرى موظفيه ولا موظفوه يرونه، ويعجز عن متابعتهم والإشراف عليهم، وتوجيه النصح والإرشاد إليهم، وقد يقوم ببعض المهام ويترك البعض الآخر، ويتطور الأمر إلى أنه يقوم بإسناد هذه المهام إلى أحد موظفيه للقيام بها، وإذا خرج من مكتبه فهو عادة ينخرط في دردشات غير رسمية وغير مفيدة، ويقوم بإثارة الدراما في بيئة العمل، وفي نهاية اليوم ينصرف قبل الموعد المحدد، ويقوم بكتابة تفويض إلى أحد موظفيه لإدارة العمل حتى نهاية اليوم. كما أن المدير الكسول عادة ما يتغيب عن العمل لأيام عديدة خلال السنة الواحدة، ويتغيب عن حضور الدورات التدريبية التي تعُقد للمُدراء لتحسين مستواهم المهني، وإذا كان هناك اجتماع على مستوى الإدارات أو المديريات أو غيرها فهو عادة ما يرسل مندوبًا عنه لحضور مثل هذه الاجتماعات، فهو مدير يتسم بالجمود، والتقليدية، وليس لديه شغف للتطور والتعلم. والمدير الكسول يعجز عن توجيه موظفيه نحو الانضباط والجدية في العمل، «ففاقد الشيء لا يُعطيه»، ناهيك عن تأثيره السلبي في نفوس موظفيه. كما أنه يقف حجر عثرة أمام تقدم المؤسسة وتطورها، ويؤدي إلى انخفاض إنتاجيتها، وقد يكلفها الكثير نتيجة إضاعته للوقت والمال. لذلك فلابد لكل مسؤول أن يكون قدوة حسنة لموظفيه، حتى يقلدوه ويسيروا على نهجه. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «إن الناس لم يزالوا مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم». وقال أيضًا رضي الله عنه: « فإن رتع الإمام رتع الناس».
1566
| 27 مارس 2024