رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
❶
رحت أستمع الى كلمات بعض رؤساء وفود الدول المشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ 74 المنعقدة في الثلاثاء الماضي، كما استمعت الى خطاب الامين العام للامم المتحدة السيد غوتيريش والذي هو عبارة عن تقرير يقدمه الامين العام في بداية كل دورة عن حال العالم. لقد حذر الامين العام في خطابه المشار اليه من نشوب صراع مسلح في الخليج العربي قائلا "ان اي سوء تقدير بسيط يمكن ان يقود الى مواجهة كبيرة في المنطقة"، اما الرئيس الامريكي فقد اشار في هذا الشأن الى ان قوة الولايات المتحدة العسكرية هي اعظم قوة في الأرض، مشيرا الى ان ايران هي وراء الهجمات الصاروخية على منشآت النفط في السعودية، ويهمنا هنا، اشارة الرئيس الامريكي الى "الصواريخ" التي اطلقت على المنشآت النفطية السعودية في ابقيق وخريص بعد ما كان القول ان طائرات مسيرة هي التي قامت بتلك الكارثة الاقتصادية والامنية على السعودية. وقال ان ايران تهدد امن الخليج والملاحة البحرية وانسياب التجارة العالمية.
الرئيس روحاني "ايران" كل خطابه حول الخليج العربي مثير ويحتاج فك رموز خطابه الى فريق عمل قادر على الغوص في معانيه وما بين الكلمات، كلمات توحي بالتحدي تارة وبالرجاء تارة اخرى، اما خطاب الرئيس العراقي فكله قلق يوحي بخوف من نذر شر تحيط بالمنطقة.
➋
في الجانب الاخر، استهل سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطابه السنوي امام الجمعية العامة في دورتها الراهنة بتنبيه رؤساء وقادة العالم المجتمعين في نيويورك بأن "العالم اليوم يواجه تحديات جسيمة ومتنوعة عابرة للحدود" وعلى المجتمع الدولي مواجهة تلك التحديات بحلول تقوده الى تحقيق السلم والامن الدوليين وتحقيق العدالة والمساواة وتحفظ للدول استقلالها وسيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. ومن بين القضايا التي ركز عليها سموه في خطابه وفيما يتعلق بالواقع الراهن في الشرق الاوسط، تناول حصار دولة قطر وامن الخليج العربي، ومكافحة الارهاب، والتنمية الاقتصادية، وما يجري في ليبيا واليمن وفلسطين. لقد اكد سموه على الاهمية الاستراتيجية لاقليم الخليج العربي ودعا الى "انشاء نظام امن اقليمي يحفظ لمنطقة الشرق الاوسط والخليج خاصة امنها واستقرارها" وفي تقدير الكاتب فإن تلك الدعوة لن تجد استجابة من معظم دول الخليج العربي، لأن الذي يحكم المنطقة اليوم ليس منطق العقل والحكمة وانما منطق التعالي والغطرسة وارهاب الثروة المالية والنزعة التوسعية والهيمنة على ارادة الشعوب.
نماذج مما ذكرت ما يجري اليوم على ارض اليمن الشقيق من حروب مسلحة، وسباق بين الاقوياء على تقاسم اليمن، وتفتيت وحدته واستقلاله والغاء سيادته، وابقاء قيادة اليمن حبيسة الاقوياء. ان القيادة الشرعية المقيمة في الرياض عن غير رغبة منها كما يعبر عن ذلك قادة الرأي اليمني غير مسموح لها التواصل مع قادة العالم الخارجي، وخير دليل على ذلك عدم تمكن الرئيس اليمني (الشرعي) عبد ربه منصور من الذهاب الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة واجتماعه برؤساء وقادة العالم المشاركين في تلك الدورة السنوية.
وفي شأن حصار الأشقاء غير المبرر على قطر لم يتوقف سموه عنده طويلا، لانه اعتبره من الماضي، وقد تجاوزته قطر بعزم وتصميم وصمود الشعب القطري والاخوة المقيمين على صعيد قطر، كما قال سموه في خطابه آنف الذكر. لكنه نوه الى ان الجيل الحاضر والاجيال القادمة ستكتشف ان حملة التحريض والتشويه ومحاولة النيل من قطر وشعبها وسيادتها، كانت حملة ظالمة تحطمت على صخرة الصمود والشموخ لشعب قطر واخوانه الصادقين المقيمين على ارضه الصلبة.
➌
حصار قطر من الاشقاء الخليجيين لم ينسه حصار غزة من قبل الاشقاء ايضا في مصر العزيزة، ومن الاعداء الصهاينة فناشد المجتمع الدولي ان يولي المسألة الفلسطينية الاهتمام اللائق بمأساة شعب طرد من ارضه ويعيش معظمه في مخيمات البؤس في دول الجوار، واكد سموه ان دولة قطر ستواصل تقديم الدعم السياسي والانساني للشعب الفلسطيني الشقيق، ويتساءل سموه الى متى ستظل الشرعية الدولية عاجزة عن فرض احترامها حين يتعلق الامر بفلسطين. وكانت معاناة الشعب العربي السوري ضمن قائمة اهتمام سمو الأمير فقد أكد على أنه يجب ان يحصل الشعب السوري الشقيق على حقه في حياة امنة تحفظ له كرامته وحقه في المشاركة في صناعة مستقبل سورية.
ان الكاتب يؤمن بأن من جلب المصيبة على الشعب السوري ومقدراته وتدمير بنيته الزراعية والصناعية والبنية التحتية بشكل عام هو النظام القائم، فهو الداعي لتدخل روسي وايراني ومليشيات طائفية راحوا يمطرون سورية بكل انواع الاسلحة التدميرية بما في ذلك السلاح الكيماوي.
ان النظام وحده هو المسؤول عن تشريد اكثر من نصف الشعب السوري الشقيق بين نازح ولاجئ راحوا يجوبون عواصم الدنيا يسألون عن امان. انه وحده الذي يتحمل ما جرى ويجري في سورية وعلى المجتمع الدولي نصرة الشعب لا نصرة نظام عدواني على شعبه من اجل ان يحكم من المهد الى اللحد.
➍
في الشأن اليمني والليبي والسوداني، لعله الزعيم العربي الذي تناول قضايا تلك الدول العربية بحكمة الزعيم العاقل فقال في الشأن اليمني ان الوحدة اليمنية هي مطلب امة ولا مستقبل لليمن بدون وحدته طبقا لمخرجات الحوار الوطني بين كل مكونات الشعب اليمني قبل احداث 2011 والذين توصلوا الى الاتفاق على دولة فدرالية بمدلولها السياسي. اما الدعوة الى حوار بين الاطراف اليوم فما هي الا هدر للزمن فالكل قد تحاور وقد اتفقوا فيما بينهم وعلينا جميعا ان نعينهم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في حوارهم السابق الذي ضم جميع الاطراف اليمنية، ولعله اراد القول بأن الحرب الدائرة على صعيد اليمن اليوم عليها ان تتوقف وترك الساحة لليمنيين ليقرروا مصيرهم بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وفي الشأن الليبي نبه سموه الى ان الامور في ليبيا تنذر بمخاطر جسيمة تمس وحدة الوطن واستقراره واستقلاله وسيادته وناشد جميع الاطراف الفاعلة في ليبيا الى تحمل المسؤولية واحترام ارادة الشعب، كما حذر من التدخل الخارجي في الشأن الليبي، ودعا الى تسييد مصالح الشعب والوطن على مصالح بعض الاطراف الليبية المرتبطة باطراف خارجية. واشاد سموه في خطابه بالانجازات التي حققها الشعب السوداني وطالب الولايات المتحدة الامريكية برفع اسم السودان من قائمة الدول المؤيدة للارهاب.
آخر القول: ان خطاب سموه المشار اليه كان شاملا جامعا لكل قضايا الساعة عربيا ودوليا، وفق الله أميرنا لخدمة امته ووحدتها واستقلالها وسيادتها.
الحرب! الحرب! كلمة تستفز نشاز الرعب - قرقعة الفكوك الحديدية، لسعات البارود الموجعة، أصداء أضغاث أحلام متكسرة وموسيقى... اقرأ المزيد
72
| 19 أبريل 2024
تنخرط دولة قطر في جهود حثيثة منذ بداية الحرب على غزة لإنهاء الحرب على القطاع مع التزام تام... اقرأ المزيد
66
| 19 أبريل 2024
لا شك أن تزكية النفس هي طريق الفلاح، وقد أقسم الله تعالى في سورة الشمس على أن الفلاح... اقرأ المزيد
69
| 19 أبريل 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم يجعل الله لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، فما دام فيه نفس يتردد وعقل يفكر وقلب ينبض فهو عبد مسؤول عن صلاح نفسه وإصلاح محيطه أملا في نهضة شاملة لأمّته، هذا حال المؤمن المسؤول، أما (من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه) فقد أوضح القرآن مآله (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين). وما أجمل التعبير القرآني حين يصوره في عبادته (على حرف) عبادة هشة وعابد غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في الطاعة، يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى. ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب. هذان نموذجان أمام المسلم، وهو وحده من يقرر أي الطريقين يسلك حتى يسلم أو يهلك، وأمام عينه وهو يختار الطريق تحذير القرآن من الانتكاسة بعد الاستفاقة ومن الهدم بعد البناء (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم» [النحل:92]. وهو مثل ضربه الله لمن ينقض العهد وقد قيل في شأنه أنه مثل مضروب لامرأة حمقاء ملتاثة، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة ! وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب. وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلوب وهو المقصود. وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيفة الإرادة الملتاثة العقل، التي تقضي حياتها فيما لا غناء فيه! واليوم وبعد انتهاء رمضان يقف كل مسلم أمام نفسه ليقول لها ما قاله الإمام الشبلي حين سئل: أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال: « كن ربانياً ولا تكن شعبانياً». ونحن نقول: كن ربانيا ولا تكن رمضانيا. رمضان كان وسيلة خير لإرضاء الله، وقد مضى، وبقي لك الاستمرار على الطاعة، مقتديا بنهج النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان عمله ديمة، كما قالت عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع). وهذا لا يكون إلا بمحاسبة دقيقة للنفس والتعامل معها تعامل الحذر منها، الذي لا يأمن غوائلها، هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عمر: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتجهزوا للعرض الأكبر «يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية».
1620
| 14 أبريل 2024
بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، صعّد المستوطنون الاسرائيليون من حملة اعتداءاتهم في الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، التي صعَّدت من جانبها أيضا عمليات الاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات؛ وهي الحملات التي أدت إلى استشهاد 463 فلسطينيا، وإصابة نحو 4750 آخرين، واعتقال أكثر من 8 آلاف فلسطيني. لقد أطلقت مليشيات المستوطنين التي تحظى بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملات عدوانية، تحت حماية قوات الاحتلال، استهدفت السكان والممتلكات في عدد كبير من القرى والبلدات الفلسطينية، حيث تعرض السكان في عدد من بلدات الضفة الغربية لحملة اعتداءات غير مسبوقة، خصوصا قرية المغير شمال شرق رام الله، التي عاشت ليلة رعب، على وقع هجوم مسلح شنه مئات المستوطنين مما ادى إلى استشهاد شاب فلسطيني واصابة العشرات، فضلا عن احراق عدد من المركبات والمنازل. إن الضفة الغربية تواجه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حالة من الاغلاق مع قيود صارمة على حركة التنقل بين المدن والبلدات، فضلا عن المداهمات المستمرة وحملات الاعتقال المكثفة، حيث استشهد ما لا يقل عن 115 فلسطينياً بينهم 33 طفلاً خلال الأسابيع الماضية، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، كما جرى تهجير ما يقرب من 1000 فلسطيني قسراً من منازلهم بسبب العنف الممارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستوطنين. إن التراخي والتباطؤ والعجز الدولي عن التصدي لما يجري من اعتداءات وجرائم ممنهجة من قبل مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، تحت ستار الدخان الكثيف للعدوان على غزة، سيدفع الأوضاع في الضفة إلى الانفجار، ما لم يتدخل المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، واطلاق عملية سياسية لمعالجة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
1434
| 14 أبريل 2024
تنشط دولة قطر على كل المستويات دعما للجهود الاقليمية والدولية الرامية لخفض التصعيد، وذلك مع ارتفاع حدة التوتر وازدياد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة، في ظل التطورات الاخيرة، والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب على خلفية الهجوم الايراني على اسرائيل، بعد أن أثار العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، أعمال عنف أوسع في المنطقة امتدت إلى جانبي الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وإلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر. وفي هذا السياق، جاءت الاتصالات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الرئيس الايراني الدكتور إبراهيم رئيسي، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعرض سموه خلالها تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما آخر تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اكد سمو الأمير المفدى على ضرورة خفض كافة أشكال التصعيد وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وعلى الصعيد ذاته، جاء اتصال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك رئاسة معاليه للاجتماع الوزاري الخليجي الاستثنائي الذي عقد قبل يومين في طشقند، حيث شدد معاليه على ضرورة العمل المشترك لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات بالطرق السلمية. إن هذه الاتصالات التي تقودها دولة قطر على أعلى المستويات، تأتي في إطار التزامها بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وإدراكها لأهمية وضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق سلاما دائما وشاملا في المنطقة.
1122
| 17 أبريل 2024