رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

1178

د. محمد صالح المسفر

خطاب الشفافية بين سمو الأمير والشعب

08 نوفمبر 2019 , 01:02ص

استهل سموه في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى " بتقديره للمساهمة القيمة التي قام بها أعضاء مجلس الشورى في إثراء العمل الوطني ، ليس في مجال التشريع فحسب ، بل أيضا في المشاركة بالرأي المستنير في متابعة الاداء الحكومي ، وخطط التنمية المختلفة " .
لا شك عندي بأن سموه يتابع كل ما يدور في المجتمع القطري من تساؤلات واهتمامات بعقل مفتوح وليس غائبا عنه تساؤل المهتمين بالديمقراطية والمشاركة السياسية في المجتمع القطري في مجالسهم عن متى يتحول مجلس الشورى الى برلمان منتخب ؟ فكان جواب سمو الأمير " لقد أصدرنا القرار الأميري رقم (47) لسنة 2019 ، بإنشاء وتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشورى وتحديد اختصاصاتها، برئاسة رئيس مجلس الوزراء ، لتشرف على التحضير لانتخابات المجلس ، واعداد مشروعات القوانين اللازمة واقتراح البرنامج الزمني لعملية الانتخابات ، وسوف يعلن موعد الانتخابات حال انتهائها من عملها " وبذلك يكون سموه قد حسم الامر ، وعلى تلك الاجهزة سرعة الانجاز لندخل في معراج المجتمعات الديمقراطية الفعلية.

تناول سموه بالشرح والتحليل قضايانا المحلية والعربية ، وكان على قمة تلك القضايا " الحصار الجائر " الذي فرض علينا من قبل بعض الدول وكيف تغلبنا عليه واحتواء معظم اثاره بالنهج الهادئ والحازم في ادارة ازمة ذلك الحصار.
"لقد تمسكنا باستقلال قرارنا السياسي ورفض الوصاية علينا ، وكذلك تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول الصديقة والحليفة " والحق ان دولة قطر عبر نخبها السياسية والاجتماعية والتعليمية والإعلامية استطاع افراد تلك النخب ان يجوبوا عواصم الدنيا لشرح الموقف في الخليج العربي وخاصة ما يتعلق بالدول التي فرضت الحصار على دولة قطر بادعاءات لا صحة لها ، وأدركت عواصم العالم ان في الامر مكيدة وحقدا وأطماعا في فرض الهيمنة على قطر ، واصطف العالم الى جانبنا في هذا الموقف بفعل تلك الجهود .
لقد بين سمو الأمير في بيانه السياسي الجامع ان دولة قطر على استعداد للحوار لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون وفي اطار ميثاقه على اسس أربعة : الاحترام المتبادل ، والمصالح المشتركة ، وعدم الإملاء في السياسة الخارجية ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
في المجال الاقتصادي: أكد سموه اننا حققنا تقدما ملحوظا في مجال التنوع الاقتصادي ، وتشجيع القطاع الخاص وزيادة القدرة الإنتاجية في مجال محطات التوليد الكهربائي، وتأسيس منظومة انتاج زراعي وحيواني وسمكي متطورة .
لكن مازال امامنا طريق طويل لتحقيق الامن الغذائي والدوائي والطاقة المتجددة وتقليص البيروقراطية التي تعيق التقدم والتطور .
لقد قفز الناتج الاجمالي في عام 2018 بنحو 15% والناتج غير الهيدروكربوني الى 9 %. لقد عملت الحكومة على تخفيض النفقات دون التأثير على المشاريع ذات الأولوية ونتيجة لذلك الخفض مع زيادة الكفاءة تحول العجز الكبير في الموازنة عام 2017 الى فائض .
وقد تواصل الاهتمام والتركيز على القطاعات ذات الاولوية وخاصة التعليم والصحة والاستثمار في البنية التحتية وهي مشاهدة على الطبيعة يراها الجميع رؤيا العين .
في مجال استكشافات البترول " أكد سموه ان قطر اصبحت تشارك في عمليات الاستكشافات البترولية والإنتاج في عشر دول افريقية وفي امريكا اللاتينية واسيا وفي دولتين عربيتين . وهذا يدلل على ما اكتسبناه من خبرات في المجالات النفطية الامر الذي حظي بثقة العالم والشركات النفطية الكبرى.
الإنسان في خطاب سمو الأمير: يؤكد سموه القول "لكي نصل بالإنسان القطري الى مصاف الدول المتقدمة فلا بد من ان نولي الانسان على ارضنا جل الاهتمام ، إنه عماد نهضتنا . إن العمران والنهوض الحضاري لا يقاس بالمباني العالية والمرافق بل بقدرة الانسان على تخطيطها وبنائها وصيانتها والمدارس التي تعلمهم والجامعات التي تخرجهم وبنوعية التعليم والثقافة والقيم السائدة والأخلاق .
إنه لا يمكن بناء الانسان اذا تكرس نمط من الشعور بالاستحقاق وتوقعات لا تنتهي من الدولة دون إحساس عميق بواجب المواطن الفرد تجاه المجتمع والوطن والحق كما قال سموه من لا يعطي لا يقدر قيمة ما يتلقى.
لقد راح سموه يعرف مفهوم المواطنة تعريفا علميا وهي عنده " المواطنة تشمل حقوقا وليس استحقاقات وهي ليست عبارة عن حقوق فقط بل هي ايضا مسؤوليات وواجبات ، وأولها العمل بإخلاص وإتقان كل في موقعه ، وكل موقع مهم . والحقوق ليست امتيازات او شعورا بالتفوق ناجما عن الهوية ، او بالتعالي غير المبرر على الاخرين ، فالتواضع دليل الثقة بالنفس واحترام الآخرين من احترام الذات ومسؤوليات المواطنة تتطلب ايضا تقدير من كدّ في بناء هذا الوطن بما في ذلك إخواننا المقيمون .
ان سموه يولي اهتماما بالغا وبعرفان لا ينكر دور اخواننا المقيمين معنا ، لقد شاركونا في معاناتنا من الحصار ، وبدورهم عانوا قد يكون اكثر من معاناتنا ، فقد صعب عليهم الوصول الى بلدانهم عبر البر أو الجو إلا بأغلى الأثمان وأطول الطرق والمسافات ، ومع ذلك وقفوا معنا ولم يتخلوا عنا رغم الاغراءات التي تصل لبعضهم للانتقال الى دول الحصار .
إن سموه والشعب القطري لا ينسى تلك المواقف وإن تعبير سمو الأمير عن هذا الحال يكمن في العبارة التالية " وإخواننا المقيمون معنا في قطر ليسوا هنا بمنّة، بل بفضل عملهم الذي لا يمكننا الاستغناء عنه ومساهمتهم المقدّرة في بناء هذا البلد" وفي اعتقادي ان هذا توجيه من سموه لكل اجهزة الدولة والمواطنين بالاهتمام بإخواننا المقيمين وخاصة العرب منهم .
في المجال الدولي : أكد سموه على ان السياسة الخارجية القطرية تنطلق من استراتيجية الموازنة بين المبادئ الراسخة عندنا وأمننا ومصالحنا الاقتصادية وقد اختارت قطر أن تلعب دور المسهّل للحوار والحلول العادلة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية وساهمت قطر في كافة الجهود الدولية والإقليمية التي تسعى الى تحقيق التعايش السلمي وحماية البيئة ومحاربة الفقر ومكافحة الإرهاب ومسبباته .
وكما هو المعتاد في السياسة القطرية كان الهم الفلسطيني واضحا في الخطاب وقال بأنه لا يمكن تحقيق السلام في هذا الشرق دون تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة .
ونادى بضرورة المحافظة على وحدة التراب السوري وسيادته وإيجاد حل سياسي تفاوضي بين كل الأطراف وفقا لبيان جنيف (1) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما أعلن رفضه قرار إسرائيل بضم الجولان السورية .
وكان الهم اليمني أحد الهموم في السياسة الخارجية القطرية وأنه يجب مساعدة اليمنيين على التحاور فيما بينهم دون تدخلات خارجية ، وأشار إلى أن دعم بعض الدول للخارجين عن العملية السياسية يعرقل تحقيق الاستقرار في ليبيا الشقيقة .
خلاصة القول: إن خطاب سموه كان تقريرا مفصلا لأعمال الدولة خلال عام من انعقاد مجلس الشورى الماضي ، منوها أن المواطنة عليها استحقاق يجب أن يؤدى منا جميعا تجاه الوطن ، ومذكرا الكل بمكانة إخواننا المقيمين معنا وخاصة العرب منهم .

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq الغارات الجوية المتبادلة بين إيران وإسرائيل

كثر المجتهدون في تناول الرد العسكري الإيراني على العدوان الإسرائيلي المسلح على القنصلية الإيرانية المعتمدة في العاصمة السورية... اقرأ المزيد

435

| 23 أبريل 2024

alsharq هل رضيت؟

ما أجلّ أن تمضي في دروب الأيام راضياً، قد قصرت عينك عن رزق غيرك، وركزت فيما بين يديها... اقرأ المزيد

375

| 23 أبريل 2024

alsharq عن مبادئنا وأفكارنا

أكثر ما يساعدنا على المضي في حياتنا قدماً، ليست أموالنا أو مكانتنا الاجتماعية أو وظائفنا. بل الأشخاص الذين... اقرأ المزيد

162

| 23 أبريل 2024

مساحة إعلانية