رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

3137

د. محمد صالح المسفر

الرابحون والخاسرون في حصار قطر

03 مارس 2020 , 01:24ص

الخاسر الأكبر هم الذين يحاصرون قطر التي ربحت المجتمع الدولي ومؤسساته

بعض قادة دول الحصار مطاردون دولياً بتهم متعددة منها ارتكاب جرائم حرب

ألف يوم مضت وقطر محاصرة من الاشقاء شركائنا في مجلس التعاون الخليجي "السعودية، والامارات، والبحرين" لا لسبب جوهري يمكن التوقف عنده ومن ثم ايجاد الحلول المرضية لكل الاطراف.

الاسباب التي ذكرت "تمويل الارهاب، ايواء تنظيم الاخوان المسلمين، التدخل في الشؤون الداخلية لبعض دول الخليج العربي، العلاقة مع ايران، والمطالبة بإغلاق محطة الجزيرة الفضائية واخواتها"، والشاهد ان الاشقاء الثلاثة لم يستطيعوا اثبات ما يدعونه للوسيط الكويتي.

أليست المطالبة بإغلاق محطة اعلامية فضائية في دولة ذات سيادة تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية؟، أليست المطالبة بقطع العلاقات مع اي دولة كانت تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية ايضا؟، وفي شأن تنظيم الاخوان المسلمين، وحق اليقين انه لا يوجد في قطر اي تنظيمات سياسية لا اسلامية ولا علمانية ولا ليبرالية، ومجتمع قطر صغير يسهل اكتشاف اي تنظيم حزبي سياسي ديني او دنيوي. وعلاقة قطر بإيران علاقة طبيعية وليست اقوى من علاقة الامارات مع ايران او اي دولة خليجية.

السؤال الذي يطرح نفسه على الملأ، من هم الرابحون ومن هم الخاسرون في هذه القطيعة التي فرضتها "الرياض، ابوظبي، المنامة" على دولة قطر منذ 1000 يوم؟.

لعلي أبدأ بالحال القطري، لقد حققت دولة قطر ارباحا مادية ومعنوية وسياسية، في مجال الارباح المادية، حققت قطر قفزة نوعية في مجال التنمية على كل الصعد، تكاد تحقق الاكتفاء الذاتي في انتاج المواد الغذائية الموسمية، اي انها توسعت في مجال الانتاج الزراعي واستصلحت اراضي واسعة مستخدمة التقنية العلمية الحديثة سواء في البيوت الزراعية او وسائل الري، صناعة الالبان ومشتقاتها وقد حققت فائضا في السوق المحلية، الامر الذي دفعها للتصدير وتشهد اسواق الكويت وعمان بذلك الامر، لاحظ عزيزي القارئ ان قطر كانت تعتمد في سد حاجاتها من الأغذية على دول الجوار وخاصة السعودية والامارات.

في مجال الصناعة استطاعت ان تحقق قفزة نوعية في هذا المجال "صناعة الاسمنت، والحديد، والالومنيوم، والعوازل الحرارية، وبعض المستلزمات الطبية وغير ذلك لا اقول انها حققت الاكتفاء المطلق فيما ذكر اعلاه الا انها قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، تقول بعض التقارير الاقتصادية انها حققت فيما ذكر في مجال الصناعة ما يزيد عن 60% تقريبا من حاجة البلاد في مدة قصيرة من الزمن. لقد جدت الحكومة القطرية في وضع بنية تحتية جبارة وهي تحت الحصار الرباعي (3 +1) اي مصر، في فترة زمنية تكاد تكون معجزة.

اما في مجال المعنويات فإن المواطن يشعر اليوم بالاعتزاز والفخر ان دولته استطاعت ان تتجاوز المحنة التي فرضها عليها الاشقاء، وقد اتجهوا بلا تردد نحو المنتج الوطني وليس غيره. انهم يشعرون بالفخر ان قيادتهم لم تخضع للابتزاز من اي طرف كان.

في المجال السياسي، زار دولة قطر خلال "الألف يوم حصار" اكثر من اربعين رئيس دولة او حكومة من اكثر من اربعين دولة، وتراجعت دول عن قرارها القاضي بحصار دولة قطر واعادت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بعد ان تيقنت بأن التهم التي قدمتها كل من الرياض وابوظبي ضد قطر لا اساس لها من الصحة. الحديث يطول عما تفعله قطر من اجل استقرار الامن والسلم الدوليين.

وأخيرا وليس آخرا استطاعت الدبلوماسية القطرية ان تحقق انجازا عظيما في هذا المجال بتوقيع اتفاق الدوحة (28/فبراير/ 2020) بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان الافغانية، منهية بذلك الاتفاق اطول حروب الولايات المتحدة الامريكية مع منظمة سياسية مقاتلة، وقد اشادت الادارة الامريكية بجهود قطر في هذا الشأن.

الامم المتحدة اختارت العاصمة القطرية الدوحة مقرا لمكتبها لمكافحة الارهاب، وهذه شهادة اممية اخرى تبرئ قطر من تهمة الارهاب وتمويله التي روجها اركان الحصار الثلاثة على قطر "الرياض، ابوظبي، والبحرين" ورابعهم مصر.

في مجال التعليم، احتلت قطر المرتبة الاولى على العالم العربي حسب تقرير المنتدى الاقتصادي في دايفوس، وجاءت الامارات في المرتبة العاشرة، والبحرين في المرتبة 33، والسعودية في المرتبة 54 من اصل 140 دولة. وعلى المستوى الدولي فقد حازت سنغافورة المرتبة الاولى، وسويسرا الثانية، وفنلندا الثالثة وجاءت قطر في المرتبة الرابعة حسب المصدر اعلاه طبعا بين 140 دولة.

نستطيع القول وبكل جدارة ان قطر لم تخسر شيئا نتيجة للحصار الظالم، فسمعتها دوليا ناصعة البياض بريئة من كل التهم رغم كل الجهود والاموال المنفقة لتشويه سمعتها دوليا، بينما بعض دول الحصار قادتها مطاردون دوليا بتهم متعددة منها ارتكاب جرائم حرب في ليبيا واليمن وتطاردهم منظمات حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وكذلك برلمانات الدول الغربية لارتكابهم جرائم ضد الانسانية.

آخر القول: الخاسر الأكبر هم الذين يحاصرون قطر، وقطر ربحت المجتمع الدولي ومؤسساته الديمقراطية.

[email protected]

مساحة إعلانية