رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ما أكثر المجلات والصحف والقنوات الأمريكية والأوروبية التي كرست لكورونا وتأثيراتها العميقة على الحضارة وعلى النظام العالمي القديم برامج وملاحق وندوات فكرية حول توقعات العام الراهن الذي يضع أقدامنا بقوة وثقة على طريق القرن الحادي والعشرين، ويعزز شعورنا بأن القرن العشرين الذي عاشرناه وعاشرنا بدأ يتوارى كالشبح البعيد في مسيرة التاريخ وفي أجندة أعمارنا بخيره وشره ونعمائه وبأسائه. ولعل أبرز المجلات التي جاءت توقعاتها في شكل تحليلات رصينة هي (الأيكونومست) البريطانية و(كوريير أنترناسيونال) الفرنسية و(واشنطن بوست الأمريكية) وأغلب القنوات السياسية والثقافية الغربية الحرة، ومنها اخترت لقرائي العرب باقة من الهواجس والتخوفات وأيضا من الآمال والتمنيات التي عبرت عنها نخبة من مشاهير رجال الدول وأصحاب القرار وأقطاب الرأي وصناع الحدث والمحللين العالميين.
وقد أوجز رئيس تحرير المجلة الفرنسية هذه التحليلات في افتتاحية بعنوان "سنة كل المخاطر" جاء فيها بأن الشر والخير أمران محتملان خلال العام الراهن وبدأ الكاتب بعرض مسلسل الرعب الذي يمكن أن ينطلق حسب تقديره من عجز كل الأمم عن مقاومة ناجعة لوباء كورونا، مما يؤكد أن ما وصلت اليه البشرية من تقدم علمي وطبي لم يمنع عنها تفشي الوباء القاتل ولا حتى استشرافه قبل انتشاره ولا طبعا إيجاد حلول لمحاصرته بل سيكون الثمن هو الانهيار المدوي لمنظومة الليبرالية المتوحشة التي فرضها الغرب المسيحي على أمم العالم قهرا وبهتانا! ويرى هؤلاء القادة أيضا أن الشرق الأوسط ما يزال بؤرة السباق المجنون بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل فالقضية الفلسطينية مهددة بالتصفية عبر ما يسمى صفقة القرن وانضمت لها حكومات عميلة هشة، حيث يعتقد المحللون بأن انقسام فلسطين الى شق مقاوم وشق ملائم للخطة الأمريكية من شأنه أن يسقط جهود القانون الدولي في الماء وأن يعزز التخوفات من تواصل القاء الصواريخ على المستوطنات وتواصل الاغتيالات والتوغلات الاسرائيلية، وبالتالي يتحول الشرق الأوسط الى بؤرة صراع طويل لن تنفع معه حلول التنازل والتفاوض، لأن سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا لم تخرج من عنق زجاجة الحروب والاستبداد والطائفية والمذهبية.
وهنا يؤكد الكاتب أن مواقف الانحياز المهين لليمين الإسرائيلي الذي يعبر عنه يوميا الرئيس ترامب هذه الأيام قد تكون للتسويق الأمريكي الداخلي ولرفع الملامة عن نفسه قبل مغادرة البيت الأبيض نهائيا بعد ستة أشهر دون الطمع في ولاية ثانية. فالرئيس الأمريكي السابق أوباما وعد أن تنشأ دولة فلسطين قبل نهاية ولايته ولكنه لم يقم بما يلزم للضغط على الحليف الاسرائيلي لإنجاز هذا الوعد. فالمستوطنات تتمدد كالسرطان المستشري والجدار الممنوع دوليا وأمميا يواصل ارتفاعه ليقسم أرض فلسطين الى كنتونات مستحيلة الجمع في دولة، وكذلك الاعتداءات والاغتيالات التي تتم يوميا فيما يشبه عمليات الابادة البطيئة بلا رادع!. فأين اسرائيل من خريطة الطريق وأين هي حتى من وعود أوباما التي مسحها تحرك (جاريد كوشنير) من أجل خلق إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات؟ ومن جهة أخرى يرى كاتب الافتتاحية بأن الملف الايراني محفوف بالمخاطر مع اعتقاد الادارة الأمريكية بأن الحل العسكري ما يزال قائما، لا لأنه حل أمريكي بل لأنه خطة نتنياهو المعلنة والعالم يدرك أن إيران ليست العراق التي دمرت طائرات إسرائيل مفاعلها النووي الجنين في مهده قبل الإطاحة بصدام حسين بحجج واهية كاذبة، والحال أن الشعوب الشرقية مسلمة ومسيحية سنية أو شيعية تتطلع الى مستقبل سلمي وتعايش عربي فارسي مستدام وقائم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والاشتراك في منظومة أمن اقليمي ضروري وحيوي أساسه بالطبع الاحتماء بقيم الاسلام وخدمة المصالح المشتركة بعيدا عن اليد الأجنبية، وهو ما دعت اليه الدول المجتمعة في ماليزيا لتفعيل تضامن إسلامي صحيح وقوي (ماليزيا - ايران - قطر - تركيا).
وعلى الصعيد الاقتصادي المرتبط بالسياسة يعتقد الكاتب بأن تواصل هبوط سعر برميل النفط هو الاحتمال القائم للعام الراهن بسبب الوباء والحرب التجارية الأمريكية الصينية مما سيعقد التوازن الهش القائم بين البلدان المنتجة والبلدان المستهلكة وإفلاس الشركات العملاقة المستفيدة من الغلاء. أما المجهول القادم هذا العام أمريكياً فهو بلا شك مفاجأة شهر نوفمبر 2020 أي من الذي سيرث عرش المكتب البيضوي في واشنطن؟ وهو حدث تعودنا أن يتجاوز بكثير حدود الولايات المتحدة ليهز العالم ويغير العلاقات الدولية ويعيد توزيع الأدوار في اقليمنا بالخصوص. ومهما كان الرئيس المنتظر (حتى لو أعيد انتخاب ترامب) فهو بكل المقاييس يشكل منعرجا تاريخيا في ادارة البيت الأبيض والعالم. فإذا كان الفائز هو (جو بايدن) فلأول مرة يصل ديمقراطي معاد للعقيدة الجمهورية المتطرفة المعتمدة على شعار (أمريكا أولا) والرجل سيعيد الولايات المتحدة الى قيم اليمين المسيحي المعتدل والى السياسة الأخلاقية التي سبق أن انتهجها الرئيس جيمي كارتر.
وفي كل حالة من الحالات سوف تتغير التوازنات القديمة بشكل أو بآخر وفي باب الأمل والتفاؤل يقدم أصحاب الرأي والقرار رؤى مختلفة تبدأ من توصل الفلسطينيين الى جمع كلمتهم وتحقيق انفراج في العراق بتحويل شأنه الى أيدي العراقيين وحدهم وبلوغ الملف الايراني نقطة الاعتدال وايجاد حل عادل لمأساة أفغانستان عبر الوساطة القطرية الناجحة وانهيار الجنرال الانقلابي الليبي حفتر أمام الشرعية المسنودة بتركيا وانتخاب قيادات ديمقراطية في لبنان وفي العراق وفي السودان يحظى بما يقارب الاجماع. هل هذه أضغاث أحلام أم أماني صعبة في عالم متأزم؟ يجيب المشاركون في هذه الحوارات الفكرية بأن الانسانية تحمل بذور الخير وبذور الشر وبأن الأمل والتراحم والمروءة والمحبة والايثار تبقى قيما خالدة أقرتها كل الأديان والشرائع ويبقى الهروب الى الله (أو الى الأخلاق والتضامن الإنساني) في كل الأزمان هو الحل المستدام لا على صعيد الممارسة الشخصية لكل انسان وفي علاقاته بربه وأهله ووطنه فحسب بل وأيضا وخاصة على صعيد العلاقات الدولية والمعاملات بين الأمم وهنا يكمن الخلاص حسب كثير من الحكماء والعلماء الذين كتبوا هذه الأيام وهم يتأملون بعيون الايمان هذا المنعرج الخطير الجديد.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عالم الثقافة ما زلت أحتفظ بعقلي. أقرأ كتبا مهمة بقدر ما تتيح لي الظروف، ولا أتأخر عن الإشارة إليها أو الكتابة عنها، وأشعر أحيانا بالتقصير لأني لا أستطيع، وهذا طبيعي جدا، أن أقرأ كل ما يصدر من كتب عظيمة. أنشر ما أكتبه على صفحتي في الفيسبوك أو تويتر من باب الحفظ لها، فأغلب العابرين على السوشيال ميديا ليس لديهم الوقت الكافي، بينما يقفون كثيرا عند التغريدات قليلة الكلمات. هذا طبيعي فالسوشيال ميديا بنت عصر السرعة، وتظل المقالات وقراءتها للذين لديهم الوقت، ولمن ينشغلون بالقضايا الحقيقية، قد يبدون فيها رأيا يثريها حتى ولو بالاختلاف. لكن في السوشيال ميديا ظاهرة هي «الترند». وهو ما يأخذ القارئ أو المشاهد إذا كان الأمر يتعلق ببعض الصور، إلى اتجاه يزدحم بالحاضرين أو المحتفلين، فيسعد صاحب الترند بالكم الكبير وغير العادي ممن يعلقون على كلامه، ويصدق أن ما يراه اهتمام حقيقي، وليس زفة مثل زفة المولد، لا يبقى منها لدى المحتفلين ما يصنع ثقافة حقيقية. الترند قد يشهد انتقادات كثيرة جدا أيضا، ولا يعلم من ينتقد أن صاحب الترند يريد ذلك، فلقد صار في مركز الحدث. مركزا للتفاهة ستدخل في النسيان بعد دقائق. كنت دائما بعيدا عن هذه الظاهرة وما أسهلها. لم أفكر أن أفعلها، ولم أساهم حتى بالتعليق على إحداها، فهي بالونة طائرة تنفجر ولا يخرج منها غير الهواء لدقائق، بينما الهواء الحقيقي حولنا في القضايا الكبرى. لا ألوم من يساهم في الترند، فليس كل الناس ولا كل الأعمار على طريقة واحدة في الحياة، فالذين يقرأون القصص البوليسية مثلا أضعاف من يقرأون الأدب الحقيقي. في الأيام الأخيرة انفجرت السوشيال ميديا بترند سببه سؤال ليوسف زيدان للمفكر السوري فراس السواح، وهو صاحب أعمال عظيمة في تاريخ الأديان والميثولوجيا. كان السؤال في ندوة أقامتها مؤسسة جديدة تسمي نفسها «تكوين» مهمتها تجديد الفكر الديني كما يقولون. بدأوا ندواتهم بلقاء مع مفكر يستحق القراءة والاحتفاء، لكن تبدد اللقاء بسبب «الترند» التافه. ما شاع على الميديا سؤال من يوسف زيدان لفراس السواح هل أنت أفضل أم طه حسين، وإجابة الرجل أنه هو ويوسف زيدان أفضل. انفجرت الميديا بالانتقاد وبصفة خاصة ليوسف زيدان وأعماله مقارنة بطه حسين. المئات دافعوا عن طه حسين وهو يستحق كل ذلك عملا وفكرا، والحديث عنه يحتاج الى مقالات وكتب. اعتذر الاثنان عما حدث وكيف كان الأمر دعابة، وقال السواح إن زيدان ورطه بالسؤال. لكن صار الأمر « ترند» بدا لي مقصودا من صاحب السؤال، فأضاع الندوة وأضاع ما قدمه فراس السواح من أفكار. صار التجديد الديني على الهامش وشاعت الكوميديا والمسخرة. ومن ثم أقول لكم إن هذه بداية منذرة - لا أقول مبشرة من فضلك- بقيمة ما ستقدمه هذه المؤسسة التي لا أتوقع لها دور في التجديد بل لها دور في الترند! ولا أعتقد سيخيب ظني. بعيدا عن ذلك كله أحب أن أضحك مع تعليق واحدة من أجمل من يعلقون على الأحوال الثقافية، هي نجوان ماهر عامر التى تعمل في صفحة « مكتبة وهبان» وهي من أجمل الصفحات الثقافية، والتي لم يعجبها طبعا ما فعله زيدان، قائلة بعد إعلان لشخص آخر تكوين مؤسسة مقابلة لدحض مؤسسة تكوين. قالت نجوان ماهر مع صورة للرئيس السادات «تم تدشين مؤسسات ثقافية في ست ساعات» ولن أزيد من تعليقاتها التي تستحق مقالا ربما أكتبه يوما من فرط الفهم والجمال.
1884
| 09 مايو 2024
كلمة مشهورة لدى أهل الخليج تقال للوجيه (من كلمة وجاهة أي ذي جاه، أو سلطة، أو كبير قوم، أو ذي منصب، أو مركز اجتماعي مرموق يتوجه له الناس لقضاء حاجاتهم)، ومعنى تكفى «أي أنا طالبك تفزع لي على إنهاء أمر معين». وهؤلاء الوجهاء يأتيهم عامة الناس من كل مكان أملاً في أن يساعدوهم في أمور عجزوا عن إنهائها بأنفسهم، بل إن بعض الناس يقطع مسافة طويله لهذا الوجيه لعله يساعده في قضاء حاجته. في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، رواه مسلم. وهذا فضل من الله على عباده بأنه سبحانه يكافئ من أعان أخاه المسلم على حاجة بالعون يوم القيامة. فالدين أمرنا أن نقوم بمساعدة الناس وقضاء حاجاتهم واحتساب الأجر عند الله. فكلنا في حاجة بعضنا البعض مهما كانت مناصبنا أو مراكزنا الاجتماعية. فالطبيب بحاجة للفراش لتنظيف عيادته، والتاجر بحاجة للمحاسب، والغني بحاجة للحلاق، والوزير بحاجة لمن يحضر له اجتماعاته، وهكذا، وهو مصداق قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾. فالذي أكرمه الله بأن يكون وجيها فعليه أن يساعد كل من يأتيه ويقوم بحاجته حتى تنقضي ويحتسب الأجر، فليس له الحق في اختيار من يساعد من الناس. واعلم أن هذا الشخص الذي قصدك واختارك من بين عباده لتقضي حاجته، قد أرسله الله لك لتقضيها له وتكسب الأجر، فإنه قد جاءك وهو متوكل على الله ومتفائل بأنك ستقضي حاجته فلا تخيب رجاءه. ولتعلم انه قد يأتي يوم تحتاج له ولغيره، فلا تحقرن من المعروف شيئا. فلا تتردد أو تقول (على خير) وأنت لن تفعل شيئا. فإن الرجل ذا المنصب أو المركز أو الجاه يكون مثل الرأس في الجسد، ولهذا يذكر عن رجل أوصى ابنه فقال: يا بني، لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الآفات أو الأوجاع، فعليك أن تتحمل ما يحمله هذا المنصب من تكلف أو تعب فلذة خدمة الناس لا تعادلها لذة. وكلمة جزاك الله خيرا عندما تنهي حاجته، هي أبلغ الثناء. فإذا قال شخص لآخر (تكفى يا فلان أبيك تخلص لي موضوعي) قال له (ابشر بسعدك) ومشى معه حتى يقضى حاجته، وهذه من مكارم الأخلاق، لان كلمة تكفى عند اللي يعرفون معناها تهز الرجال. قال الشاعر: جيتك بكلمة كنها صقعة الويل وإن قلت تكفى لا تـهـاون بـتـكـفـى تكفى تراها كلـمـة تـقـطـم الـحـيـل لا بالله إلا تنسف الـحـيـل نـسـفـا تكفى ترا تكفى لـهـا هـدرة الـسـيـل في صدر حرٍ ينتف الطيـب نـتـفـا تكفى ترا تكفى لها تـسـرج الـخـيـل إن كان لك في مجمع الخيل عسفا تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل ولولا صروف الوقت ما قلت تكفى نسال الله أن يكتب الأجر لمن قام مع أخيه المسلم في حاجته حتي يقضيها له.
1863
| 10 مايو 2024
لا شك في أن من بلغ النجاح والتوفيق قد وصل إلى غايته وهدفه المنشود الذي سعى إلى تحقيقه؛ لأن النجاح، كما تعلمون، هو نقطة نهاية لطريق طويل وخطوات كثيرة يخطوها الإنسان مجتهدًا؛ رجاء تحقيق النجاح في النهاية.. ولكل نجاح قصة مختلفة يسطرها أصحابها، يسجلون العقبات والإخفاقات والتطورات التي مرت بهم بكل دقة وشفافية، ومن هذه النماذج الناجحة نضع أيدينا على أول طريق النجاح الذي سلكه كل ناجح في مجاله، فنجد أن أول خطوة إلى النجاح هي الواقعية. يجب أن تكون واقعيًّا، لا بُدَّ أن تنزل إلى أرض الواقع وتضع هدفك أمام عينيك وتبدأ بوضع خطتك للوصول إلى هدفك، وتعدد المعطيات التي تملكها والعقبات التي تواجهك وما يجب عليك فعله والاجتهاد فيه حتى يكلل الله هدفك بالنجاح والتوفيق. أحلام الشباب لا أود أن أوجه كلامي لفئة الشباب فقط؛ لأن الاجتهاد والعمل على تحقيق النجاح، سواء في الدراسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية والعامة أو غيرها، ليس مقتصرًا على سن معينة؛ فكل مرحلة لها أحلامها وأهدافها عندنا جميعًا، ولكن ممَّا يميز مرحلة الشباب: البعد عن الواقعية؛ فنجد بعض الشباب يحلمون بالنجاح والثراء والمكانة العالية وهم في غرفهم ولم يخطوا خطوة واحدة نحو تحقيق هذه الأحلام. لذلك أردت طرح هذا الموضوع لنوضح لشبابنا وبناتنا أن الحياة خطوات وهكذا الدنيا التي خُلقنا فيها، لم نُخلق كبارًا وأصحاب مسؤوليات منذ البداية، ولكن بدأنا مشوار الحياة خطوات، من تكوُّن الجنين إلى الميلاد إلى الطفولة إلى الشباب.. وهكذا نمضي في مشوار العمر خطوةً خطوة، فالدنيا دار عمل وليست جنَّة كلما تمنيت شيئًا وجدته أمامك. أسس تحقيق الأحلام الأحلام والطموحات تحتاج منك في البداية إلى توكل على الله وطلب العون منه سبحانه، ثم الواقعية؛ يجب أن تكون واقعيًّا وعقلانيًّا تختار من الأهداف والطموحات ما يناسب قدراتك ووضعك ومجتمعك وما هو مستطاع بالفعل ويمكنك تحقيقه وليس العكس، ثم بعد ذلك تجتهد وتعمل وتصبر على هدفك حتى تحققه بفضل الله، ولتكن على يقين أن الله لن يضيع جهودك؛ فقد أُمرنا بالعمل والاجتهاد في الطاعات والعبادات وكل ما تصلح به دنيانا وتحلو ونُثاب عليه في آخرتنا. ثم طمأن سبحانه وتعالى قلوبنا بقوله: «إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا» (الكهف: ٣٠). من حقك أن تحلم ولكن خطط لحلمك، وامضِ نحو هدفك بكل عزيمة وإصرار، حقق طموحك خطوةً خطوة، بالصبر والاجتهاد، في هذه الحالة فقط تشعر بمتعة الحياة. • خلاصة الأمر: إن الأحلام تكون على الأرض وليست في السماء، تقيس أحلامك على واقعك، في هذه الحال يمكنك النجاح وتحقيق كل أهدافك وتسعد في حياتك وتشعر بقيمة عملك واجتهادك ومسيرتك الدنيوية. أسأل الله تعالى أن يرزقنا العقل الرشيد ويلهمنا القول السديد ويكلل جهودنا بالنجاح والتوفيق في جميع أمورنا يا رب العالمين.
1368
| 09 مايو 2024