رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

1144

د. أحمد القديدي

ثلاث سنوات من الحصار هي ثلاث سنوات من النصر

29 مايو 2020 , 01:05ص

أروع معاني الذكرى الثالثة من بداية الحصار الجائر المضروب على الشعب القطري هي أنها كانت سنوات النصر، لا نصر قطر على المحاصرين فحسب بل نصر الحق على الباطل ونصر الخير على الشر ونصر القانون الدولي على الفوضى ونصر السلام على العنف، يالها من عبر غالية يقف عندها المرء متأملاً سنن الله تعالى منذ أن وعد المظلومين بالنصر، ومنذ أن وعد الصابرين بالفوز، ومنذ أن توعد الظالمين والمنافقين بالدرك الأسفل من النار.

إنها سنوات ثلاث تأكد العالم خلالها من أن انطلاق جريمة قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية منذ ثلاثة أعوام كان إشارة انطلاق مخطط شرير للنيل من دولة شقيقة جارة حليفة لم تتردد يوماً في نجدتهم والتضامن معهم واحترام ما وقعته ووقعوه هم ذات يوم من أيام 1980 في ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربي ثم خانوه هم والتزمت به دولة قطر. يتلخص موقفنا وموقف الشرفاء من الناس اليوم لإحياء ذكرى العدوان الثالثة في كلمة (الاعتبار)، نعم (الاعتبار)، فصاحب السمو الأمير المفدى حفظه الله لم يكتف باستعراض المكاسب والإنجازات في خطبه السامية أمام مجلس الشورى أو على منبر منظمة الأمم المتحدة وهي عديدة بلا شك، لكنه أراد أن يتجاوز اللحظة الراهنة التي يمر بها الخليج والعالم العربي عموما، إلى ما بعدها، فقدم درساً راقياً في السياسة وفلسفة الأخلاق وضرورة إرساء منظومة العلاقات الدولية على احترام القانون الدولي والالتزام التام ببنوده متى وقع خلاف أو اختلاف في تفسير الأزمات وإدارتها. فقد أنزل الرأي العام العالمي هذه الخطب القيمة والمرجعية منزلتها الحقيقية بل صنفها في هذا الفلك الأخلاقي الراقي الذي حدد الأبعاد الدولية لخريطة الطريق القطرية، كما رسمها صاحب السمو.. الأكيد أننا، نحن العرب، وبخاصة أهل الخليج، نعيش مفترق سبل تاريخية في أعقاب أزمات مزلزلة هزت كيان العرب، وحطت من منزلتهم، وصادرت ليس استقلالهم فقط، بل قيمهم وتراثهم وإرادتهم، فلم نعد نتحكم في مصائرنا بفعل السفهاء منا، وخذ يا قارئي الكريم مثال الحصار الجائر الذي مرت عليه سنوات ثلاث لأنه تحول إلى انتصارات عديدة سجلتها دولة قطر بفضل قيادتها الوطنية الرشيدة، واليوم لم يعد للحصار معنى بل أصبح وصمة عار على جبين دول يشار إليها اليوم بالبنان لأنها تتدخل في دول عربية عديدة بالسلاح والمال الفاسد بقصد تغيير أنظمة حكمها وإرادة جماهيرها وإخضاعها من جديد لطاغوت الاستبداد المستنسخ من الكارثة المصرية واغتيال الرئيس المدني المنتخب الشهيد محمد مرسي! بعد أن سمعنا خلال السنوات الثلاث تقديراً صادقاً من المنظمات العالمية والأممية لتقدم قطر ومناعتها يأتيك أحيانا من أفواه الذين أعلنوا الحصار أنفسهم، وراهنوا على انهيار دولة قطر، واختاروا إخضاعها ومصادرة سيادتها، وإسكات صوت جزيرتها، ففوجئوا بالعالم يحاصرهم وعشنا حتى شهدنا على إدانة الرأي العام العالمي لممارسات دول الحصار، وعلى الخرس الذي أصاب تلك الأصوات الناعقة المأجورة نفسها، والتي طالما ملأت وسائل الإعلام، فبررت الحصار وصنعت الأكاذيب تلو الأباطيل لتلقي التهم جزافا على دولة قطر وتذكروا فحيح تلك الأفاعي الإعلامية في القنوات المصرية تطلع علينا بالبهتان المزيف، ليقول بعضها بلا حياء أو خجل بأن قطر أحيانا عميلة لإسرائيل بينما يتكلم الإخوة الفلسطينيون بلسان الحق الناصع، بأن قطر تعيد إعمار القطاع، وتشيد المشافي وتعيد شبكات الكهرباء، أو ذلك المعلق المصري المهووس المعروف، يؤكد لجمهوره المسكين أن قطر تؤوي الإرهاب والإرهابيين، ثم يصاب فجأة بخرس، فيصبح أبكم وتغيب عنا طلعته البهية من الشاشات، لأن العالم استيقظ على حقيقة ساطعة، تجلت بوضوح، وهي أن إرهاب الدولة لم يصدر عن دوحة الخير والسلام، بل صدر في أفظع تجلياته عن عواصم أخرى، بل إن منظمة الأمم المتحدة ورئيس الولايات المتحدة أجمعا على أن دولة قطر شريك ناجع وحليف متميز في الحرب على الإرهاب واجتثاث جذوره، ولعل الخير قادم من حيث لا نعلم كما وعد صاحب السمو شعبه الوفي حين قال "أبشروا بالعز والخير" لأن هذه المحنة الكيدية التي حدثت يوم 5 يونيو 2017 لعلها تعجل بانتهاء الحصار لأنه فاجأهم بنتائج عكسية لم يتوقعها المحاصرون! ولعله يعجل بانتهاء الحرب العبثية القاتلة في اليمن الشقيق، الذي كان ذات يوم صرحا سعيدا و...هوى! لعل الأمن قادم للخليج بعد أن تأكد لدى المتهورين أن المؤامرات لم تجد نفعا وأنها عادت عليهم بالوبال بعد أن تعيد شعوب مجلس التعاون، التي نكن لها كل المحبة، ترتيب بيتها الأسري، فيعود عامل استقرار للمنطقة كما كان ولعل الرأي العام العربي يدرك أخيرا أن قوة الأمم لا تضمن بالتهور الأخرق، ولا بالمغامرات المستهترة، بل بالأخلاق الأصيلة التي لا تتردد عن الرجوع للحق والفضيلة، حين تختلط السبل وتضيع البوصلة وتَدْلَهِمُّ الطرق ويعسعس الليل فقد تأكد العالم اليوم أن الموازين الدولية بدأت تتغير بسرعة، لتنصف المظلوم من الظالم، إنه أوان الحصار الأكبر الذي يضربه العالم كله حول أعناق من خرجوا عن القانون الدولي، وهددوا السلام العالمي على خلفية وباء كورونا الذي أيقظ العالم من سباته فأعاد تشكيل العلاقات الدولية على قيم التضامن والعدالة وربما تبزغ شمس الغد الأفضل حتى جراء فاجعة الفيروس الذي وحد شعوب العالم مهما اختلفت أعراقه وأديانه وراح ضحيته مئات الآلاف من البشر.

اقرأ المزيد

alsharq معرض الكتاب 33

إنه لمن حسن الرؤى أن ترى معرض الكتاب كل عامٍ تشارك فيه مؤسسات المعرفة والمهتمة بالكتاب وتواجده وتحسن... اقرأ المزيد

132

| 16 مايو 2024

alsharq قيمة الكتاب ودور نشر الكويت !

من الصور الجميلة التي لا تغيب تفاصيلها عن ذاكرتي.. ذكريات المدرسة، خاصة الأنشطة التي كنت أحرص على التسجيل... اقرأ المزيد

129

| 16 مايو 2024

alsharq الرشد والاتزان

تمر علينا ظروف ومواقف في الحياة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات حكيمة وعقلانية، نحتاج فيها إلى التريث والاتزان... اقرأ المزيد

99

| 16 مايو 2024

مساحة إعلانية