رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قبل ثلاث سنوات وبالتحديد يوم الخامس من يونيو حزيران 2017، قررت دول: السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فرضَ حصارٍ خانق على دولة قطر، كان من بين الأسباب الداعية إلى الحصار إن لم يكن أولها، هو التصدي للطموح القطري في المجال الرياضي، ووقف النجاحات الرياضية الكبرى التي حققتها في السنوات العشر الأخيرة، وعلى رأسها الفوز بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر2022.
لم تكن الرغبة المدفوعة بالحسد والحقد على قطر مخفية أو متوارية، إنما كانت واضحة وصريحة، بل ومعلنة، حيث كان من بين الشروط التي وضعتها تلك الدول لرفع الحصار، هي أن تعلن قطر اعتذارها عن عدم استضافة هذا الحدث، دون حتى الإشارة لكيفية تعويضها عن المبالغ الضخمة التي انفقتها للتجهيز والإعداد لهذا الحدث الكبير.
وقد ظن هذا الرباعي أن حصار قطر سياسيا واقتصاديا كفيل بهزيمتها وتركيعها وخضوعها لمطالبهم، وأولها طبعا الاعتذار عن عدم تنظيم المونديال.
لكن مرت الأيام والشهور بل والسنوات، ولم تخضع قطر أو تنحني، أو حتى تفتح باب التفاوض في المطالب المفروضة عليها، فقد صمدت صمودا تاريخيا جعلها أكبرَ في عيون شعبها والعالم أجمع، وراحت تواصل مسيرتها في كافة المجالات وعلى رأسها المجال الرياضي، الذي أصبحت من خلاله قادرة على منافسة الدول العظمى، لاسيما في المنشآت والتنظيم والإعلام، وهي ثلاثة جوانب برعت فيها قطر وأعطتها مكانة تفوق مكانة أكبر الدول المحيطة بها والمحاصرة لها.
إنجازان كبيران
ومنذ ظهر فيروس كورونا الذي تحول سريعا إلى وباء عالمي، ظن الكثيرون أن هذا الوباء، كفيل بقصم ظهر قطر وتعجيزها خاصة وأنها مازالت تحت الحصار المفروض عليها من سنوات، فهي بذلك وقعت تحت خوفين وبلاءين في وقت واحد ا(لحصار والوباء).
وأكثر المتفائلين اعتقدوا أن هذا الوباء سيتسبب - على أحسن الفروض - في تعطيل قطر عن الاستعداد للحدث التاريخي (كأس العالم) وأنه سيؤخر عمليات بناء الملاعب والمنشآت التي يلزمها الاتحاد الدولي (فيفا) بإنجازها في مواعيد محددة، ومن ثم يكون ذلك مبررا لسحب التنظيم منها أو على الأقل إحراجها أمام العالم الذي يراقب من كثب استعدادها للتنظيم.
لكن وسط الانشغال بما يمكن أن تفعله قطر تجاه تلك المصيبة، فاجأت اللجنة العليا للمشاريع والإرث العالم 15 يونيو - حزيران الماضى بتدشين وافتتاح استاد المدينة التعليمية الجديد وهو ثالث الاستادات التي أنشأتها قطر من ثمانية استادات ستستضيف البطولة.
وبعيدا عن كون الانتهاء من إنشاء هذا الملعب الجديد تم في ظل هذه الظروف العصيبة هو بمثابة الإنجاز الضخم، فالإنجاز الأكبر كان في تصميم الاستاد ذاته الذي يطلق عليه جوهرة الملاعب نظرا تصميمه الفريد وروعة بنائه، ولا سيما الواجهة المصممة بأشكال هندسية بديعة، وهي عبارة عن مثلثات متداخلة كونت أشكالا هندسية تشبه الألماس، وهو تصميم يجعل من هذا الملعب تحفة معمارية رفيعة المستوى.
ولم تمض أيام قليلة على هذا الإنجاز الكبير، حتى أضافت قطر إنجازا رياضيا كبيرا آخر، بعد أن وافق لها الفيفا على تنظيم بطولة هي الأولى من نوعها في التاريخ، وهي البطولة الدولية للمنتخبات العربية والأفريقية، التي تحدد لها من 1 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، ورغم أن البطولة ودية وقطر فازت من قبل بالأهم بتنظيم العديد من المناسبات الرسمية الكبرى، إلا أن الإنجاز هنا هو أنها المرة الأولى في التاريخ التي يوافق فيها الفيفا على رعاية بطولة تحمل اسم البطولة العربية.
ففي السابق كان الفيفا يرفض رعاية مثل هذه البطولات على اعتبار أن البطولات العربية لا تمثل قارة، وإنما تمثل فئة معينة من البلدان، فقد كان يرى ان تلك البطولات تكرس لفكرة الفئوية والعنصرية، وهو ما يرفضه الفيفا رفضا تاما.
ومن المعلوم بالضرورة أن دولا عربية كبرى مثل السعودية هرمت من أجل أن يعتمد الفيفا البطولات التي ينظمها الاتحاد العربي لكنه كان يرفض دائما.
ووضح أن الثقة الكبرى التي تحظى بها قطر لدى الاتحادات الدولية هي التي جعلت الفيفا يستجيب لهذا الطلب ويوافق على إقامة البطولة.. وربما يكون الذي شجع الفيفا على قبول رعاية تلك البطولة هي أنها ستكون بمثابة الاختبار الجاد والقوي للملاعب والمنشآت القطرية في السنة الأخيرة السابقة لتنظيم المونديال.
السعودية غارقة في دوامة القرصنة
على الجهة المعاكسة وفي المقر الرئيسي والراعي الرسمي لدول فرض الحصار، حيث الدولة السعودية، نجد فشلا رياضيا كبيرا، حيث أخفقت المملكة في كل ملفاتها الرياضية الخارجية التي خاضتها في الأعوام القليلة الأخيرة، فهي - حتى كتابة هذه السطور – عاجزة عن إتمام صفقة شراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، وهي الصفقة التي تبلغ قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني وممولة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي المدعوم من ولي العهد محمد بن سلمان، وما يقف حائلا ضد إتمام تلك الصفقة هو السمعة السيئة للدولة السعودية التي تركتها عمليات القرصنة التي قامت بها أثناء بطولة كأس العالم الأخيرة روسيا 2018، عندما أنشأت قناة وهمية باسم (بي آوت كيو) وقامت من خلالها بالقرصنة على قنوات (بي إن سبورت) المالكة الرسمية والحصرية لمباريات البطولة.
فتلك الجريمة النكراء التي ترفضها دول الغرب حتى وإن كانت مؤيدة للنظام، هي التي جعلت أغلب الأندية الإنجليزية تتصدى لإتمام الصفقة، بل إن الاتحاد الإنجليزي نفسه اعترض عليها، حيث إن قوانين الدوري الإنجليزي تمنع إتمام صفقات بيع الأندية لأطراف مدانة بارتكاب جرائم مماثلة لجريمة القرصنة، سواء كانت تلك الجرائم داخل بريطانيا أو خارجها، كما يمنع المالكين المحتملين من تقديم معلومات كاذبة أو مضللة أو غير دقيقة عن أعمالهم ومصادر أموالهم.
ليس هذا فحسب بل إن الخلفية الأخرى الأكثر سوءا والمتعلقة بالجرائم الإنسانية التي ارتكبها النظام السعودي في السنوات القليلة الأخيرة وعلى رأسها جريمة الجرائم بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيعه بالمنشار تقف عائقا آخر أمام السعودية عن إتمام تلك الصفقة، هذا بخلاف السمعة السيئة الرائجة عن ولي العهد في ملفات حقوق الإنسان.
بعد كل هذا، وجب السؤال: الحصار على من.. قطر أم السعودية؟
الجزيرة نت
هل تجد اليوم من يتجرأ مثلاً ويتحرش بالولايات المتحدة أو الصين أو روسيا؟ بالطبع لن تجد أحداً، يحسب... اقرأ المزيد
267
| 02 مايو 2024
نستغرب من نوعية من البشر لا بشر! نوعية من بني آدم تنعدم وتغيب معنى المشاعر والإنسانية من أرواحهم... اقرأ المزيد
198
| 02 مايو 2024
عالمنا الإسلامي على امتداد مساحته الواسعة بين يوم وآخر تنطفئ شمعة من شموع العلم والعمل والدعوة والفقه والجهاد... اقرأ المزيد
210
| 02 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من فيتنام وأمريكا تنقض غزلها، بعد حرب أمريكا على العراق اتضح أن أمريكا ناقضة الغزل، فقد بنت غزلها منذ الحرب العالمية الثانية، فنسجت منظمات الأمم المتحدة وقوانينها الليبرالية، من حقوق الإنسان والديمقراطية وحق التعبير وحق الرأي، وعدم شرعية التعذيب والوصاية على الحقوق المدنية، ومحاربة العنصرية وتجريم جرائم الحرب ووضع التشريعات لمعاقبة الإبادة الجماعية وإنشاء المحاكم الدولية والأممية، وبدا أن أمريكا تهيمن من خلال أعلى المبادئ الإنسانية وثمرة التجربة الإنسانية، فرضخ العالم لهذا القادم الجديد وذي الروح الإنسانية والسلوك الراقي، والعلم الوفير والإدارة الحكيمة والتقدم العلمي والتقني، وقدم للإنسانية المعارف والتقنيات من أجهزة التكييف إلى السيارات والطائرات والفاكس والإنترنت والشبكات الاجتماعية وكذلك الممارسات الحديثة، والمؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، لكن في حربه على العراق بدون مبرر إلا من مطامع النفوذ والهيمنة الامبراطورية، نقضت أمريكا الغزل فكذبت على الأمم المتحدة من أجل الحصول على إذن لمهاجمة العراق، فلما تم الرفض، نقضت العهود وعزمت على مخالفة أمر الأمم المتحدة والقانون الدولي فكان بداية النقض لما تم نسجه، نقضت العهود أمام العالم ففقدت المصداقية وتتالت تجاوزاتها من قتل للمدنيين والتعذيب في أبو غريب وغوانتانامو بيي وبقرام، واستمرت سلوكيات النقض، حتى جاءت حرب أوكرانيا وتدابيرها في استفزاز روسيا من أجل إدخال الناتو في حرب معها لضمان استمرار أوروبا حليفا وداعما لأمن أمريكا، فقطعت إمدادات الطاقة عن أوروبا وحشّدتها لمواجهة روسيا، فجاء طوفان الأقصى ليقلب كل المعايير والمصفوفة الذهنية التي اعتمدت على النظام العالمي المشيّد والمقبول عالميا، بدّد طوفان الأقصى الصور الذهنية المبنية في المخيلة العالمية، من صورة أجهزة المخابرات الفذة الناجحة والجيوش التي لا تهزم إلى من هم أصحاب النفوذ والهيمنة العالمية، تهاوت الهياكل والبنى من حولنا، فتضاءلت القوى العظمى أمام باب المندب، وتساقطت أصنام الماضي من الموساد وشين بيت وأمان وسي آي أي و د آي أي ومثيلاتها أمام غزة المقاومة، وتفككت السردية الغربية الاستعمارية أمام الواقع وانتشار تقنيات الحاضر، فتهاوت المؤسسات الإعلامية الكبرى من سي إن إن إلى وول ستريت إلى الواشنطن بوست، بدا غزل أمريكا في حالة تناقض تداعت لها المؤسسات وبلغ الأمر ذروته بدخول الجامعات على خط المظاهرات حماية لأسس الغزل حق التعبير وحق التظاهر خاصة في حرم الجامعات، بدت أن أمريكا أصبحت دولة دكتاتورية، وكذلك أوروبا في منع التظاهر، وتحولت المواجهة من وقف لحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والحصار على القطاع، إلى موضوع يمس الذات ويمس كل ما هو أمريكي من دفع ضرائب تسرب لإسرائيل وتنعم بها إسرائيل إلى استخدام تلك الأموال في حرب الإبادة، فخرج الأمريكان للتعبير عن رأيهم فتم قمعهم كما تم قمع الشعوب الأوروبية، هنا لم يعد الأمر مجرد حرب إبادة باسم أمريكا والغرب بل هو هجوم على كل ما غزل في الثقافة الأمريكية والأوروبية والغرب والثقافة الغربية، التي كان باسمها شنت حروب وتكونت أحلاف لحماية تلك الثقافة من ديمقراطية وحرية، لقد نقضت أمريكا غزلها، واستحقت ناقضة الغزل أن تكون تلك نهاية عصر الهيمنة الأمريكية والغربية، فلم تعد هناك ثقافة يدافع عنها أو مواقف أخلاقية يمكن البناء عليها، لقد حان الوقت للعالم لإعادة بناء النظام العالمي، فلم تعد أمريكا ولا أوروبا حامية للإرث الإنساني والنظام العالمي، فلا بد من تدخل العالم وشعوب العالم كما نرى أمامنا على الشاشات والشبكات الاجتماعية، هناك قناعة من المجتمعات الغربية أنها لم تعد قادرة على حمل الأمانة ولابد من الشروع في ترتيبات إقامة نظام عالمي يحظى بدعم العالم.
2175
| 02 مايو 2024
ما بدأ الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية هو حدث تاريخي. قام الطلاب في جامعة كولومبيا بالتظاهر والاعتصام والتخييم في الجامعة طلباً للاستماع إلى مطالبهم حول وقف العدوان على غزة ووقف الدعم الأمريكي العسكري والمالي لتل ابيب ووقف استثمارات الجامعات مع إسرائيل. استعانت رئيسة جامعة كولومبيا بالشرطة لفض اعتصام الطلاب بالقوة حيث تم اعتقال أكثر من 100 طالب، مما جعل الأساتذة والطلاب من الجامعات الامريكية المختلفة يخرجون للاعتصام والتظاهر ومنها جامعات كبرى مثل جامعة نيويورك وييل وهارفارد. لهذه الاحداث دلالات تاريخية منها عندما اعتصم طلاب الجامعات الامريكية في 1968 احتجاجاً على الحرب في فيتنام وأثروا على الرأي العام في ذلك الوقت. وكيف يؤثر طلاب جامعة كولومبيا على الرأي العام الأمريكي اليوم. والدليل الغضب الإسرائيلي وتحريض النتن ياهو ضد الطلاب المتظاهرين وما يحدث في أمريكا وكأنه يحدث في تل ابيب!. طلاب الجامعات يقفون على الجانب الصحيح من التاريخ دائماً والجيل الجديد واع وعارف. منذ فترة انتشر فيديو مواجهة شباب لنائب امريكي حول الإبادة الجماعية في غزة من قبل إسرائيل في جلسة حوارية في نيويورك، وبينما كان الشباب يدافعون عن الفلسطينيين كان الحضور ممن هم أكبر سناً يحاولون اخراسهم! هذا الفرق بين الجيل الفاهم والجيل الحافظ. الجيل الذي بنى أمريكا وإسرائيل مستاء من الجيل الذي يرفض احتلال فلسطين والإبادة الجماعية في غزة ومليارات الدولارات التي تُعطى لإسرائيل سنوياً ليحظى الإسرائيليون بتعليم وعناية طبية مجانية بينما يعاني الكثير من الأمريكيين من أقساط الجامعات وتكاليف العناية الصحية!. ما يحدث الآن صفعة كبرى لإسرائيل التي سخرت ادواتها الإعلامية العملاقة لتظهر نفسها وتقنع العالم بأنها ضحية تدافع عن نفسها ولا ترتكب إبادة جماعية بحق احد وأن «حماس» هي الشريرة والمفترية. ولم يصدق العالم هذه الأكاذيب، ولم تنجح البروباغندا الإسرائيلية، بل على العكس العالم يثور على إسرائيل اليوم بسبب ما تفعله، وتحاول إسرائيل حتى اليوم رمي تهمة معاداة السامية نحو أي شخص ينتقدها وان كان يهوديا. العالم اوعى.. افهم.. اعلم بما تقوم به إسرائيل الصهيونية المحتلة للأراضي الفلسطينية، ويعود الفضل بشكل كبير اليوم لوسائل التواصل الاجتماعي التي تساعد على نشر فظاعات هذا الكيان المسخ وما يقوم به في الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية وغزة. فلنكمل فضح الصهاينة ونشر جرائمهم في كل مكان! فهذا ما اوصلنا لهذه اللحظة التاريخية.
1557
| 30 أبريل 2024
يُعد التوسع والانتشار الكبير لتكنولوجيا الاتصالات وتبادل الثقافات والانفتاح على العالم من حولنا أبرز سمات العصر الحديث التي أحدثت طفرة ونقلة مختلفة لكل جوانب الحياة العامة والخاصة. ومع هذا التطور الذي يُرجى منه النفع والتقدم نحو المعرفة وزيادة الوعي والتعرف إلى الثقافات والعلوم الأخرى، في هذا الوقت تنشط فئة من المفسدين الذين يستغلون هذه التطبيقات الحديثة في أعمالهم الإجرامية ولا يردعهم دين أو ضمير عن أفعالهم الاحتيالية أو الابتزازية. الاتصالات المجهولة والهدف منها في بعض الأحيان، تجد اتصالات من أرقام مجهولة، وربما من دول لم تسمع عنها، وتتعجب كيف تصل أرقامك إلى هؤلاء الناس، ويتملكك الخوف أحيانًا أو ربما الفضول لمعرفة مَن المتصل أو الهدف من الاتصال أحيانًا أخرى؛ لذلك يجب التوعية والتحذير من خطورة هذا الأمر، فالاتصالات التي تأتيك من الخارج أو الرسائل على «واتساب» أو وسائل التواصل الأخرى والرسائل التي تحمل روابط معينة تحمل عبارات مثل: افتح الرابط، أو رقمك دخل سحبًا على جائزة، أو لدينا عروض تهمك. عروض سياحية وتجارية وغيره. هذا كله من أساليب النصب والاحتيال على الناس. فهؤلاء المحتالون في الخارج والداخل تكون لديهم أجهزة حديثة ويحصلون على البيانات الشخصية أو البنكية للأشخاص من خلال حسابات «السوشيال ميديا»، أو ربما باختراق الحسابات والهواتف من تطبيقات خبيثة فيراسلون هذه الأرقام على أنهم من جهات رسمية أو حكومية ويبدؤون مخططهم الإجرامي في طلب باقي البيانات الخاصة بك، فيخبرك بكل ثقة بأنه موظف البنك الذي تتعامل معه أو لديك حساب لديهم أو مؤسسة أو غيرها من المصالح الحكومية ليستكمل من الشخص البيانات؛ وذلك بهدف النصب والسرقة وربما الابتزاز أيضا. كيفية التعامل مع هذه الأساليب يجب نشر الوعي المجتمعي لكيفية التعامل مع هذه الأساليب والتنبيه والتحذير للجميع. الفئات المستهدفة من هذه الاتصالات فئة الشباب بلا شك في المقدمة، ويمثلون شريحة كبيرة من المجتمع ولديهم شغف بوسائل التواصل، وكذلك الاستخدام الزائد للهواتف والتطبيقات يجعلهم يتعرضون لذلك أكثر من غيرهم. فيجب تحذير شبابنا وبناتنا ونسائنا وحتى كبار السن من الآباء والأمهات؛ لأنهم الفئة المستهدفة، فيجب علينا توعيتهم باستمرار للتعامل السليم مع مثل هذه الاتصالات والرسائل، ويكون ذلك بتجاهل هذه الرسائل تماما وعدم فتح أي روابط مجهولة وعدم الرد كذلك على الاتصالات الخارجية التي تأتي من أرقام غريبة وأكواد دول بعيدة عنا جدا. لا بد من نشر الوعي المجتمعي فيما بيننا، فلكل منا دوره في تحذير غيره وتوضيح خطورة هذه الأساليب الخبيثة. أحبابنا كبار السن وسهولة استغلالهم عن طريق هؤلاء المحتالين نوجه رسالتنا لشبابنا الواعي المثقف الذي أصبح متفطنا لهؤلاء ولا يمكن أن يقع فريسة لهم، ونرجو من شبابنا وبناتنا ضرورة توضيح هذه الأساليب المستجدة في النصب والاحتيال للوالدين وفئة كبار السن عموما من الآباء والأمهات والأجداد؛ وذلك لقلة استخدامهم وسائل الاتصال الحديثة؛ لذلك يقعون فريسة سهلة لهذه الاتصالات المشبوهة. وهناك حالات كثيرة سجلت لعمليات نصب وسرقة حسابات بنكية لعملاء من خلال أخذ البيانات والأرقام السرية، وكذلك سهولة سحب الأرصدة من خلالها. فيجب أن نؤدي دورنا في شرح خطورة ذلك لكبار السن، أطال الله في أعمارهم على الطاعة. دور الدولة ومؤسساتها في هذا الأمر دور الدولة فعال في التوعية المستمرة، متمثلة في وزارة الداخلية. والجهات المختصة بهذه الأمور، مشكورة، تقدم التوعية بانتظام وتنبه باستمرار إلى ضرورة تجاهل مثل هذه الاتصالات وكذلك الإبلاغ عنها إن لزم الأمر وعدم الإفصاح عن بياناتك الشخصية لأي متصل حتى لا تقع في فخ النصب والسرقة. فنشكر لوزارة الداخلية دورها في حماية المواطن والمقيم والحرص الدائم على بث روح الطمأنينة والأمان في نفوسنا من خلال قيامهم بعملهم وواجبهم على الوجه الأمثل الذي يحقق لنا الراحة والسكينة في كل الأوقات. أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا الحبيبة وآباءنا وأمهاتنا وشبابنا وبناتنا من كل مكروه وسوء، وأن يحفظ علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار وسائر بلاد المسلمين.. آمين يا رب العالمين.
1272
| 28 أبريل 2024