رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

830

د. أحمد القديدي

أنموذج الشراكة في الحق والسلام والمستقبل بين تركيا وقطر

06 يوليو 2020 , 12:03ص

تأكد لمواطني الدولتين هذا الأسبوع بمناسبة الزيارة التي أداها فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أخيه صاحب السمو أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظهما الله - أن الشراكة المتينة بين الدولتين والأخوة الصادقة بين الشعبين تقومان على القيم العليا الثلاث التي ذكرناها في عنوان المقال، وهي الاتفاق بين الزعيمين على خدمة الحق، والحفاظ على السلام، وتمهيد طريق أجيال البلدين لمستقبل أفضل.

والشراكة بهذا الزخم من المبادئ الثابتة، واحترام القانون الدولي، وترسيخ قيم السلام والعدالة، هي الشراكة الاستراتيجية المثلى التي لا ولن تنفصم عراها، لأنها شراكة الخير بين دولتين: جمهورية تركيا التي حقق فيها حزب العدالة والتنمية ما يشبه المعجزة السياسية والاقتصادية في ظرف عشرية ونصف، حيث قفزت تركيا من درجة بعد المائة في التصنيف الدولي إلى درجة الدولة الحاضرة بين مجموعة العشرين الأقوى في العالم، ودولة قطر التي فازت بمستويات أولى في التنمية والتعليم والصحة وخدمة الشعوب الشقيقة والصديقة ضمن منظمة الأمم المتحدة، حتى أطلق عليها معالي الأمين العام للأمم المتحدة نعتا يشرفها وهو "الدولة الأممية بامتياز".

فأصبحت الدوحة في إقليمها وفي العالم منارة التعاون الدولي، ومنصة المساندة القوية لطموحات الشعوب للحريات والعدالة، وكما يقول إخوتنا القطريون في أدبياتهم (كعبة المضيوم) أي المضام المتحمل للضيم ورفرف علمها خفاقا في القارات الخمس، حيث ساعد صاحب السمو أميرها المفدى كل المحتاجين، ونجد جميع المنكوبين، ولم تحنِ قطر الجباه لغير الله سبحانه، فدعمت قطاع غزة، بينما حاصره بعض جيرانه، وأعلن صاحب السمو كما أعلن الرئيس أردوغان أن قضية الشعب الفلسطيني قضية حق حسب القانون الدولي، بينما صنف بعضهم المقاومة الحماسية الشرعية للاحتلال والقمع على أنها منظمة إرهابية نزولا مهينا وجائرا عند مخططات صفقة العار المطبوخة من قبل اليمين الإسرائيلي المعتدي، والذي يواجه اليوم كما نعلم أشد التنديد بمشروع ضم أراض من الضفة الغربية للدولة العبرية، لا من قبل تركيا وقطر فحسب، ولكن من قبل الاتحاد الأوروبي وبابا الفاتيكان وروسيا والصين ومنظمات اليهود المثقفين النزهاء في العالم.

في هذا السياق الحقوقي الراقي تندرج الشراكة بين تركيا وقطر على أساس العدل والحق لا بمقتضى المصالح العاجلة أو المناورة الدبلوماسية.

ثم إن الرأي العام العالمي شهد بما يتحلى به القائدان من صفات الحكمة في الأداء الدبلوماسي، حيث إنهما يقفان وقفة الند للند مع كبار قادة العالم، ولديهما ما يعتز به شعباهما من رصيد الكبرياء المشروعة، فينطقان في المحافل الوطنية والدولية بما يعتقدانه الحق في القول والفعل.

وكتب وزير الخارجية القطري معلقا على هذه الشراكة عبر تويتر: العلاقات الاستراتيجية بين دولة قطر وجمهورية تركيا الشقيقة تتعزز يوماً بعد يوم، لاسيما في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والطاقة والدفاع، وفي ذلك ما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وخلال الزيارة بحث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخوه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في شتى المجالات، لاسيما ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والطاقة والدفاع، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، حيث أكد الزعيمان عزمهما على دفع العلاقات بين البلدين إلى مستويات أكثر تعاونا وتكاملا في جميع المجالات، كما ناقش القائدان خلال الاجتماع الذي عقد بقصر اللؤلؤة أبرز تطورات الأوضاع في كل من فلسطين وليبيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقال الرئيس التركي إن تركيا مستمرة في التعاون مع الحكومة الليبية الشرعية "بكل عزم وإصرار"، وأعلن في تصريحات للصحفيين بإسطنبول أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في زيارة الى ليبيا، لمواصلة التعاون القائم بتنسيق أوثق، وكما هو متوقع، وجه القائدان اهتماما بالملف الليبي الحارق، حيث يهدد الوضع هناك كامل إقليم المغرب العربي، بسبب تمرد فريق من الليبيين بدعم المرتزقة على الشرعية.

وفي هذا الملف فإن موقف تركيا وقطر هو نفس موقف الأمم المتحدة، حيث عقد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس مؤتمرا صحفيا بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، للرد على أسئلة الصفحيين بشأن اتصالين أجراهما غوتيريش الأربعاء الماضي مع كل من فائز السراج وأطراف ليبية، مؤكدا موقف الأمم المتحدة من النزاع في ليبيا، وأن حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج هي الحكومة الشرعية فقط، ومعترف بها دوليا، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، وطالبت المنظمة الدولية الدول المؤثرة في النزاع الليبي بأن تدرك هذه الحقيقة، وعبر دوجاريك عن وجهة النظر الأممية حيال الأحداث الجارية في ليبيا، حيث قال "من الواضح، ومن وجهة نظرنا، أن هناك حكومة ليبية معترفا بها دوليا مقرها في طرابلس وهي التي نعمل معها".

هكذا يتعزز موقف تركيا وقطر إزاء قضية الشعب الليبي، لأن بلاده مهددة بالتقسيم ولا تقف الدولتان تركيا وقطر مكتوفتي الأيدي أمام تمرد خارج عن الشرعية ويمس أمن وسلام العالم.

[email protected]

مساحة إعلانية