رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

1431

جعفر عباس

بشر شكلاً وذوو أربع سلوكاً

04 أغسطس 2020 , 07:00ص

على ذمة قصاصة صحفية (بلا تاريخ) أضعها أمامي الآن، فقد قتل رجل زوجته لأنها عصت أوامره بأن ترتدي قميص نوم أحمر اللون، ولكن الزوجة رفضت ذلك، ربما لأنها لا تحب اللون الأحمر، وربما لأن ذلك القميص كان متسخا، ومن الواضح أن الزوج القاتل "ثور"، أو ثقافته "ثَورية" بفتح الثاء، وربما شاهد الكثير من أفلام مصارعة الثيران ورأى كيف أن الثور يصاب بالهيجان ويندفع نحو المصارع عندما يلوح له بقطعة قماش حمراء، فارتبط هذا اللون في ذهنه بالفحولة والهيجان، ولم يجد من يقل له إن الثيران تعاني من عمى الألوان، وأنها تهجم على المصارع حتى لو كان يحمل قطعة قماش خضراء أو صفراء، وعندما رفضت الزوجة ارتداء القميص الأحمر تصرف الزوج كثور أصيل وانهال عليها ضرباً بعصا غليظ على رأسها حتى فارقت الحياة.

وهناك من قتل زوجته لأنها "تأخرت" في إعداد كوب الشاي، وهناك ملايين الرجال في الشرق والغرب الذين يضربون ويطلقون زوجاتهم لأتفه الأسباب، (لكن بصراحة احترمت ذلك الرجل المصري الذي عاد إلى البيت من نوبة العمل المسائية وطلب من زوجته تقديم شيء من الطعام له - يعني لم يطلب المحمر والمقمر بل فقط ما يتيسر- ولكن الست هانم قالت إنها "مش فاضية"!! خير يا ستي بعد ما تفضي شوفي لي حاجة آكلها.. لو تقدر تنتظر تلات أربع ساعات مفيش مانع.. ليه بتعملي أيه تاني كمان تلات أربع ساعات.. في حفل لكاظم الساهر في التلفزيون ويمكن يخلص بعد تلات أربع ساعات.. بتتكلمي جد؟ مفيش أكل عشان انتِ تتابعي غنا ممكن تسمعيه من تسجيل في أي وقت؟ أوووه بلاش غلبة الحفل شغال.. هس سمع لو سمحت!! عندما تأكد للرجل أن زوجته جادة في تطنيش رغبته في تناول الطعام كي تسهر مع ابن الساهر، قال لها بكل رقة: خلاص يا حبيبتي روحي كملي الحفل في بيتك أبوكِ، لأنك طالق وما تلزمينيش.

وتجالس فئة من الرجال في المقاهي والأسواق وتسمع منها استنكارا للتدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق، في حين أنها تجعل واشنطن مثلاً أعلى لها في الشؤون الزوجية باللجوء إلى الضربات الرادعة (الاستباقية) والعنف المفرط، وحتى الذين لا يمارسون العنف الجسدي ضد زوجاتهم يمارسون ضدهن عنفاً معنوياً مهيناً وفظا، وأكاد أجزم بأنه ما من قارئ لهذه الزاوية إلا وسمع شخصاً يعرفه ينادي زوجته بكلمات وعبارات مثل يا كلبة، يا حيوانة، يا خبلة، يا هبلة، يا بنت الكلب، يا جزمة يا برطوش.. الحق علي أنا اللي تزوجت حمارة (وهل يتزوج الحمارة إلا حمار؟!) وتأتي الزوجة بخاطر كسير وتقول للزوج في أدب ورجاء: باقي أسبوع على العيد.. ممكن تشتري لي فستان جديد؟ فيصيح عنتر زمانه: إن شاء الله الفستان الجديد يصير كفنك... بعض الرجال لا يعتقد أن فيها "شيء" أن يهين زوجته أمام الآخرين، ومن المشاهد المألوفة في الأسواق مشهد رجل يصرخ في وجه زوجته بالأوامر ويكيل لها الشتائم (كي يعرف الناس أنه رجل مش سهل وعنده كلمة).

وإزاء كل هذا ارتفعت معدلات العنف النسائي ضد الرجال، فقد جاء في تقرير صحفي نشر مؤخراً أن نحو نصف الرجال المتزوجين في إحدى الدول العربية قالوا إنهم يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، وبما أننا جميعاً متفقون على أن المرأة أقل ميلاً للعنف، فليس من الشطط الاستنتاج بأن الرجال الذين يتلقون الضرب من زوجاتهم يكونون قد عملوا "عملة" غير مشرفة أو ضعاف الشخصيات، ولكن وبالمقابل فإن الرجل الذي يضرب زوجته ويهينها لأتفه الأسباب أيضاً ضعيف الشخصية.. بل إن الميالين للعنف (حتى ضد الكلاب) مرضى بحاجة إلى معالجة نفسانية، وهناك من يحولون كل جدل إلى مشاجرة ويعتقدون أن الشجار يحفظ لهم كرامتهم، في حين أن الإفراط في الشجار تفريط في الكرامة واحترام النفس.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq الإنسانية الخالية من التصهين

هل تعرفون أننا وصلنا لمرحلة أننا ندافع عن قضيتنا الأولى وهي فلسطين أمام من يمثلون لنا إخوة في... اقرأ المزيد

174

| 05 مايو 2024

alsharq السودان.. ما سر ضوضاء الفاشر؟

مع تراجع أخبار المعارك بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة، لا سيما في منطقة العاصمة المثلثة ووسط... اقرأ المزيد

159

| 05 مايو 2024

alsharq ضوابط التواصل الاجتماعي

ناقش مجلس الشورى المُوّقر الأسبوع الماضي في جلسته الأسبوعية موضوع تقنين صناعة المحتوى الإعلامي ونشره في المنصات الرقمية،... اقرأ المزيد

138

| 05 مايو 2024

مساحة إعلانية