رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كلنا معرضون في حياتنا لحوادث وظروف مفاجئة، حيث إن رحلة الحياة لا تكاد تخلو من بعض المحطات الصعبة والمواقف المتعبة، والتي قد تكون مؤلمة في كثير من الأحيان، وقد تغير من نفسياتنا ومن نظرتنا للحياة، مما يصعب علينا تقبل ما يحدث لنا وهنا ندخل فيما يسمى بالصدمة النفسية، فالصدمة النفسية هي عبارة عن تغيير نفسي يطرأ على الأشخاص الذين تعرضوا لحادثة معينة يصعب عليهم تقبلها، وقد تكون غير متوقعة الحدوث بالنسبة لهم، بالإضافة إلى تعرضهم لبعض الحالات التي تسمى بنوبات الهلع النفسي، والتي تتولد نتيجة تلك الحادثة وتتسبب في خلق توترات وقلق نفسي شديد كنتيجة للصدمة النفسية، فيدخل الشخص في حالة الإنكار وهو أن يكون غير مستوعب للصدمة بتكذيب الحدث والواقع وهو نوع من أنواع الدفاع التلقائي عن النفس للنجاة الأولية من أثر الصدمة بهدف التخفيف من تحمل العبء.
ثم تأتي المرحلة الثانية للصدمة وهي مرحلة الغضب بعد انتهاء مرحلة الإنكار، حيث يبدأ عقل الشخص في الانتباه للواقع وأن الصدمة قد حدثت بالفعل، وهنا ينتاب الشخص شعور قوي بالغضب والحقد على الوضع الذي فرضه عليه هذا الواقع، فمنهم من يبدأ بالصراخ أو الضرب أو بتكسير ما حوله لإفراغ هذا الكم من الغضب والاستياء.
وبعدما يهدأ الشخص المصدوم نفسياً تبدأ المرحلة الثالثة، حيث يستعيد توازنه بالتفاوض مع عقله الباطن الذي يوحي له بأفكار تفاوضية لربما تكون غير منطقية، على سبيل المثال ممكن ينذر بأنه "لو صار وانحلت هاي المشكلة راح أوزع صدقات على الفقراء"، أو يخيل له أن يتفاوض على أشياء وهمية فيها نوع من الراحة النفسية وأنه راح يتعدى هذه المحنة بسلام.
وبعدها يبدأ في التفكير الواقعي بعيدا عن الخيال في الاعتراف بالواقع الأليم والاستسلام له، ويتبعها بالعادة مشاعر اكتئاب واحباط شديد، حيث يبدأ الشخص المتعرض للصدمة بالابتعاد عن حياته الشخصية والاجتماعية واهتماماته بالانعزال عن الناس لفترة من الزمن، واعادة شحن طاقته بنفسه.
وفي المرحلة الرابعة يعود الشخص المصدوم لوضعه الطبيعي وحياته، وهي مرحلة عودة الاستقرار النفسي لذهن المتعرض للصدمة بعد مقاومته للاكتئاب والإحباط الذي تعرض له، وتقبل الحياة الواقعية الجديدة، ومحاولة ايجاد حلول بديلة قابلة للتطبيق، للتعامل مع الصدمة وتخطيها بسلام وأمن نفسي، دون الحاق ضرر بنفسه، حيث إن البعض من قوة تأثير الصدمة ممكن أن يلجأ للمخدرات أو شرب الخمر كنوع من رد الفعل على رفض تقبل الصدمة، ومحاولة للنسيان وعدم المواجهة، أو أن يلحق الضرر بالآخرين من حوله كالعنف اللفظي وغيره وهنا يحتاج لتدخل طبيب نفسي أو شخص كصديق مقرب لتجاوز هذه الصدمة بسلام.
خاطرة،،،
الصدمة التي لا تقتلك تجعلك أقوى، فكل ضربة لا تقتلك تقويك، فكن قوياً عند مواجهة الظروف ولا تستسلم بسهولة.
لثلاثة أشهر ونيّف تشهد إدلب حراكاً شعبياً بلغ بضعة آلاف من المتظاهرين المطالبين برحيل إدارة الأمر الواقع بزعامة... اقرأ المزيد
1926
| 21 مايو 2024
ملئت الأدبيات الإنسانية بالكثير من الحِكم والكلمات المأثورة والكتب المخطوطة المميزة، والمقالات المنحوتة النادرة، وكلها أدلة على رُقيّ... اقرأ المزيد
408
| 21 مايو 2024
من باهي الفرص تلك التي مُهدت لي للمشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين، بإصداري... اقرأ المزيد
219
| 21 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تمر علينا ظروف ومواقف في الحياة نحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات حكيمة وعقلانية، نحتاج فيها إلى التريث والاتزان قبل الاستعجال بالحكم أو النتيجة، فالرشد في اللغة تعنى: بلاغ كمال العقل وحسن التصرف وهي عكس الضلال وسوء التدبير. فالقرآن الكريم هو منهج دينى حياتى متكامل يرشدنا ويوجهنا، ونتعلم منه كيف نسترشد في حال شعرنا بالضياع وسط متاهة الظروف في منعطفات الحياة، وهنا استشهد منه بالسؤال الذي طلبه أصحاب الكهف حين أووا للكهف كملجأ لهم وهم في شدة البلاء والملاحقة ؟ إنهم سألوا اللّه “الرُشد ” دون أن يسألوه النصر أو النجاة أو التمكين !!! “ ربنا آتنا من لدُنكَ رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رشدا ” إذاً فهم طلبوا الرشد والتوجيه نحو الصواب في ظل محنتهم. وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟ طلبوا “الرشد” فقالوا (إنّا سمِعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرُشد فآمنا به) وفي قوله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. فالرشد هنا اصابة عين الحقيقة والتوجيه لسير في الاتجاه الصحيح، فمن يرشده الله إلى الخير فقد أوتي خيراً عظيماً وظفر بأسباب الفلاح، فنحن حينما ندعي الله عز وجل نطلب الارشاد والتوجيه نحو ما يراه مناسباً لنا فنقول ربي اختر لي ولا تخيرنى، فأنت اعلم منى بما فيه خيراً لي ونطلب المعونة والإرشاد الإلهي. وحين بلغ سيدنا موسى الرجل الصالح في سورة الكهف لم يطلب منه إلاّ أمرا واحدا وهو: “ هل أتبعك على أن تُعلِـّمَن ِمِمّا عُلَِّمت َرُشداً ” فقط رُشداً فإن الرشد أصل الهداية في الإنسان، فالإنسان مفطور في سعيه بالحصول على الاجابات حيال بعض الأمور الدنيوية والتي لربما لا يجد لها تفسيرا في بعض الأحيان، فيتضرع بالسؤال والطلب من الله الرشد والصواب نحو الخير ونحو الأفضل فرب الخير لا يأتى إلا بالخير. خاطرة،،، اللّهـُمّ هيئ لنا من أمرِنا رشداً، اللهم أَرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). صدق الله العظيم.
2016
| 16 مايو 2024
لثلاثة أشهر ونيّف تشهد إدلب حراكاً شعبياً بلغ بضعة آلاف من المتظاهرين المطالبين برحيل إدارة الأمر الواقع بزعامة أحمد حسن الشرع المعروف بالجولاني، ويطالب الحراك الشعبي الذي يضم شرائح شبه متناقضة في تضاعيفه من حزب التحرير، إلى بعض مشايخ الصوفية، وبعض علماء السلفية الذين كانوا لوقت قريب مع (الجولاني) نفسه ولكن خرجوا عليه لاحقاً، ومعهم شريحة من حرّاس الدين الذين لا يزالون على بيعة تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى مجموعة أحرار الشام المنشقة، بينما أحرار الشام الشرعية بزعامة عامر الشيخ، لا تزال مصطفة مع الجولاني، ومن ضمن الحراك شخصيات ساهمت في تأسيس حكومة الإنقاذ في إدلب، لتنقلب عليها لاحقاً بعد أن انتهت مهمتها، وهناك ناشطون أيضاً مع الحراك، وقد شكل عودة البعض الذين التحقوا بالحراك إلى صف هيئة تحرير الشام ضربة قوية للحراك، حين تم تعيين دكتور الشريعة والشيخ الحلبي المعروف إبراهيم شاشو كرئيس للتفتيش القضائي مما أحرج المشايخ الذين يتصدرون لهذا الحراك، لشخصيته الرصينة التي يثق بها الجميع لاسيما بعد تعيينه في مفصل قضائي مهم، كان المفصل ذاته مثار اعتراض من قبل الحراك، مما يشير إلى جدية الهيئة في معالجة القصور القضائي الذي وقع خلال الفترة الماضية. بدأ الحراك على خلفية اعتقال ما عُرف بخلية العملاء، حيث اتُّهم عدد من العسكريين والأمنيين بالعلاقة مع النظام السوري، فاعتقلوا وعذبوا بشكل بشع كما رووا لاحقاً، من قبل إدارة من إدارات الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، وبعد كشف حقيقة ما جرى تم الإفراج عنهم والاعتذار لهم، والتحق أكثرهم بجبهاتهم ومقرات عملهم، ولكن اعترض آخرون فدخلوا في حراك، ضد ما جرى لهم من تعذيب وإهانة، ولكن بعد أن رأوا أن الحراك تعدّى ما يطالبون به، تخلوا عنه، فإما لزموا الصمت أو عادوا إلى عملهم ومناصبهم في هيئة تحرير الشام، لكن ومع هذا ظلت كرة ثلج الحراك تكبر، بحيث التحق بها كل من له مشاكل سابقة مع الهيئة، ومع دخول الحراك شهره الرابع، حيث لم يُتعرض له ولمظاهراته أحد، فقد عجز عن حشد سوى بضعة آلاف، وفي أحيان كثيرة بضع عشرات من الأشخاص في مظاهراته بالبلدة الواحدة، ليتطور الأسبوع الماضي إلى اعتصام وسط مدينة إدلب، وهو ما أرّق سلطة الأمر الواقع في أن يشلّ الحياة العامة، لاسيما بعد أن اشتكى وجهاء إدلب من حالة الضجيج والصخب الذي صاحبت المعتصمين والمحتجين إلى ما بعد منتصف الليل وهم يقرعون الطبول، ويهتفون، الأمر الذي أزعج سكان المدينة، وأزعج الأطفال، وحتى الطلبة الذين يستعدون لامتحانات البكالوريا. نجح الحراك طوال الأشهر الماضية، في البقاء على سلميته، وتنظيمه، ونجحت حكومة الإنقاذ في السماح له بالتعبير عن نفسه طوال الأشهر الماضية، مما جعل البعض يتفاخر أنها المرة الأولى في تاريخ سوريا الحديث يتظاهر فيها متظاهرون، ثم يعودون إلى بيوتهم مساءً دون اعتقال أو حجز، وهي حالة إيجابية تسجل للمتظاهر، والحكومة في نفس الوقت. دفعت هيئة تحرير الشام في الجمعة الماضية قواتها العسكرية للدخول إلى المدن والبلدات، لمنع الحراك من حشد مظاهرته في إدلب، وهو ما تسبب في صدام بسيط سقط فيه جرحى في صفوف الطرفين، وتسبب في اعتقال بعض رموز الحراك ليُصار إلى الإفراج عنهم فوراً، فتدخل ناشطون وأكاديميون وعرضوا مبادرة تتضمن سحب القوى العسكرية من المدن إلى الجبهات مقابل وقف التظاهر، والدخول في مفاوضات دون قيد أو شرط. وافقت سلطة الهيئة على العرض، وبدأت بسحب المظاهر العسكرية، لتوافق لاحقاً قيادة الحراك على الدخول في المفاوضات. ويطالب الحراك اليوم بسقف عال تراه الهيئة، لا يمكن القبول به وهو رحيل الجولاني، وتفكيك جهاز الأمن العام، وهو ما ترفضه سلطة الأمر الواقع، وتراه مستحيلاً، فقيادة الجولاني لهيئة تحرير الشام، قيادة عسكرية لا علاقة للمدنيين بها، أضف إلى ذلك بأن لا أحد طالب أي فصيل ثوري عسكري سوري بتبديل قادته طوال السنوات الماضية من الثورة، وبخصوص تفكيك جهاز الأمن العام، فترى الهيئة أنه قد قام بدور كبير خلال السنوات الماضية في تطهير المنطقة من تنظيم داعش، وبدونه لما تمكن الأهالي من العيش باستقرار وسلام في السنوات الماضية، هذا بالإضافة إلى تأمين المنطقة من اللصوص والسراق، وفوق هذا تأمينها من اختراقات النظام وحلفائه، ولكن ما حصل من تعذيب لعشرات المجاهدين بحجة العمالة ضرب سمعة الجهاز بشكل خطير وعميق، وهو ما ألجأ قيادة الهيئة إلى إلحاق جهاز الأمن العام بوزارة الداخلية، وسحب عدة ملفات منه لصالح الداخلية، وهو ما أراح البعض، ولكن لا يزال الحراك يطالب بحله، وهو أمر سيكون له تداعيات أمنية خطيرة على الشمال السوري المحرر بنظر الهيئة والقوى المتحالفة معها.
1923
| 21 مايو 2024
يحكى انه كان هناك إمبراطور، يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاءت «صورة» يقول للجنود: سننتصر، وإن جاءت «كتابة» يقول لهم: سوف نُهزم. واللافت في الأمر أن هذا الرجل لم يكن حظه يوماً كتابة، بل كانت دوماً القطعة تأتي على الصورة، وكان الجنود يقاتلون بحماس حتى ينتصروا، مرت السنوات وهو يحقق الانتصار تلو الآخر، حتى تقدم به العمر فجاءت لحظاته الأخيرة وهو يحتضر، فدخل عليه ابنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له: يا أبي، أريد منك تلك القطعة النقدية، لأواصل وأحقق الانتصارات. فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه، فأعطاه إياها فنظر الابن إلى الوجه الأول فكان صورة، وعندما قلبه للوجه الآخر تعرض لصدمة كبيرة، فقد كان صورة أيضا! وقال لوالده: أنت خدعت الناس طوال هذه السنوات! ماذا أقول لهم الآن! أبي البطل مخادع؟، فرد الإمبراطور قائلا: لم أخدع أحدا. هذه هي الحياة، عندما تخوض معركة يكون لك خياران: الخيار الأول: الانتصار، والخيار الثاني: الانتصــار! فالهزيمة تتحقق اذا فكرت بها، والنصر يتحقق اذا وثقت به. العبرة من القصة (لا نتغلب على هموم الحياة بالحظ، ولكن بالإرادة، والعمل، والثقة بالنفس. وفكر دائما فيما يسعدك وابتعد دائما عما يقلقك. * الحياة مليئة بلحظات السعادة ومليئة أيضا بلحظات الحزن واليأس، وقد أصبحت هموم الحياة مؤخرا وفي عصرنا الحديث جزءا لا يتجزأ من روتين حياتنا والعجز عن السيطرة على هذه الهموم يحرمنا من مشاعر السعادة وتصبح أيامنا متشابهة ومملة لا معنى وقيمة لها، ولابد من التغلب على هذه الهموم ببعض المعالجات المتاحة لدى كل شخص منا ولا تحتاج الى جهود كبيرة، وأولها القناعة وصدق من قال بأن (القناعة كنز لا يفنى) كأن تضع خطة لتحقيق أحد طموحاتك والعمل بجد لتحقيقه وعندها فقط ستتمكن من أن تحسن وضعك وستلاحظ ان هموم الحياة عند لم تكن موجودة، والأمر الثاني: لابد ان تعتبر بأن الماضي اصبح في طي النسيان ولا تفكر فيه ولا تضيع وقتك في التفكير فيه، والأمر الثالث أن تضع لحياتك خططا للتخلص من هموم الحياة وبالخطط ستتمكن من مواجهة الصعوبات والعقبات، الأمر الرابع أن تتخلص من أي أفكار سلبية خاصة التي تجلب لك الهموم وتسيطر على افكارك والبعد عن العبارات السلبية بقدر الإمكان واحلالها بالعبارات التحفيزية كأن تقول يمكنني ان افعل كذا وكذا وهذه الأفكار ستمنحك طاقة كبيرة لمحاربة الهموم، الأمر الخامس أن تحاول بقدر الإمكان ممارسة هوايتك المفضلة لتعديل المزاج وتحسين الحالة النفسية وينصح الخبراء بضرورة ممارسة الهوايات بشكل يومي لأنها تعيد للإنسان توازنه وتشحنه بالطاقات الإيجابية، الأمر السادس: تحلَّ بصفة التسامح والتخلص من الحقد لأنه يقتل صاحبه والضغينة والكره يجلبان لك المزيد من الهموم، سامح الناس وانس اساءاتهم للتخلص من مشاعر الغضب، الأمر السابع والأخير: لا تتردد في طلب المساعدة في حال تكثر عليك الهموم ويصبح من الصعب مواجهتها أو حلها، واطلب هذه المساعدة من شخص عزيز تثق به صديق او أحد افراد عائلتك فقد يكون له نظرة أخرى مختلفة ويضع لك حلولا سريعة لهمومك. * لم يغفل ديننا الحنيف عن أي مشكلة او معضلة الا وأوجد لها الحلول الشرعية، إن الهموم والأحزان قد تفشت في هذا الزمان الذي تكالب فيه الناس على الدنيا وركزوا فيه على راحة الجسد وأهملوا جانب الروح، ولا شك أن أهل الإيمان في عافية كبيرة من هذه الأمراض، وإن حصل وأصيبوا بها فإنها سرعان ما تزول لإيمانهم بالله وحرصهم على ذكره وطاعته وتلاوة كتابه، وقد أحسن قائل السلف عندما قال: «عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء:87]، فإني وجدت الله يعقبها بقوله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:88]، فهي ليست لنبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكنها للمؤمنين في كل زمان ومكان إذا ذكروا الله بهذا الذكر المبارك: (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)، وعجبت لمن ضاق صدره ولم يفزع إلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:97-99]، ولا عجب فإن التسبيح والذكر يطردان الشيطان والسجود يغيظه فيعتزل ويبكي ويقول: أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار، وهناك الكثير من الأدعية القرآنية التي تعالج كل هم من هموم حياتنا اليومية يمكن أن يلجأ اليها المؤمن. *كسرة أخيرة* غالبيتنا لديه هموم في حياته اليومية والخاصة، ويحتاج كل منا مساعدته في التغلب على هذه الهموم ليعيش في سعادة، وإذا علم المؤمن أن الدنيا هي جنة الكافر وسجن المؤمن وأنها دار ابتلاء هان عليه ما يلاقي من العناء، وإذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من آلام، وإذا أصيب المؤمن بمصيبة فإنه يتذكر مصيبة الأمة في النبي صلى الله عليه وسلم فتهون عنده مصائبه. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
1398
| 15 مايو 2024