رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد جابر سلطان الجابر

مساحة إعلانية

مقالات

1176

محمد جابر سلطان الجابر

السوشيال ميديا مخاطر.. وفوائد ➍

29 سبتمبر 2020 , 10:11ص

إن السوشيال ميديا Social Media - أو مواقع التواصل الاجتماعي - بالرغم من تلك الصور السلبية التي عرضتُها ومن تلك المخاطر والأزمات فإن لها فوائد متعددة لا يمكن حصرها، أنها جعلت من عالمنا اليوم بكل دوله وشعوبه.. وشرقه وغربه.. وقاراته الخمس كالقرية الواحدة، وهذا يرجع إلى ما وصلت إليه من تقدّم علمي هائل في مجال التكنولوجيا والخدمات والإبداع العلمي والمعرفي.

إنَّ الواحد مِنَّا يقف احتراماً لهذه الشركات العملاقة التي جعلت من هذا العالَم وهذا الكوكب الأرضي بشعوبه ودولِه كالقرية الواحدة.

خذ مثلاً شركة "جوجل"، التي أبدعت في برامجها "جوجل إيرث Google Earth" وهو برنامج تفاعلي خاص بالخرائط الجغرافية والذي يُحدد عبره مواقع الأحياء السكنية والمدن والشوارع والفنادق والمرافق والمنتجعات السياحية وبأدق التفاصيل فيها، وبحيث يستطيع مستخدمها أن يصل إلى موقعه في أي مكان وزمان وأية دولة سواء كان ماشياً أو في سيارته عن طريق هاتفه النقال.. هذه الهواتف النقالة والجوالة والتي أيضاً أبدعت فيها تكنولوجيا الإنسان، والتي تقوم بإنتاجها وتصنيعها هذه الشركات العملاقة التي تبدع فيها وتطورها يوماً بعد يومٍ وسنةٍ بعد سنة، وبكل ما فيها من برمجيات ذكيّة، وقدرات إبداعية، كشركة (أبل Apple) الأمريكية العملاقة بهواتفها المسماة "آيفون" بدءاً من الجيل الثالث 3G إلى الجيل الثامن B+.. وشركة "سامسونج Samsung" الكورية العملاقة، التي تعتبر حالياً الرقم (1) للإلكترونيات الاستهلاكية على مستوى العالَم، وحيث وصلت مبيعاتها السنوية في نهاية عام 2007 إلى حاجز المائة مليار دولار لأول مرة في التاريخ، وواحدة من أكبر ثلاث شركات في صناعة الإلكترونيات والهواتف والبرمجيات الذكية.

وإن الحديث يطول عن هذه الشركات العملاقة التي نسمع عنها يومياً في تطورها وإبداعها لمنتجات جديدة تُسابق الزمن والحضارة في خدمة الإنسانية نحو الرفاهية.. والتقدُّم.. والازدهار الحضاري وبكل صوره وأشكاله.

ولعله أيضاً فإن التطبيق الذي دشنته وزارة الصحة العامة بدولة قطر المعروف بـ "احتراز" عن طريق الهواتف الذكية لعالم الشوسيال ميديا، وكذلك الذي طبقته الكثير من دول العالم حالياً، والذي يتم فيه تتبع السلاسل الانتقالية لفيروس "كوفيد - 19" عبر متابعة المخالطين لشخص تم الكشف عن إصابته بالفيروس من خلال المعايير التي تم وضعها من قِبل المختصين في وزارة الصحة العامة، وتنبيه مستخدم التطبيق في حال وجوده بالقرب من شخص مُصاب، وأنه عند تشخيص أحد الأشخاص بالإصابة بالفيروس فإن جميع من خالطهم مؤخراً ممَّن قاموا بتحميل وتثبيت التطبيق المذكور يتلقون تنبيهاً بمراجعة المركز الصحي المتخصص للفحص، بالإضافة إلى ما يشتمل عليه هذا التطبيق العالمي من إشعار المستخدمين بآخر الإرشادات التوعوية والاحترازية الصادرة عن الجهات الرسمية لكل دوله، وعرض لآخر الإحصائيات الصادرة من وزارة الصحة حول كل ما يتعلق بفيروس "كوفيد - 19"، وهذا بدوره أدَّى إلى المساهمة الفعّالة في متابعة انتشار الفيروس والتقليل من عدد الإصابات فيه، وتوفير كافة وسائل الوقاية والحماية والعلاجات والوسائل الاحترازية لمكافحته عن طريق هذه التكنولوجيا التي وفرتها عوالم السوشيال ميديا بفضل هذه الهواتف الذكية الخارقة للإبداع والمعجزة لهذه الثورة العلمية التي نعايشها اليوم.. وحيث ستبقى السوشيال ميديا مصدرنا ومساعدنا في تسويق المهارات والأعمال والعثور على فرص العمل المناسبة.

وكذلك الالتحاق عبر "الأونلاين online" بالدورات التدريبية المميزة والجديدة.. إنها مصدر تطوير الذات، والشخصية، وتطوير الإمكانيات، ورفع مستوى المعيشة، وتطوير الخبرات المهنية والعملية.

إن للسوشيال ميديا دورها الفعال والمؤثر في تشكيل عقول الشباب وسلوكياتهم، وستظل السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي "سلاحا ذا حدين" إيجاباً بكل منافعها، وسلباً بكل مخاطرها وأزماتها وأضرارها، وهذا ما نعيشه اليوم ونحو آفاق القرن الحادي والعشرين شئنا.. أم أبينا.

آخر كلمة: نعم هذا هو الإنسان الذي كرَّمه الله سبحانه وتعالى وجعله خليفة له في الأرض، وسخر له ما في الأرض جميعاً، وفضّله على سائر مخلوقاته، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ومع اعتراض الملائكة على خلقه كان تأكيد الحق سبحانه وتعالى لهم كما قال سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:30].

وباعتقادي وأرجو أن أكون صائباً بأن ملائكة الله في الملأ الأعلى، وكذلك أيضاً الجن الذين هم من عوالم الغيب الأزلي الذي لا يمكننا أن ندركه أو نراه أو نسمعه، يقفون احتراماً وتقديراً لهذا الإنسان الذي وصل إلى هذا الإبداع، وإلى هذه الثورة العلمية في تسخير طاقات الكون عبر هذا القرن الذي نعيشه وهو الذي أشار إليه الحق سبحانه وتعالى في شأنه آنذاك: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وصدق الله العظيم.. والله من وراء القصد.

[email protected]

مساحة إعلانية