رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد جابر سلطان الجابر

مساحة إعلانية

مقالات

1093

محمد جابر سلطان الجابر

وراء كل وطن عظيم امرأة عظيمة (2)

20 أكتوبر 2020 , 01:57ص

أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة (التعليم فوق الجميع) أن برنامج (علم طفلاً) التابع للمؤسسة، نجح في بلوغ هدفه وإعادة إلحاق (10) ملايين طفل بالمدارس حول العالم، وأنهم يحصلون الآن على التعليم النوعي، وأوضحت سموها أن برنامج (علّم طفلاً) يؤمن بحق كل طفل في الحصول على تعليم نوعي، وأن التعليم ضروري لحياة الإنسان كضرورة الغذاء والماء والمسكن، كما يؤمن أيضًا بأن التعليم هو الأداة الأكثر قوة، والتي تمَّ ابتكارها لإطلاق قدرات الإنسان، وأكدت سموها أيضًا أن (10) ملايين طفل سيحظون بفرصة توسيع آفاقهم الفكرية، ولربما التحق بعضهم بأفضل الجامعات العالمية وحظوا بفرص اكتساب مهارات توفر لهم وظائف نوعية تمكن من إسهامهم في مجتمعاتهم وإعانة عائلاتهم.

وأكدت أيضًا أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الوحيد الذي تنعدم فيه نسبة الخطر، ودعت إلى مضاعفة الجهود، مشددة سموها على أن ملايين من هؤلاء الأطفال في أمس الحاجة، وهم بانتظار مساعدتنا، فدعونا نعمل معًا لضمان مستقبل أفضل لهم جميعًا وللعالم الذي يجمعنا.

وحيث كانت صاحبة السمو قد بدأت تجربتها منذ عام 2012، حيث رصدت الأطفال غير الملتحقين، بالمدارس الذين بلغ عددهم (40) مليون طفل حول العالم ينتمون لأكثر مجتمعات العالم تهميشًا وضعفًا، وقد نزح معظمهم بسبب الصراعات ووجد آخرون منهم طريقهم نحو اللجوء، بينما هرب بعضهم من الفقر والكوارث الطبيعية، وحيث قررت سموها أن تضع نصب عينيها هدفًا بدأ آنذاك غير واقعي، ولا يمكن بلوغه وهو توفير الطعام لـ (10) ملايين طفل، وحيث أوضحت سموها أنه منذ انطلاق المشروع شارك ببرنامج "علّم طفلاً" (82) شراكة في (50) بلدًا، وحيث ضخ الشركاء معًا استثمارًا قدره 1,8 مليار دولار كان ثلثها من دولة قطر، مؤكدة سموها أن ذلك كان بالفعل جهدا دوليا حقيقيا.

ومن المعلوم أن مسألة إعلان حقوق الطفل قد اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1959 والتي بموجبها يحدد حقوق الطفل في الحماية والتعليم والرعاية والصحية والمأوى والتغذية الجيدة، وفي جميع أنحاء العالم يُشكل الأطفال ما يقرب من نصف (900) مليون شخص تقريبًا من الذين يعيشون بأقل من 1,90 دولار في اليوم، وحيث تكافح أسرهم من أجل تغطية تكاليف الرعاية الصحية الأساسية والتغذية اللازمة لتوفر لهم بداية قوية.

ووفقًا لبيانات عام 2013 بلغ عدد الأطفال والمراهقين الذين لا يذهبون للمدارس بحوالي (124) مليون وترك طفلين من كل خمسة أطفال المدرسة الابتدائية دون أن يتعلم كيفية القراءة والكتابة، أو القيام بعملية حسابية أساسية، وحيث يتفاقم هذا التحدي من خلال الطبيعة المطولة بشكل متزايد من الصراعات المسلحة والتي يتم فيها تجنيد استخدام الأطفال من قبل القوات والجماعات المسلحة.

وهناك ما يقرب من (250) مليون طفل يعيشون في البلدان والمناطق المتضررة من هذه الصراعات والنزاعات المسلحة في سوريا، وأفغانستان، والصومال، وجنوب السودان، واليمن، حيث تزداد محنتهم من القتل، والتشويه، وإساءة المعاملة والانتهاكات الجسيمة والوحشية وبكافة أنواعها العاطفية والبدنية والنفسية والاستغلال الجنسي وبكل صوره وأشكاله، ففي اليمن مثلاً تشير آخر الإحصاءات إلى أن الأطفال هناك الأكثر تضررًا والفئة الأكثر اكتواء بلهيب الصراع الدامي في اليمن، فعلاوة على وقوعهم ضحايا مباشرين لنيران المعارك والتي أسفرت عن مقتل (1546) طفلاً وإصابة (2450) طفلاً آخرين وفق أرقام أممية ووفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في صنعاء، فهناك أكثر من (150) طفلاً تم تجنيدهم إجبارًا في المعارك وحمل السلاح والتوجه إلى جبهات القتال، و(235) طفلاً مختطفًا أو محتجزا قسريا، وحيث أجبرت الحرب ملايين الطلاب على عدم مواصلة التعليم، وتم إغلاق المدارس، ونزوح الآلاف من الطلاب، وحيث تعرضت الكثير من المدارس للتدمير، وتم تحويل بعضها إلى ملاجئ للنازحين أو يتم احتلالها من قِبل جماعات مسلحة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وللمقال بقية الأسبوع المقبل.

[email protected]

مساحة إعلانية