رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد جابر سلطان الجابر

مساحة إعلانية

مقالات

1028

محمد جابر سلطان الجابر

وراء كل وطن عظيم امرأة عظيمة (3)

27 أكتوبر 2020 , 01:00ص

إن الجهود التي تبذلها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، قد آتت أكلها ليس على المستوى العالمي والدولي فحسب، وإنما كذلك يرجع لسموها الفضل فيما وصلت إليه المرأة القطرية اليوم في وطننا العزيز من تطور وإبداع في مجال الإعلام والثقافة، وأخص منها الجيل المتميز من كوكبة الكاتبات القطريات اللاتي يقمن اليوم بواجباتهن نحو الدفاع عن الوطن وقضاياه عبر الصحف والمجلات وعبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، من اللاتي تزخر بهن الصحف والمجلات اليومية من نشاطهن الإبداعي في مجال الكتابة والرأي الحر، والدفاع عن المرأة وقضاياها وهموم الوطن والمواطن وما يستجد على الساحة الإعلامية والصحفية من مشاركة ورأي وحوار، وحيث كنا في الماضي البعيد كما أذكر في بداية السبعينات من القرن الماضي لا يتعدين أصابع اليد الواحدة من الكاتبات القطريات، وهذا كله يرجع إلى ما قامت به سموها من الدفاع عن المرأة وقضاياها، وأثرها الكبير في بث روح الإبداع والتطور الثقافي والعلمي في قضايا المرأة داخل محيط الوطن وخارجه، وما تركته سموها من قدوة طيبة وجذوة متوهجة في نشاطاتها وفي أقوالها وأفعالها خلال تلك السنوات، والتي أثمرت بروز وظهور هذه الأجيال النسائية الواعية المثقفة المبدعة واللاتي تزخر بهن كافة المجالات الأخرى أيضاً الأكاديمية منها والصحية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والدبلوماسية، والتي نراها اليوم تقوم بأكمل واجباتها في خدمة الوطن والرقي به وإعلاء رايته في كل هذه المجالات والحمد لله.

إن سموها قد أخذت على عاتقها طيلة أعوام من مسيرتها إحداث تغييرات ملموسة في التعليم والمجالات الاجتماعية، وظلت قوة دافعة وراء كل المشاريع التنموية والتعليمية على المستوى المحلي، وهي سموها المعروفة بمشروعها الرائد "المدينة التعليمية" والتي تضم فروعاً لعدة جامعات ومؤسسات دولية مرموقة، تعمل في مجال البحث العلمي ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحيث ساعدت سموها من خلال الأدوار التي قامت بها في إحداث عدد من الإصلاحات، فيما يخص النظام الصحي والمدارس العمومية في قطر، حيث تترأس سموها حالياً مجلس إدارة سدرة للطب، وهو مستشفى طبي تدريبي جديد ليكون رائداً في مجال الطب ورعاية وصحة الأطفال والمرأة.

إن هذه الإنجازات التي حققتها صاحبة السمو قد نالت منها سموها العديد من الجوائز التقديرية من بينها ميدالية كارينجي للعمل الخيري وجائزة جورج بوش للتميز في الخدمة المدنية، وكذلك جائزة المعهد الملكي للشؤون الدولية عام 2007م، لإسهامات سموها في الارتقاء بالعلاقات الدولية، بالإضافة إلى حصولها على عدة شهادات فخرية من بينها الدكتوراه الفخرية من جامعة فيرجينيا كومنولث، وجامعة تكساس أي إندام، وجامعة كالاينجي ميلبون، وإمبريال لندن كوليج، وجامعة جورجتاون وغيرها.

إن وراء كل وطن عظيم امرأة عظيمة وإن ما تقوم به صاحبة السمو - حفظها الله - مع كل هذه المبادرات والتضحيات داخل محيط الوطن وخارجه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي يجعل اسمها ناصعاً براقاً وعلماً يأتم الهداة به في سجل النساء العظيمات اللاتي سيخلدهن التاريخ، عبر المسيرة الإنسانية والحضارية واللاتي قمن بأدوارهن في خدمة أوطانهن وشعوبهن نحو كل مجالات الإبداع، والتفوق والتقدم والرقي.

إنه لشرف عظيم لوطننا أن تكون صاحبة السمو واحدة من هؤلاء النساء العظيمات اللاتي يفخر بهن الوطن عبر مسيرته اليوم نحو مرافئ التقدم والتطور والإبداع، وما ينتظره مستقبلاً من مشاريع بناءة، وإنجازات عملاقة، واستحقاقات قادمة، ينظر إليها العالم على أن دولة قطر تستحق الأفضل، وأن عاصمتها الدوحة دوحة الجميع أملاً وحباً وسلاماً وكرماً لا حدود له، وإنه لشرف عظيم أيضاً أن تكون صاحبة السمو ضمن كوكبة النساء العظيمات اللاتي صنعن التاريخ والمجد لأوطانهن وشعوبهن من أمثال الملكة شجرة الدر بمصر، والملكة بلقيس ملكة سبأ، ومارجيت تاتشر، والأم تيريزا، وبينيظير بوتو، وزهى حديد، وغيرهن وغيرهن من النساء اللاتي ساهمن في صنع التاريخ، وكتابة أسمائهن في صفحاته بفعل الإنجازات والإبداعات والأعمال الإنسانية التي ساهمن بها في مسيرة أوطانهن وشعوبهن، لتكتب مسيرتهن بمداد من ذهب وبأحرف من نور لمن يأتين بعدهن لمواصلة المسيرة الإنسانية إلى ما شاء الله، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

آخر كلمة:

نحن أنفسنا نشعر بأن ما نحن نعمله هو قطرة في محيط، لكن المحيط سيكون أقل إذا لم نعمل "من أقوال الأم تيريزا الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1979".

[email protected]

 

مساحة إعلانية