رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

2657

جعفر عباس

دفاعاً عن الفئران والإنسان

10 نوفمبر 2020 , 01:00ص

قبل سنوات تم الإعلان عن تأسيس جمعية للعناية بالقطط ورعايتها في دولة قطر، وقام بذلك بعض العلوج والطراطير وجيرانهم من عدد من الدول الأوروبية، وبادئ ذي بدء أعلن أنني لا أحب القطط، ولو قالوا لي قبل سنوات إن الفتاة التي تقدمت للزواج بها "قطة مغمضة" لصرفت النظر عن الاقتران بها، وبصراحة أكثر فإنني أخاف من القطط، اي عندي فوبيا (رهاب) القطط، وأهون على قلبي ان اجلس في غرفة مظلمة مع معمر القذافي وجورج قرداحي وراغب علامة وأنا استمع الى شعبان عبد الرحيم، من ان تستفرد بي قطة.

والسبب الآخر لكراهيتي للقطط هو أنها تعادي الفئران، وهناك فأران أكن لهما احتراما شديدا، هما جيري صاحب القط توم والذي ياما اسعدني ببهدلة توم ومرمطته، وميكي ماوس، فأر ديزني الشهير، الذي صارت له امبراطورية تدر مليارات الدولارات، وفوق هذا كله فإن القطط تحسب ان الله خلق بني البشر كي يكونوا في خدمتها، كما أنها كائنات كسولة تمشي نحو عشر خطوات ثم تتمدد وتنام، والقطط التي في منطقة الخليج تعاني من مرض النوم بسبب إدمان المكبوس، الذي تصب كل عائلة منه يوميا نحو خمسة كليوغرامات مربعة في مقالب القمامة!.

ثم ان الإنسان العربي بطبعه يتعاطف مع الفئران، بسبب القواسم المشتركة معها، فالعربي مبرمج بحيث يحمل بعض خصائص الفئران ليعيش في هلع دائم من المداهمات والغدر من قبل القطط السمان البشرية، التي تتفوق على القطط الحيوانية بكونها نباتية ولحمنجية في نفس الوقت، بل ولها استعداد لأكل الزلط لتحقيق مصالحها.

ومع هذا فإن مشهد القطط وهي مقتولة هرسا في الشوارع يؤلمني كثيرا، ومن ثم فقد رحبت بتلك الجمعية، والتي أشهد أنها نجحت في تخفيف أعداد القطط الضالة في الأحياء ووفرت لها ملاذا آمنا. والحقيقة ان تكاثر القطط الضالة في المدن العربية، يفضح خيبتنا نحن الرجال، ويكشف الى اي مدى صرنا شخشيخات ودمى في أيدي زوجاتنا، فلو كان كل رجل منا يذبح قطة امام زوجته فور عقد القران وكتب الكتاب، لما أصبح متوسط دخل برميل القمامة من الثروة القططية نحو عشر قطط! كان آباؤنا وأجدادنا يذبحون القطة بأيديهم العارية دون الحاجة الى سكين، ومن ثم كانت امهاتنا وجدَّاتنا يمشين دون ان "يلخبطن" العجين!.

وقيام جمعية لحماية القطط في دولة عربية دليل على ان العولمة "وصلت"، وبعد بضعة اشهر سنسمع عن جمعية لحماية الضب، وسيصبح اخراج الضب من جحره بضخ الغاز الصادر من (عادم) السيارة في الجحر، (هذه هي الطريقة التي يستخدمها البعض لصيد الضب) جريمة تماثل الشروع في القتل، وليس من المستبعد ان يتم إشهار جمعية للدفاع عن حقوق الصراصير في عدن، والعقارب في نواكشوط، بل وبما ان سنغافورة هي المثال الذي تحتذي به العديد من الدول في مجال التنمية الاقتصادية الصاروخية، فقد يصل بنا الحال الى انشاء جمعية اصدقاء دورات المياه، وتشهد سنغافورة سنويا المؤتمر العالمي للمراحيض، وقد زرت سنغافورة، وأشهد بأنني رأيت فيها حمامات في مجمعات تسوق انظف من معظم المطاعم حتى في أوروبا، وفي سنغافورة يصنفون المراحيض الى ثلاث فئات: خمس واربع وثلاث نجوم، وما دون ذلك "ممنوع"، ولكنني ما كنت سأشارك في مؤتمر حول المراحيض حتى لو كان ذلك مقابل ضمان دولي بمنع ظهور صور القذافي وليليان ورزان مغربي وترامب على شاشة اي تلفزيون!.

ما نوع الحوار الذي سيدور في مثل ذلك المؤتمر؟ أي نوع من الملابس سيرتدي اولئك المشاركون في المؤتمر؟ هل سيضعون امام كل مشارك رولا من ورق التواليت بدلا من الكلينكس او الفاين؟ هذه عالم فايقة ورايقة! مثل هذه الاشياء لا تهمنا، فما زال نصف سكان العالم العربي لا يعرفون ما هي دورات المياه، بل لا يعرفون "المياه"! ثم ان الحديث عن مثل تلك الأشياء لا يختلف كثيرا عن برامج هالة سرحان التي تتحدث فيها عن... (بلاش).

ونحن في العالم العربي لسنا بحاجة الى منابر نبحث فيها قضايا دورة المياه، بل مؤتمرات حول الدورة الدموية، فكثيرون منا جف الدم في عروقهم من شدة الفقر او شدة الخوف، وبعضنا "ما عندهم دم" أساسا، ومعظم بلداننا تعاني من انقطاع الطمث حتى أصيبت بالعقم، فلم تعد تلد النجباء والصناديد وذوي العقول الراجحة! ما لنا نحن ودورات المياه وبعض بلداننا حالها أتعس من دبليو سي؟.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq عندما ندافع عن الإسلام يكون لحياتنا معنى وقيمة

يتعرض الإسلام لعدوان غاشم يستخدم الكثير من الوسائل والأسلحة، وسأركز اليوم علي الدعاية التي يقوم بها أنصاف الجهلاء... اقرأ المزيد

111

| 12 مايو 2024

alsharq حرب غزة: تصعيد وتهديد بايدن ضد إسرائيل ظاهرة عابرة

السؤال المهم هل هناك خلافات بين إدارة الرئيس بايدن وحكومة الحرب الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو في حرب الإبادة... اقرأ المزيد

105

| 12 مايو 2024

alsharq الأخبار المضللة ونظرية كيمياء الكذب!

تعد الأخبار المضللة من أخطر التحديات التي تواجه الرأي العام المحلي في مختلف المجتمعات المعاصرة، وذلك لما تحمله... اقرأ المزيد

81

| 12 مايو 2024

مساحة إعلانية