رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد جابر سلطان الجابر

مساحة إعلانية

مقالات

7859

محمد جابر سلطان الجابر

الزواج في زمن الكورونا ( 1 )

17 نوفمبر 2020 , 01:00ص

منذ أيام قليلة أرسل لي أحد الأصدقاء المقربين على جوالي الواتس آب بطاقة دعوة زواج لابنه، فيها اليوم والتاريخ لموعد الزفاف وأرفق تحت بطاقة الدعوة كلمة التهنئة والتبريكات عن طريق الهاتف أو الجوال أو الرسائل النصية أو الواتس آب، وبما أننا نعيش اليوم في ظل جائحة كورونا أو كوفيد – 19 وما أفرزته علينا هذه الجائحة من أنماط سلوكية، وإجراءات احترازية في كل شأن من شؤون حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والصحية فرضتها علينا قوانين ونظم تبنتها إدارة الأزمات، ووزارات الصحة العامة في كل دولة من دول العالم؛ لحماية مواطنيها والمقيمين فيها بعد انتشار وتفشي هذا الوباء والحد من آثاره وخطورته، وبما أن الحياة لا بد أن تستمر وأنه لا مفر لدينا جميعاً من التعايش مع هذا الفيروس ؛ كان لزاماً أن نتعايش مع هذه الحياة في أفراحها وأحزانها وآلامها ومسراتها، ولا شك أن من هذه الأفراح هي إتمام عقود الزواج وزواج الشباب من الجنسين حتى تستمر المسيرة الإنسانية في عمارة الأرض وإمدادها بالأجيال القادمة.

وأعود إلى صديقي الذي أرسل لي كما ذكرت بطاقة دعوة زواج ابنه، وبعدها بأيام التقيت به وهنأته وباركت له زواج ابنه، وقال لي كما تعلم يا أخي محمد كم أنا مسرور وسعيد من أن زواج ابني تم في هذه الأيام التي نتعايش فيها مع فيروس كورونا والذي فرض بأحكامه كل هذه الإجراءات الاحترازية والتي أفضت إلى زواج بسيط لابني واقتصر فيه على إقامة حفلة زواج عائلية صغيرة شملت أهل العريس وأهل العروس والقليل جداً من الأصدقاء المقربين للعائلتين ووليمة متواضعة تم فيها التبريكات للعروسين وبعدها مضى العروسان في طريقهما إلى عش الزوجية لإكمال شهر عسلهما في داخل الوطن، وقال لي صديقي مضيفاً " الزواج في زمن كورونا غير وقبل كورونا غير، قلت له كيف ذلك قال: أنت تعلم لو لم يكن هذا الزواج لابني في زمن الكورونا وكان قبله لكان الأمر في هذا الزواج أشبه بالكارثة، وأنت تعلم أنماط وعادات وتقاليد الزواج في مجتمعنا، وخصوصاً أن صديقي من عائلة لها وزنها وثقلها في المجتمع وهي من بين فئات الأسر المعروفة بالثراء والوجاهة الاجتماعية والذي كان يتطلب زواج ابنه لو لم يتم في زمن الكورونا أن يتكلف زواج ابنه هذا نفقات حفل زواج باذخ بكل صور وأشكال هذا البذخ؛ بدءاً من تجهيزات العروس ومتطلباتها وقاعة الاحتفالات في فندق مشهور، حيث قاعة النساء وقاعة الرجال وما فيها من ديكورات صاخبة وطاولات مزركشة وإضاءات مبهرة بألوانها وأشكالها وكرم حاتمي لا حدود له وكوشة العروسين وما أدراك ما كوشة العروسين، ومع إحياء حفل الزفاف بمطرب مشهور أو مطربة مشهورة ؛ ليتغنى بألف ليلة وليلة ويا ليلي ليل وعريسنا مدريدي وعروسنا برشلونية، بالإضافة إلى تلك المبالغ من الدولارات والريالات والتي تهطل كالمطر على رؤوس الراقصات من المدعوات والمسماة بالنقوط، التي تقوم بجمعها الوصيفات مع حقائبهن لتملأ وتملأ ولتصب في نهاية المطاف في جيوب الفرقة الموسيقية المرافقة للمطرب المشهور أو المطربة المشهورة، وحتى وصل الأمر بمسألة النقوط هذه إلى إلقائها على رؤوس المعازيم من المدعوين والمدعوات بطائرة هليكوبتر، كما أذكره من عدة سنوات مضت في إحدى الدول الخليجية لعرس خرافي باذخ حدث آنذاك، وهكذا تكون الليالي الملاح ولك أن تتصور. وللمقال بقية الأسبوع المقبل.

[email protected]

مساحة إعلانية