رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

2390

جعفر عباس

خيرها في غيرها يا أبو حميد

17 نوفمبر 2020 , 01:00ص

 

في إحدى الدول الخليجية قررت إدارة التعليم تكريم تلميذ موهوب في حفل مهول، تبارى فيه كبار المسؤولين التربويين لإلقاء الخطب لتأكيد رعايتهم للنوابغ، وحرصهم على تحفيز التلاميذ على التحصيل الدراسي والتفوق، وقالوا إنهم سيبذلون "الغالي والنفيس" لتشجيع المتفوقين، ونادوا على الطفل محمد م. ابن الست سنوات، وقدموا له جائزة وسط وميض فلاش الكاميرات، وحمل الصغير الصندوق الكبير ذا التغليف البديع وسط التصفيق الشديد، ولكنه فوجئ بأنه يحوي أربعة صحون/ أطباق صيني، فأصيب بالحزن والإحباط!! وهذا طبيعي فشخص في مثل سن محمد لم يكن سيفرح حتى لو كانت الصحون مصنوعة من الزمرد!!

والسؤال الذي يحيرني هو من الذي سحب صحنين من الطقم الذي تقرر تقديمه للفتى محمد؟ فالصحون والأكواب تباع وتشترى عادة بالدستة التي هي الدرزن، والناس عادة تشتري ستة من تلك الأشياء أو 12 أو مضاعفات العدد 6!! لا أتهم شخصا ما باختلاس صحنين من الصحون الستة التي كان ينبغي تقديمها للشاطر محمد، ولكنني أقول إن من اشترى الهدية لم يكن فقط غير موفق في اختيار النوعية بل أيضا في اختيار العدد! المحزن المبكي في حكاية ولدنا محمد هذا هو أنه انتقل من حفل إدارة التعليم إلى حفل أقامته مدرسته الخاصة لتكريمه هو وبقية المتفوقين، حيث قدموا له أيضا صندوقا فاخر التغليف، ولكنه كان مثل الصندوق السابق من (بره هلاّ هلاّ ومن جُـوّه يعلم الله)، كانت الجائزة التي قدمتها المدرسة للولد الذي رفع رأسها عاليا على مستوى المنطقة طقم فناجين قهوة، وأنا لا أعرف محمد هذا، ولكنني أعرف أنه لا يمارس الطبخ وإعداد أو شرب القهوة!! وربما كان ثمن الصحون وفناجين القهوة كبيرا، ولكن "قيمة" الأشياء ليس بثمنها بل بدلالاتها وموقعها في قلوب من يحوزونها، وبالتأكيد فان محمد كان سيكون أكثر سعادة لو كانت جائزته كتبا او أقراصا مدمجة أو لعبة الكترونية أو حقيبة من الجلد أو حذاء رياضيا أو حتى كوبونات سندويتشات مجانية!!

في السبعينات ظهرت هوجة العمل الخيري في الغرب وتشكلت جمعيات لتقديم مواد الإغاثة لضحايا الكوارث الطبيعية من مجاعات وغيرها في دول العالم الثالث، وفوجئ ضحايا الفيضانات في بنغلاديش بأن تلك الجمعيات تقدم لهم حشيات ناعمة الملمس صغيرة الحجم، ولكنها لا تصلح كمخدات، ولم يعرفوا لها فائدة معينة فاستخدموها لتنشيف أواني الطبخ.. كانت تلك الحشيات حفاظات أطفال "بامبرز"، وفي بلدان أفريقية فوجئ ضحايا الحروب الأهلية الذين لجأوا الى الغابات بأن بعض الخواجات قدموا لهم بودرة حلوة الطعم لها بعض مذاق الحليب (فَسفّوها سفاً)، ولكنهم لاحظوا أنها لا تغني من جوع... كانت بودرة آيسكريم.

وأعود الى ولدنا محمد م. وأقول له كفاك جائزة أنك فالح وناجح وأنك موهوب.. أعطِ الصحون والفناجين لماما، بشرط ألا تستخدمها للأكل أو الشرب أي تحتفظ بها فقط كذكرى، فعلى كل حال فإن قيمة أي هدية تكمن في "الرمز".. وليكن عزاؤك أن عمك جعفر شبع إحباطا لأنه وفي الحفلات التي أقيمت لتوديعه أو على شرفه شبع من الساعات... عندي يا محمد نحو عشرين ساعة معصم انتهى العمر الافتراضي لنحو 15 منها لطول ما بقيت راكدة، وقيمتها مجتمعة (باستثناء واحدة مميزة) لا تساوي من الناحية المادية 600 دولارا.

عندما قررت الانتقال من كيوتل (أوريدو) الى قناة الجزيرة الفضائية، وقبل سنتين قررت الشركة إقامة حفل وداع لي، وبما أنني أتمتع ببجاحة عالية فقد قلت لهم بصراحة: اشتروا لي أي شيء.. بس بلاش ساعات الله يخليكم... ويا ليتكم تعطوني قيمة الهدايا كاش.. ونكاية بي كان من ضمن الهدايا التي قدموها لي...... ساعة.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq الإرهاب المطلوب!

هل تجد اليوم من يتجرأ مثلاً ويتحرش بالولايات المتحدة أو الصين أو روسيا؟ بالطبع لن تجد أحداً، يحسب... اقرأ المزيد

162

| 02 مايو 2024

alsharq سفهاء العقول وتربية أجيال!

نستغرب من نوعية من البشر لا بشر! نوعية من بني آدم تنعدم وتغيب معنى المشاعر والإنسانية من أرواحهم... اقرأ المزيد

153

| 02 مايو 2024

alsharq العالم العامل الشيخ عبدالمجيد الزنداني رحمه الله

عالمنا الإسلامي على امتداد مساحته الواسعة بين يوم وآخر تنطفئ شمعة من شموع العلم والعمل والدعوة والفقه والجهاد... اقرأ المزيد

171

| 02 مايو 2024

مساحة إعلانية