رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

لولوة حمد النعيمي

مساحة إعلانية

مقالات

3464

لولوة حمد النعيمي

العنف والجريمة والإرهاب 2

19 نوفمبر 2020 , 02:10ص

ثانياً: العنف السياسي والإرهاب

هناك صلة وثيقة بين الإرهاب والعنف السياسي، إذ يمكن تعريف الإرهاب بأنه "استخدام متعمد للعنف أو التهديد باستخدام العنف من قبل بعض الدول أو من قبل جماعات تشجعها وتساندها دول معينة لتحقيق أهداف إستراتيجية وسياسية، وذلك من خلال أفعال خارجة عن القانون، تستهدف خلق حالة من الذعر الشامل في المجتمع غير مقتصرة على ضحايا مدنيين أو عسكريين ممن تتم مهاجمتهم أو تهديدهم

وقد أشارت إلى ذلك مؤتمرات دولية وندوات عالمية وإعلانات لحقوق الإنسان، منها (إعلان روما حول حقوق الإنسان في الإسلام) الصادر عن ندوة حقوق الإنسان في الإسلام 25 – 27 فبراير- شباط ، ففي المادة (12): “لقد أصبح الإرهاب والعنف ظاهرة عالمية، وللإسلام منهجه الخاص في مقاومة هذه الظاهرة الخطيرة التي تعرض حياة المدنيين لأخطار عشوائية سواء صدر من الأفراد أو الدول.

إن الإسلام ينبذ هذه الظاهرة ويدعو لإشاعة العدل والسلام والفضائل التي تجعل من الإنسان فرداً مسؤولاً واعياً يحترم حياة الإنسان الذي كرمه الله سبحانه، كما يدعو لتحاشي الظلم والعدوان ومحاولات السيطرة على الآخرين، وهو المناخ الذي يولد أسباب العنف والتطرف.

ويلاحظ أن الإرهاب هو من صور العنف، ومظهر له، إذ تعرف لجنة الإرهاب الدولي التابعة للأمم المتحدة الإرهاب بأنه “عمل من أعمال العنف الخطيرة، يصدر عن فرد أو جماعة، بقصد تهديد الأشخاص، أو التسبب في إصابتهم وموتهم، سواء كان يعمل بمفرده، أو بالاشتراك مع أفراد آخرين، ويوجه ضد الأشخاص أو المنظمات أو المواقع السكنية، أو بهدف إفساد علاقات الود والصداقة بين الدول، أو بين مواطني الدول، أو ابتزاز تنازلات معينة من الدول في أي صورة كانت”.

وهناك تعريف آخر للإرهاب يرد فيه: “استخدام متعمد للعنف أو التهديد باستخدام العنف من قبل بعض الدول أو من جماعات تشجعها وتساندها دول معينة لتحقيق أهداف إستراتيجية، وذلك من خلال أفعال خارجة على القانون، تستهدف خلق حالة من الذعر الشامل في المجتمع غير مقتصرة على ضحايا مدنيين أو عسكريين ممن تتم مهاجمتهم أو تهديدهم”،

ومن هنا يصبح بالإمكان الاستنتاج من خلال تعريف الإرهاب، مدى الارتباط الوثيق بينه وبين العنف السياسي.

إن الإرهاب السياسي قد يتماهى مع العنف السياسي، فيأخذان نفس المعنى، وقد يتمايزان ويتناقضان فيضحى لكل مفهوم تعريفه ومعناه، ولكي نفهم ونميز بين المعنيين الذين قد يشتمل عليها المفهومين، يكفي وضعهما في السياق المناسب لتتضح الرؤية نسبياً.

إن مفهوم الإرهاب يستعمل بمعان ملتبسة ومضامين مختلفة، فكل طرف سواء كان نظاماً سياسياً أو فاعلاً اجتماعياً، أو باحثاً أو مثقفاً له معنى ومدلول خاص به، ومهما بذلنا من جهود في عملية التحديد، فإن مضامينه تظل مسألة خلافية، وفي هذا الصدد نطرح السؤال الآتي: هل الإرهاب ظاهرة حديثة معاصرة أم أنه ظاهرة لازمت الإنسانية مند العصور الغابرة؟ ولماذا لا نجد لهذا المفهوم والظاهرة تواجداً مكثفاً في الأدبيات الفلسفية والسياسية والأدبية القديمة؟.

يجب أن نميز في البداية بين الإرهاب السياسي كظاهرة سياسية واجتماعية، وبين الإرهاب السياسي كمفهوم، وبين التوظيف السياسي لهذا المفهوم والغموض الذي يكتنفه، الذي يعزى في جانب منه لأهداف ترتبط بنزعات الهيمنة والتحكم، لأن الخلط بين هذه المستويات لن يؤدي سوى إلى تعقيد الإشكال، أكثر من الإبهام الذي يلازمه، إن الإرهاب كمفهوم حديث النشأة، والإرهاب كظاهرة، قديم برز مع نشأة المجتمعات البشرية، فقد كان متواجداً كفعل وممارسة يستخدم من طرف أفراد أو مجموعات أو عشائر أو دول، وتمت دراسته من طرف فلاسفة سياسيين كأرسطو الذي عرف الطغيان كإرهاب مرتبط بالملكية المطلقة المستبدة، القائم على إخضاع وإذلال الرعايا أو السلطة المطلقة بدون أية مسؤولية.

مساحة إعلانية