رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

1505

جابر محمد المري

اليوم العالمي لخذلان الشعب الفلسطيني!

01 ديسمبر 2020 , 01:00ص

أحيت جامعة الدول العربية "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها (32/40 ب) لسنة 1977 ليكون يوماً دولياً والذي يوافق 29 نوفمبر من كل عام، وأكد بيان الجامعة العربية بهذا الخصوص حرصه على إقامة فعالية مركزية في مقرها الدائم سنوياً بهذه المناسبة، وتأكيده على مركزية القضية الفلسطينية وعلى الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني ووقوفاً إلى جانبه في نضاله المشروع!

من يقرأ البيان الذي تضمن "ديباجة" مكررة لنفس البيان الذي يُنشر كل عام ويتبعه إجراءات بروتوكولية يُراد منها "الشو" لا أكثر، يعلم جلياً بأننا أمة "أقوال"لا"أفعال" و "أمة لا تزال تسخر من ذلها الأمم"!، فبعد أن كنّا معتادين في جميع القمم العربية السابقة على وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القمة ونخرج بإدانات واستنكارات وشجب أصبحنا الآن نغض الطرف عن تآمر دول عربية ضد القضية الفلسطينية وتعاونها "العلني" مع الكيان الصهيوني، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من مهازل للتطبيع والتعاون الكامل والتلاحم مع هذا الكيان الغاصب، فأصبحت هذه الدول تروّج للتطبيع وتضع الضحية محل الجاني وتصوّر الجاني المغتصب بالحمل الوديع!

ولا شك أن هذا الإنجاز التاريخي للكيان الصهيوني اختصر عليه عشرات السنين للبدء في التغلغل في الوطن العربي عبر الضغط الذي سيمارس عليه من القوى العظمى وبسطوة وأموال عملائهم العرب الذين باتوا هم أكثر سعادة بالتطبيع من أحبائهم الصهاينة، وبعد هذه المرحلة من "تسونامي التطبيع" في محيط الأمة العربية سيبدأ الكيان الصهيوني بحملته للولوج إلى التعليم والتكنلوجيا وتعديل الخطاب الديني وتجديد مطالبته بإلغاء الآيات القرآنية التي بزعمهم هم وحلفائهم الغرب تُعادي السامية وتحث على الإرهاب!

ومن يتتبع مجريات التاريخ وما مرّت به أمتنا من تضحيات وبطولات وفتوحات للعديد من الأمصار ومن ضمنها فلسطين يعي تماماً مرحلة الحضيض التي وصلت لها الأمة بتخاذلها وخيانتها للأمانة التي سلمتها لهم أجيال خضّبت بدمائها السهول والهضاب والجبال ورمال وبحار وشواطئ فلسطين ليحتلها ويغتصبها أضعف شعوب الأرض بسهولة عبر بوابة الخيانة والخنوع والذل العربي!

ولأن جامعة الدول العربية هي من تمثل "الخيانة والخنوع" فلا غرابة من موقفها الليّن مع الدول العربية المطبّعة، وعدم استنكارها ورفضها لهذا التطبيع هو أبلغ دليل على أنها وصلت لمرحلة متقدمة من تمثيل كل من يقف ضد القضية الفلسطينية بوجود قادة عرب وصفوهم الصهاينة أنفسهم بأصدقاء إسرائيل.

ولاريب أن الأمة مقبلة على مرحلة أشد خطراً مما يحدث الآن على صعيد التطبيع والهرولة لكسب ود الصهاينة والمتمثل بنزع كل صور المقاومة من قلوب النشء والجيل الصاعد، وتصوير الصهاينة بأنهم أصحاب حق مشروع وبأن الفلسطينيين مغتصبين وليسوا أصحاب حق، وبالتالي إعداد جيل "منزوع الهيبة" منشغل في كل الملهيات والوسائل الخبيثة التي يسعى الغرب والصهاينة لتصديرها لنا ونشرها بين أطفالنا وشبابنا لكسر كل ملامح العزة والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على بناء أفراد أقوياء أشداء على الأعداء رحماء بينهم كما هو حال قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عندما وصفهم رب العزة والجلال في محكم آياته} مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ {، بل وصلت بنا الذلة والهوان أن يقرر الغرب ومنظماته وبدعم من الصهيونية العالمية بتشريع قانون على غرار قوانين محاربة الإرهاب يسمى "معاداة السامية" لمن يرفض ولو بالهمس واللمز أي معارضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني!

فاصلة أخيرة

طالما أن مصر العروبة ورأس الأمة ورمز العزة ومركز انطلاق جيوش النُصرة للأمة على مر التاريخ الإسلامي مُختطفة فلن نرى نصراً وعزة تلوح في الأفق على المدى القريب!

[email protected]

مساحة إعلانية