رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إننا نكتشف من هذه الإبداعات الفنية والساحات الرياضية والجوهرة التي تتلألأ على أرض قطر الغالية، مما شيدته من منشآت رياضية عملاقة تحدت فيها كل الملفات التي تقدمت بها، لتثبت أنها مصممة على إقامة بطولة فريدة ومميزة، ولم لا وهي في القرن العشرين من عالم بدأ من أول يومٍ سارت قدماه على ترابها ليعمرها وينجز كل يومٍ إنجازاً، حتى بانت تلك القدرات في كل مجالات الحياة. ولم لا وهو يملك عقلاً ميزه الخالق عن بقية مخلوقاته التي تسير على هذه البسيطة. فكانت القيادة القطرية الحكيمة دخلت في التحدي لإثبات أنها تملك فكراً والحمد لله مميزاً يشارك في إيجاد بروز لشيء يتابعه الجميع من الشمال للجنوب والشرق للغرب.
تتجه الأنظار لتلك اللعبة وهي تتشوق لأن ترى شيئاً مميزاً في كل بطولة من بطولات هذه الكرة الساحرة على البساط الأخضر، ففعلاً تم عرض الملف، شاهده كل فني وصاحب رأي وفكر يريد أن يرى الكرة وعشاقها يستمتع بما يشاهده من مبان ٍ وملاعب يتفنن فيها مبدعوها. فالحق أنجزالفكر القطري الطموح فيما أراد وتحقق الحلم ليكون حقيقاً، فها هي الملاعب تبرز ويتحدى كل واحد منها الآخر، حيث كل واحد منها له صفاته ومواصفاته التي تجعلك لا تمل من التردد لمشاهدتها والاستمتاع بما تملكه من الإمكانيات الموجودة فيها. مما يجعلنا نؤكد أنها لن تموت أو تهمل بعد أن تنتهي بطولة كأس العالم 2022، بل ستبقى شامخةً يمكن استخدامها في أكثر مما أوجدت له أصلاً، إلا أنها كما تم تسميتها بأنها إرث نفتخر به ونستمتع بما فيها من فعاليات ونشاطات، سواءً كانت رياضية متنوعة، أو سكناً سياحياً ومتعةً، يسير على أرضها الخضراء ويتظلل بما تلقيه أشجارها المحيطة بها من ظلٍ يستمتع تحته الزوار، فيا ليت يبقى استاد رأس أبوعبود منتجعاً وسكناً لأنه في موقعٍ يتمناه الجميع، وهو يطل على خليجنا المعطاء حتى وإن تم نقل جزء منه إلى مواقع أخرى، ولكن يبقى على أرض قطر شاهداً على أنه تراث وجد على هذه الأرض الطيبة، يؤكد أنه كان من ضمن مونديال شهد له الجميع إن شاء الله بالتميز في كل جوانب ذلك المونديال.
فكل استاد له بريقه وسيكون إرثاً فعلاً نفتخر به، لذا وجب الحفاظ عليه بأن نحسن استخدامه، وتشارك عدد من المؤسسات على أرض دولتنا وتجعلها نقطة مشعةً، بأن تقيم عليها أنشطتها يستفيد منها موظفوها لتبقى حاضرةً نستذكر تاريخ إنشائها وتميزها، فيما أقيمت من أجله، ولتستمر واحةً نزاول نشاطنا عليها.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من فيتنام وأمريكا تنقض غزلها، بعد حرب أمريكا على العراق اتضح أن أمريكا ناقضة الغزل، فقد بنت غزلها منذ الحرب العالمية الثانية، فنسجت منظمات الأمم المتحدة وقوانينها الليبرالية، من حقوق الإنسان والديمقراطية وحق التعبير وحق الرأي، وعدم شرعية التعذيب والوصاية على الحقوق المدنية، ومحاربة العنصرية وتجريم جرائم الحرب ووضع التشريعات لمعاقبة الإبادة الجماعية وإنشاء المحاكم الدولية والأممية، وبدا أن أمريكا تهيمن من خلال أعلى المبادئ الإنسانية وثمرة التجربة الإنسانية، فرضخ العالم لهذا القادم الجديد وذي الروح الإنسانية والسلوك الراقي، والعلم الوفير والإدارة الحكيمة والتقدم العلمي والتقني، وقدم للإنسانية المعارف والتقنيات من أجهزة التكييف إلى السيارات والطائرات والفاكس والإنترنت والشبكات الاجتماعية وكذلك الممارسات الحديثة، والمؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، لكن في حربه على العراق بدون مبرر إلا من مطامع النفوذ والهيمنة الامبراطورية، نقضت أمريكا الغزل فكذبت على الأمم المتحدة من أجل الحصول على إذن لمهاجمة العراق، فلما تم الرفض، نقضت العهود وعزمت على مخالفة أمر الأمم المتحدة والقانون الدولي فكان بداية النقض لما تم نسجه، نقضت العهود أمام العالم ففقدت المصداقية وتتالت تجاوزاتها من قتل للمدنيين والتعذيب في أبو غريب وغوانتانامو بيي وبقرام، واستمرت سلوكيات النقض، حتى جاءت حرب أوكرانيا وتدابيرها في استفزاز روسيا من أجل إدخال الناتو في حرب معها لضمان استمرار أوروبا حليفا وداعما لأمن أمريكا، فقطعت إمدادات الطاقة عن أوروبا وحشّدتها لمواجهة روسيا، فجاء طوفان الأقصى ليقلب كل المعايير والمصفوفة الذهنية التي اعتمدت على النظام العالمي المشيّد والمقبول عالميا، بدّد طوفان الأقصى الصور الذهنية المبنية في المخيلة العالمية، من صورة أجهزة المخابرات الفذة الناجحة والجيوش التي لا تهزم إلى من هم أصحاب النفوذ والهيمنة العالمية، تهاوت الهياكل والبنى من حولنا، فتضاءلت القوى العظمى أمام باب المندب، وتساقطت أصنام الماضي من الموساد وشين بيت وأمان وسي آي أي و د آي أي ومثيلاتها أمام غزة المقاومة، وتفككت السردية الغربية الاستعمارية أمام الواقع وانتشار تقنيات الحاضر، فتهاوت المؤسسات الإعلامية الكبرى من سي إن إن إلى وول ستريت إلى الواشنطن بوست، بدا غزل أمريكا في حالة تناقض تداعت لها المؤسسات وبلغ الأمر ذروته بدخول الجامعات على خط المظاهرات حماية لأسس الغزل حق التعبير وحق التظاهر خاصة في حرم الجامعات، بدت أن أمريكا أصبحت دولة دكتاتورية، وكذلك أوروبا في منع التظاهر، وتحولت المواجهة من وقف لحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والحصار على القطاع، إلى موضوع يمس الذات ويمس كل ما هو أمريكي من دفع ضرائب تسرب لإسرائيل وتنعم بها إسرائيل إلى استخدام تلك الأموال في حرب الإبادة، فخرج الأمريكان للتعبير عن رأيهم فتم قمعهم كما تم قمع الشعوب الأوروبية، هنا لم يعد الأمر مجرد حرب إبادة باسم أمريكا والغرب بل هو هجوم على كل ما غزل في الثقافة الأمريكية والأوروبية والغرب والثقافة الغربية، التي كان باسمها شنت حروب وتكونت أحلاف لحماية تلك الثقافة من ديمقراطية وحرية، لقد نقضت أمريكا غزلها، واستحقت ناقضة الغزل أن تكون تلك نهاية عصر الهيمنة الأمريكية والغربية، فلم تعد هناك ثقافة يدافع عنها أو مواقف أخلاقية يمكن البناء عليها، لقد حان الوقت للعالم لإعادة بناء النظام العالمي، فلم تعد أمريكا ولا أوروبا حامية للإرث الإنساني والنظام العالمي، فلا بد من تدخل العالم وشعوب العالم كما نرى أمامنا على الشاشات والشبكات الاجتماعية، هناك قناعة من المجتمعات الغربية أنها لم تعد قادرة على حمل الأمانة ولابد من الشروع في ترتيبات إقامة نظام عالمي يحظى بدعم العالم.
5598
| 02 مايو 2024
ما بدأ الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية هو حدث تاريخي. قام الطلاب في جامعة كولومبيا بالتظاهر والاعتصام والتخييم في الجامعة طلباً للاستماع إلى مطالبهم حول وقف العدوان على غزة ووقف الدعم الأمريكي العسكري والمالي لتل ابيب ووقف استثمارات الجامعات مع إسرائيل. استعانت رئيسة جامعة كولومبيا بالشرطة لفض اعتصام الطلاب بالقوة حيث تم اعتقال أكثر من 100 طالب، مما جعل الأساتذة والطلاب من الجامعات الامريكية المختلفة يخرجون للاعتصام والتظاهر ومنها جامعات كبرى مثل جامعة نيويورك وييل وهارفارد. لهذه الاحداث دلالات تاريخية منها عندما اعتصم طلاب الجامعات الامريكية في 1968 احتجاجاً على الحرب في فيتنام وأثروا على الرأي العام في ذلك الوقت. وكيف يؤثر طلاب جامعة كولومبيا على الرأي العام الأمريكي اليوم. والدليل الغضب الإسرائيلي وتحريض النتن ياهو ضد الطلاب المتظاهرين وما يحدث في أمريكا وكأنه يحدث في تل ابيب!. طلاب الجامعات يقفون على الجانب الصحيح من التاريخ دائماً والجيل الجديد واع وعارف. منذ فترة انتشر فيديو مواجهة شباب لنائب امريكي حول الإبادة الجماعية في غزة من قبل إسرائيل في جلسة حوارية في نيويورك، وبينما كان الشباب يدافعون عن الفلسطينيين كان الحضور ممن هم أكبر سناً يحاولون اخراسهم! هذا الفرق بين الجيل الفاهم والجيل الحافظ. الجيل الذي بنى أمريكا وإسرائيل مستاء من الجيل الذي يرفض احتلال فلسطين والإبادة الجماعية في غزة ومليارات الدولارات التي تُعطى لإسرائيل سنوياً ليحظى الإسرائيليون بتعليم وعناية طبية مجانية بينما يعاني الكثير من الأمريكيين من أقساط الجامعات وتكاليف العناية الصحية!. ما يحدث الآن صفعة كبرى لإسرائيل التي سخرت ادواتها الإعلامية العملاقة لتظهر نفسها وتقنع العالم بأنها ضحية تدافع عن نفسها ولا ترتكب إبادة جماعية بحق احد وأن «حماس» هي الشريرة والمفترية. ولم يصدق العالم هذه الأكاذيب، ولم تنجح البروباغندا الإسرائيلية، بل على العكس العالم يثور على إسرائيل اليوم بسبب ما تفعله، وتحاول إسرائيل حتى اليوم رمي تهمة معاداة السامية نحو أي شخص ينتقدها وان كان يهوديا. العالم اوعى.. افهم.. اعلم بما تقوم به إسرائيل الصهيونية المحتلة للأراضي الفلسطينية، ويعود الفضل بشكل كبير اليوم لوسائل التواصل الاجتماعي التي تساعد على نشر فظاعات هذا الكيان المسخ وما يقوم به في الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية وغزة. فلنكمل فضح الصهاينة ونشر جرائمهم في كل مكان! فهذا ما اوصلنا لهذه اللحظة التاريخية.
1605
| 30 أبريل 2024
يعود وجود الأتراك الذين اعتنقوا الإسلام بأعداد كبيرة في العصر العباسي في الوطن العربي إلى أكثر من ألف عام. وخاصة أولئك الاتراك الذين كلفوا بمهام عسكرية، فقد أصبحوا يمارسون تأثيرًا ملموسًا في مجال الأمن ضمن الدولة العباسية. وقد أُسست مدينة سامراء في العراق خصيصا لاستيعاب الجنود الأتراك القادمين من آسيا الوسطى. ونتيجةً للصراعات الداخلية للدولة العباسية وتأثير الحملات الصليبية بعدها، ظهر العديد من الدول في المنطقة، ومع استمرار السلطة الدينية للخليفة العباسي، ظهرت من بين هذه الدول الدولة السلجوقية التي كانت تحت حكم سلالة تركية، والتي نجحت في السيطرة على مساحات واسعة من آسيا وكلتا ضفتي الخليج العربي. شارك الأتراك في سوريا، مثل إديب الشيشكلي، والتركمان في العراق، في النضال من أجل الاستقلال، ولعبوا دورًا بارزًا. وفي حركة استقلال الجزائر أيضًا، كان للأشخاص من أصل تركي دور هام في تشكيل الحكومة المؤقتة بعد الاستقلال، حيث كانت هناك أسماء تركية مثل بن طوبال (ومعناه الأعرج بالتركي)، والأمين خان، ومصطفى إسطنبولي. وقد تكون أصول بعض القادة ذوي الأسماء العربية تركية أيضا، لكن هذا يبقى موضوعًا يجب أن يحدده علماء التاريخ. ومن اللافت للنظر أيضًا ما قدمته الدراسات التاريخية حول ظاهرة كوروغلو، والتي تعتبر مثيرة للاهتمام. تم نشر عدد كبير من جنود الينيجري في شمال أفريقيا لمواجهة التهديد المتنامي من الغرب. ونتيجة لزواج الجنود الأتراك المسلمين القادمين من آسيا الصغرى مع النساء المحليات في تلك المناطق، نشأت طائفة مختلطة تُعرف باسم «كول أوغلو» أو «كوروغلو». كانت الطائفة التركية المعروفة بكوروغلو، والتي كانت شائعة في الجزائر وتونس وليبيا، تلعب دورًا هامًا في تلك الفترة. قبل ألف ومئتي عام، بدأت عملية تبني الإسلام من قبل الأتراك وهجرتهم إلى الغرب. خلال هذه الفترة، عاش العرب والأتراك وحتى الأكراد معًا وتخلطوا اجتماعيًا وثقافيًا. نتيجة لهذا التداخل، زاد عدد الكلمات التي انتقلت بين اللغتين بشكل كبير. فهناك آلاف الكلمات التي انتقلت من العربية إلى التركية، وبالعكس هناك مئات الكلمات التركية التي دخلت إلى اللغة العربية. على الرغم من محاولات الحكومة في عهد الجمهورية لإزالة الكلمات العربية من اللغة التركية، إلا أن عدد الكلمات العربية اليوم يفوق عشرة آلاف كلمة. تُستخدم في اللغة التركية وعلى نطاق واسع بعض الكلمات والأسماء العربية التي تنتهي على بحرف»t»، مثل: حكمت، معرفت، سلامت وغيرها. ومن المعروف أن الأسماء التي تنتهي بحرف التاء المفتوحة، وخاصة في مصر، هي من أصل تركي: حشمت، ثروت، عصمت، ميرفت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسماء التركية بالكامل مثل إنجي، نازلي، وشيرين شائعة بين العرب بشكل كبير. ويوجد هناك أيضًا كلمات في اللغة العربية من أصل تركي مثل جاويش، دغري، كوبري، ترزي، بشكير. يمكن رؤية وجود الأتراك بوضوح في العالم العربي حتى في يومنا هذا من خلال انتشار أسماء العائلات التركية بشكل واسع، حيث يُعتبر وجود الأسماء مثل: «شلبي، شهدار، تشايجي، شوربجي، عربجي» شائعًا، بجانب أسماء أخرى مثل: ازميرلي، شيشكلي... في اللغة التركية الحديثة نجد أسماء عربية مثل «مصرلي، جزائرلي، شاملي»، والتي تدل على أنهم قدموا إلى الأناضول من المناطق العربية. كان الناس المتحدون في بوتقة الدين الإسلامي يتزوجون من بعضهم البعض، وحقيقة أن هؤلاء الناس كانوا بدؤوا يتحركون ويعيشون على حياة الانتجاع كما أن العيش في ظل دولة مشتركة لفترة طويلة (400 عام فقط تحت ظل الحكم العثماني) قد زاد من هذا التماسك. ونتيجة لهذا الاختلاط والانصهار هناك قبائل تركية أصبحت عربية، وقبائل عربية أصبحت تركية أو كردية، وذلك حسب الكثافة السكانية. وعلى سبيل المثال نجد عائلة بيات (البياتيون)، قبيلة تركية عريقة، لها فروع تركية وكردية وعربية. في العهد الحديث، بفضل ممارسة ضغوط قومية وبدعم من الأنظمة البعثية، قام جمال عبدالناصر الذي تولى الحكم في مصر عام 1952 بإجبار الأتراك في مصر والعراق وسوريا على التعريب. وفي الفترة نفسها، وبسبب سلوك تركيا السلبي أو اللامبالي تجاه القضايا العربية، لم يكن انتماء الأتراك المقيمين في الدول العربية قويا كما هو اليوم، وشعر معظمهم بأنهم مضطرون إلى إخفاء هويتهم التركية. إن إهمال تركيا لمغتربيها في الخارج له دور في هذه الظاهرة. خلال هذه الفترة نسيت العديد من العائلات التركية هويتها التركية واللغة التركية. في سوريا والعراق، واجه التركمان مشكلات مماثلة، حيث أطلقت أنظمة البعث عليهم اسم «التركمان» بهدف تمييزهم عن أصلهم التركي. يشكلون جزءًا من الهوية التركية الواسعة، ولكن كانوا في السابق يُعرفون باسم «الأتراك». هم يفضلون استخدام اسم «الأتراك». لما تعرضوا لقمع شديد في شمال العراق وشمال سوريا، نجحوا جزئيًا في الحفاظ على وحدتهم وهويتهم في المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان. ومع ذلك، فإن الأتراك الذين عاشوا بأعداد قليلة ومعزولين في أماكن مثل بغداد وحلب ودمشق، أصبحوا مستعربين ومدمجين في المجتمع المحلي. ونظرًا لتلاحمهم حول الدين الإسلامي واللغة العربية، فإن وجودهم لم يكن موضوع خلاف بين الأتراك والعرب. بل يُعتبرون عنصرًا مميزًا لتراثنا المشترك، ويسهمون في تعزيز التعاون المستقبلي بين تركيا والعالم العربي.
1467
| 01 مايو 2024