رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

هنادي وليد الجاسم

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

4678

هنادي وليد الجاسم

علاقات طيبة

03 ديسمبر 2020 , 01:00ص

اكتشف الباحثون في آخر الدراسات النفسية أن من أكثر الأمور التي تحدث فرقاً كبيراً في صحة الناس النفسية والجسدية وطول أعمارهم ومدى قدرتهم على مقاومة الأمراض والأحزان والشيخوخة، وجود علاقات طيبة في حياتهم، علاقات فيها قرب وحب وتراحم وتفاهم، علاقات كان فيها الطرف الثاني متاحاً وموجوداً في عز الأوقات الصعبة، عكس الناس الذين لم يتوافر في حياتهم هؤلاء الأشخاص (العزوة) سواء الأهل والأصدقاء أو حتى رفقاء الحياة زوج، زوجة، صديق وفي، أعمارهم أطول وقدرتهم على تحمل الألم النفسي والجسدي كانت أقل، وهذا الكلام ينطبق على مقولة أي شيء يقسم على شيئين أو شخصين أو يقسم يخف عبئه وثقله عكس عندما يكون محمولاً على كتف شخص واحد فقط.

فمن أكثر الأمراض المنتشرة حالياً هي الأمراض النفسجسمية، وهي أن يشتكى المريض من أمراض عضوية في الجسم ولكنها غير حقيقية، وسببها الرئيسي وجذرها نفسي فهي كثيرة الانتشار في مجتمعاتنا التقليدية، حيث إن التعبير عن الألم النفسي أو المشاعر النفسية الحقيقية غير مقبول، لأنه عيب أو خطأ أو ماذا سيقول عنى الناس والآخرون، حينها يضطر الجسم أن يعبر عنها بلغته الخاصة مثل المريض الذي لا يشفى من مرضه مهما أخذ من أدوية وعلاجات يخف لمدة معينة، ثم عند تذكر المشاعر يعاود الظهور من جديد، لأنه لم يشبع احتياجه النفسي للاهتمام في ظل وجود علاقات طيبة صادقة متوازنة.

وإن أكثر ما يشكل فرقاً في حياة الإنسان ليس وفرة المال أو الشهرة، فهناك أغنياء ومشاهير ولكنهم تعساء ويعانون من مشاكل نفسية وقلق من فقدان هذا المال واكتئاب، ولربما يصل بعضهم إلى الانتحار أمثال مارلين مونرو وداليدا وغيرهما من المشاهير، حيث لربما كانوا لم ينتحروا بوجود علاقات طيبة في بيئتهم الاجتماعية، علاقات فيها قرب وحب وتراحم وتفاهم، علاقات اجتماعية وعاطفية فيها تقدير وإحساس بالأمان النفسي، حيث إن هناك طرفاً آخر متاحاً وموجوداً في أصعب الأوقات، لربما كانت حياتهم مختلفة ونسبة إصابتهم بهذه الأمراض أقل، وقدرتهم على تحمل الألم الجسدي والنفسي في مسيرة مشقات الحياة لكانت أفضل.

نحن نحتاج لوجود أشخاص يقدرون قيمتنا الحقيقية بدون أنانية بأن تعيش وتسمح لغيرك بأن يعيش، ترضى وتسمح لغيرك بأن يرضى، تقبل وتسامح نفسك وتسمح لغيرك بأن يتقبلك دون رفض، علاقات طيبة بها ذاتية واستقلالية دون تحكم وقيود خانقة، دون ظنون سلبية وإصدار أحكام مسبقة والتماس الأعذار عن الخطأ والتغافل عنه وقلب صفحة جديدة دائماً.

خاطرة،،،

هناك مقولة معبرة للدكتور النفسي محمد طه في كتابه (علاقات خطرة) يقول فيها: إن العلاقات الطيبة هي أكسير الحياة، وهي الترياق الوحيد ضد الذبول الروحي والموت النفسي.

[email protected]

مساحة إعلانية