رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سوف يهل اليوم الوطني على دولة قطر قريباً (18 ديسمبر)، اختارت اللجنة المكلفة بتنظيم إحياء ذكراه شعارها لهذا العام وهو من أرقى الشعارات، لأنه من كتاب الله عز وعلا، ولأنه مقتطع من بيت شعر قاله مؤسس الدولة الشيخ جاسم رحمة الله عليه، ويرمز توجه الشعب القطري لخالقه هذا العام إلى استمرار إيمان القيادة القطرية بنعم الله على هذا الشعب منذ نشأة دولته واستقرار مؤسساتها وإشعاع سمعتها وثباتها على مبادئ أخلاقها الوطنية والدولية وعدم التفريط في سيادتها.
فاحتفال الشعب هذه السنة بذكرى اليوم الوطني يصادف مع الأمل الذي بشر به بيان سعادة وزير خارجية الكويت الشقيقة الذي أوجز في عبارات ما توصلت إليه الدبلوماسية الكويتية والوساطة الأمريكية من تدشين مرحلة مباركة من عودة الخليج إلى سالف وحدته، هذا البيان الذي رحبت به دولة قطر على لسان سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إيماناً من قطر بأن أولويتها هي استقرار وأمن الخليج والأخوة الرابطة بين أهله.
ثم إن هذه السنة ستحد من مظاهر إحياء اليوم الوطني الشعبية هذه الجائحة التي ضربت العالم بأسره لكنه سيكون احتفالاً بكل معانيه وأبعاده تأكيداً لتمسك الشعب القطري بقيادته الرشيدة، ودعوات من القلوب قبل الحناجر للمولى سبحانه أن يمن على دولة قطر بثمار ما غرسته من خير وما زرعته من فرح لدى كل مظلوم وكل مضطهد في الأرض.
وهكذا أعلنت الــلــجــنــة المــنــظــمــة للــيــوم الوطني شعار عام 2020، وهو "نـحـمـدك يــا ذا الــعــرش"، مـسـتـمـد مــن أبـيـات مــؤســس الدولة الـشـيـخ جـاسـم بــن مـحـمـد بــن ثـانـي "ونحمدك يا ذا العرش والملك والعطا ونرضى بحكمك في جميع الفعايل"، ويـعـزز الـشـعـار تـطـلـعـات الـيـوم الوطني تجاه إبـراز رمـوز وطنية والتأثير على أفـــراد المـجـتـمـع مــن خـلال الـتـركـيـز على إبـــراز مـبـادئـهـم وقـيـمـهـم، وعـلـى رأسـهـم رمز الـشـيـخ جــاســم بــن مـحـمـد بـن ثـانـي رحـمـه الــلــه، وإبـــراز قـيـم المـجـتـمـع القطري النابعة من القيم الأصيلة، مـنـذ تـأسـيـس كـيـانـه، وتـعـريـف الجيل الناشئ معاني الوفاء والتكاتف والوحدة وغرسها في نفوسهم، والـتـعـريـف بـالـتـراث والـتـاريـخ الـقـطـري وعــدم اخـتـزال حقبة مــن الــتــاريــخ فــي يـــوم واحد، والتركيز على الفعاليات التي لها أصل فـي تـاريـخـنـا.
ولعله من الصدف الرمزية أن تعلن قطر على مختلف الأصعدة تضامنها مع الشعب الفلسطيني وتؤيد قضية تحريره، فأعلنت الشيخة علياء آل ثاني ممثلة قطر في منظمة الأمم المتحدة أن إعانات قطر الأخوية للشعب الفلسطيني الشقيق بلغت مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أن يوم الثالث من ديسمبر من كل عام هو يوم مقاومة الإعاقة، ولابد أن نذكر التحية الفلسطينية الصادقة للشعب القطري باعتبار أن الـثـالـث مـن ديسمبر "الـيـوم الـعـاملـي لــذوي الإعاقة" ليس يـومـاً عادياً لشريحة كبيرة مـن سكان قطاع غـزة، لأن المعاناة الإضافية التي يواجهها المعاقون الغزاويون جــراء الـحـصـار ونـقـص الـخـدمـات الطبية، فـكـان إنـشـاء مستشفى سـمـو الـشـيـخ حـمـد للتأهيل والأطراف الـصـنـاعـيـة بغزة الذي موله صـنـدوق قطر للتنمية، فشكل أمـلا كبيرا للكثير منهم ممن يكابدون معاناة السفر للحصول على العلاج، وقال د. رأفت لبد المدير العام لمستشفى حمد بغزة: "مع ازدياد نسبة ذوي الإعاقة فـي غـزة والـذيـن يبلغ عـددهـم 140 ألف شخص يعانون من إعاقات مختلفة ويشكلون نسبة 6.2 % من عدد السكان بحسب مسح جهاز الإحصاء الفلسطيني فوقفت قطر وقفة شجاعة مع أكثر الفصائل الإنسانية هشاشة في قطاع غزة. ولم تنس قطر شقيقتها لبنان، فشاركت الدولة في المؤتمر العالمي لمساعدة هذا الشعب العربي بعد محنة الانفجار الرهيب، وخــلال مشاركتها فـي المـؤتـمـر أكــدت دولــة قـطـر أنـهـا لن تـتـوانـى عن مـواصـلـة جـهـودهـا فــي الــوقــوف إلــى جـانـب جمهورية لبنان الشقيقة، حيث كانت قطر من أولى الدول التي سارعت إلـى تلبية الواجب الأخوي في الـوقـوف إلـى جانب الشعب الشقيق وتقديم المساعدات العاجلة له، والتي بلغت 50 مليون دولار إسهاماً منها فـي عمليات التخفيف من معاناة الشعب وإيفاد فريق مجهز من مجموعة الـبـحـث والإنقاذ الـقـطـريـة الـدولـيـة بإنشاء مستشفيات ميدانية، كما قامت مؤخراً بعقد عدة اتفاقيات مع الجهات الاقتصادية والصناعية والمعمارية فـي لبنان من أجل برمجة إعادة إعـمـار مستشفى كارنتينا في مدينة بيروت، هذا إلى جانب استمرار نجاحات قطر في إنهاء حرب أفغانستان برعاية المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة منذ أشهر وهو ما جلب لقطر شكر واشنطن وكابول ومنظمة الأمم المتحدة.
ما ذكرناه اليوم ونحن نقترب من اليوم الوطني القطري هو بعض الجرد الأمين لمجهودات دولة الحق والخير بالأفعال لا بالأقوال وبالإنجازات لا بالشعارات.. اللهم استدل ستائر نعمائك وسرائك على شعب قطر وزد راية دولته ارتفاعاً وعلواً، وزد القيادة القطرية توفيقاً ومجداً إنك القادر ذو العرش العظيم.
كاتب تونسي
مساحة إعلانية