رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أحدثكم اليوم عن "كلب الست"، وقد لا يعلم بعض القراء ان "الست" تعني أم كلثوم و... بس، يعني أم الجعافر وزوجتك وزوجة أبيك ليسوا "ستات"، وأم كلثوم تحتكر لقب كوكب الشرق، والاتجاهات الأخرى، فليس من حق أي ناقد أن يسمي مطربة أخرى كوكب الشمال، أو كوكب الجنوب الغربي، ومشكلة العرب مع الألقاب عويصة، وذات مرة كنت ضيفا على فضائية عربية وسألوني عن اللقب الأثير إلى قلبي فقلت: أتمنى أن يسميني أحد النقاد "مشير أو فريق الكتاب العربيقيين"، وأوضحت لهم أن طه حسين عاش ومات وهو "عميد" الأدب العربي وأنني طموح وأريد أن أسبقه برتبة أو اثنتين على الأقل ولن أقبل بأقل من مشير او "بالميت" فريق!. وأنا (عربيقي) بحكم انني أصلا أفريقي متأثر ومتشبع بالثقافة العربية واستخدم اللغة العربية أداة للتعبير، أما داخل السودان فإن انتمائي أكثر وضوحا، وهو (عرنوبي) أي نوبي مستعرب "بالعافية" وبدواعي أكل العيش، وطلبا للسلامة لأنه ياما ضربونا في المدرسة المتوسطة بـ"جريمة" استخدام "الرطانة"، أي اللغة النوبية، وكلمة رطانة نفسها تنم عن استعلاء بغيض لأنها تعني البرطمة بكلام غير مفهوم.
أعود إلى كلب أم كلثوم وكان اسمه فوكس، وذات يوم هجم فوكس على مواطن جربوع اسمه إسماعيل، شاء حظه العاثر أن يمر قرب بيت الست في وقت كان فيه فوكس في حالة نرفزة لأنهم قدموا له "ستيك" ليومين متتاليين، وأصيب إسماعيل بجروح بالغة، ولكن تم نقل الكلب إلى قسم الطوارئ بالمستشفى خوفا من أن يكون لحم ودم إسماعيل قد تسبب في إصابته بمرض ما، وأكل إسماعيل علقة ما أكلهاش حرامي في مولد! وفي هذا كتب الشاعر المصري الضخم أحمد فؤاد نجم قصيدة كلب الست: في الزمالك من سنين/ وفي حمى النيل القديم/ قصر من عصر اليمين/ ملك واحدة م الحريم/ قُصْره يعني هي كلمة/ لها كلمة في الحكومة/ بس ربك لأجل حكمة/ قام حرمها م الأمومة والأمومة طبع ثابت جوه حوا من زمان/ تعمل ايه الست جابت فوكس رمي وله ودان/ فوكس ده عقبال أملتك عندو دستة خدامين/ يعني مش موجود في عيلتك شخص زيه يا اسماعين/ واسماعين ده يبقى واحد م الجماعة الغلبانين/ اللي داخو في المدارس والمعاهد من سنين/ حبّ يعمل واد فكاكة ويمشي حبه في الزمالك/ والقيامة والفتاكة يرمو طبعا ع المهالك/ عم سُمعه (اسماعيل) من قيامته حب يعمل فيها فلة/ بعد ما قلوظ بجامته اشترى حتة مجلة/ قول مشى بيقرا في حكاية من حكايات الغرام/ واندماجه في القراية خلى مشيه مش تمام/ مرة يحدف ع اليمين خطوتين ويروح شمال/ لمحه فوكس م الحديد قال ده صيد سهل وحلال/ هب نط في كرشه دوغري/ جاب بيجامته لحد ديلها/ واسماعين بدال ما يجري/ قال يا رجلي رجلي مالها/ بص شاف الدم سايح من عاليها ومن واطيها/ ويا للي رايح ويا للي جاي المجلة مش لاقيها/ حَبة واتلموا الظنايا اللي هما البوابين/ (قرايب أبو الجعافر) والهكاية والراوية قال لهم ده كلب مين/ كلب مين ما كلب مينشي سمعة لبخ حبتين/ قال له واحد فيهم امشي اللي جابك "أندو" مين؟
ثم يستخدم نجم مقطعا من أغنية معروفة لأم كلثوم مخاطبا "سمعة" الذي هو "اسماعين" الذي هو اسماعيل: انت فين والكلب فين/ ما انت كده يا اسماعين/ هو كلب الست يا بني وانت تطلع ابن مين؟.. وفي تلك الظروف الحساسة من تاريخ الأمة العربية الفتية، كان لابد للشاعر نجم أن يكسب رضا الكلب فوكس، خاصة وأنه رأى الشرطة تنهال على اسماعيل ضربا وتجرجره بتهمة تلويث أسنان فوكس، فهتف: هيص يا كلب الست هيص/ لك مقامك في البوليس/ بكرة تتألف وزارة/ وللكلاب ياخدوك رئيس!.
والدرس المستفاد من هذه القصيدة هو أن الناس "مقامات" والكلب المملوك لشخص من أصحاب المقام السامي هو أيضا "سامي المقام"، وأنت وأنا لنا الله.
خلال هذا الأسبوع كان لمعالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نشاط يومي في... اقرأ المزيد
69
| 03 مايو 2024
لعل الحقيقة التي لا يغالي فيها أحد أن الغلاء الذي قد نشر بنوده، وأعلن عن وجوده، في كل... اقرأ المزيد
63
| 03 مايو 2024
يعيشون مندسين، بين خوف البوح وسحر الكلام، بين فيض، ودمع وأحيانا كثيرة تردد، منعزلين بالفطرة، وينجزون بصمت، فهؤلاء... اقرأ المزيد
57
| 03 مايو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من فيتنام وأمريكا تنقض غزلها، بعد حرب أمريكا على العراق اتضح أن أمريكا ناقضة الغزل، فقد بنت غزلها منذ الحرب العالمية الثانية، فنسجت منظمات الأمم المتحدة وقوانينها الليبرالية، من حقوق الإنسان والديمقراطية وحق التعبير وحق الرأي، وعدم شرعية التعذيب والوصاية على الحقوق المدنية، ومحاربة العنصرية وتجريم جرائم الحرب ووضع التشريعات لمعاقبة الإبادة الجماعية وإنشاء المحاكم الدولية والأممية، وبدا أن أمريكا تهيمن من خلال أعلى المبادئ الإنسانية وثمرة التجربة الإنسانية، فرضخ العالم لهذا القادم الجديد وذي الروح الإنسانية والسلوك الراقي، والعلم الوفير والإدارة الحكيمة والتقدم العلمي والتقني، وقدم للإنسانية المعارف والتقنيات من أجهزة التكييف إلى السيارات والطائرات والفاكس والإنترنت والشبكات الاجتماعية وكذلك الممارسات الحديثة، والمؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، لكن في حربه على العراق بدون مبرر إلا من مطامع النفوذ والهيمنة الامبراطورية، نقضت أمريكا الغزل فكذبت على الأمم المتحدة من أجل الحصول على إذن لمهاجمة العراق، فلما تم الرفض، نقضت العهود وعزمت على مخالفة أمر الأمم المتحدة والقانون الدولي فكان بداية النقض لما تم نسجه، نقضت العهود أمام العالم ففقدت المصداقية وتتالت تجاوزاتها من قتل للمدنيين والتعذيب في أبو غريب وغوانتانامو بيي وبقرام، واستمرت سلوكيات النقض، حتى جاءت حرب أوكرانيا وتدابيرها في استفزاز روسيا من أجل إدخال الناتو في حرب معها لضمان استمرار أوروبا حليفا وداعما لأمن أمريكا، فقطعت إمدادات الطاقة عن أوروبا وحشّدتها لمواجهة روسيا، فجاء طوفان الأقصى ليقلب كل المعايير والمصفوفة الذهنية التي اعتمدت على النظام العالمي المشيّد والمقبول عالميا، بدّد طوفان الأقصى الصور الذهنية المبنية في المخيلة العالمية، من صورة أجهزة المخابرات الفذة الناجحة والجيوش التي لا تهزم إلى من هم أصحاب النفوذ والهيمنة العالمية، تهاوت الهياكل والبنى من حولنا، فتضاءلت القوى العظمى أمام باب المندب، وتساقطت أصنام الماضي من الموساد وشين بيت وأمان وسي آي أي و د آي أي ومثيلاتها أمام غزة المقاومة، وتفككت السردية الغربية الاستعمارية أمام الواقع وانتشار تقنيات الحاضر، فتهاوت المؤسسات الإعلامية الكبرى من سي إن إن إلى وول ستريت إلى الواشنطن بوست، بدا غزل أمريكا في حالة تناقض تداعت لها المؤسسات وبلغ الأمر ذروته بدخول الجامعات على خط المظاهرات حماية لأسس الغزل حق التعبير وحق التظاهر خاصة في حرم الجامعات، بدت أن أمريكا أصبحت دولة دكتاتورية، وكذلك أوروبا في منع التظاهر، وتحولت المواجهة من وقف لحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والحصار على القطاع، إلى موضوع يمس الذات ويمس كل ما هو أمريكي من دفع ضرائب تسرب لإسرائيل وتنعم بها إسرائيل إلى استخدام تلك الأموال في حرب الإبادة، فخرج الأمريكان للتعبير عن رأيهم فتم قمعهم كما تم قمع الشعوب الأوروبية، هنا لم يعد الأمر مجرد حرب إبادة باسم أمريكا والغرب بل هو هجوم على كل ما غزل في الثقافة الأمريكية والأوروبية والغرب والثقافة الغربية، التي كان باسمها شنت حروب وتكونت أحلاف لحماية تلك الثقافة من ديمقراطية وحرية، لقد نقضت أمريكا غزلها، واستحقت ناقضة الغزل أن تكون تلك نهاية عصر الهيمنة الأمريكية والغربية، فلم تعد هناك ثقافة يدافع عنها أو مواقف أخلاقية يمكن البناء عليها، لقد حان الوقت للعالم لإعادة بناء النظام العالمي، فلم تعد أمريكا ولا أوروبا حامية للإرث الإنساني والنظام العالمي، فلا بد من تدخل العالم وشعوب العالم كما نرى أمامنا على الشاشات والشبكات الاجتماعية، هناك قناعة من المجتمعات الغربية أنها لم تعد قادرة على حمل الأمانة ولابد من الشروع في ترتيبات إقامة نظام عالمي يحظى بدعم العالم.
2811
| 02 مايو 2024
ما بدأ الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية هو حدث تاريخي. قام الطلاب في جامعة كولومبيا بالتظاهر والاعتصام والتخييم في الجامعة طلباً للاستماع إلى مطالبهم حول وقف العدوان على غزة ووقف الدعم الأمريكي العسكري والمالي لتل ابيب ووقف استثمارات الجامعات مع إسرائيل. استعانت رئيسة جامعة كولومبيا بالشرطة لفض اعتصام الطلاب بالقوة حيث تم اعتقال أكثر من 100 طالب، مما جعل الأساتذة والطلاب من الجامعات الامريكية المختلفة يخرجون للاعتصام والتظاهر ومنها جامعات كبرى مثل جامعة نيويورك وييل وهارفارد. لهذه الاحداث دلالات تاريخية منها عندما اعتصم طلاب الجامعات الامريكية في 1968 احتجاجاً على الحرب في فيتنام وأثروا على الرأي العام في ذلك الوقت. وكيف يؤثر طلاب جامعة كولومبيا على الرأي العام الأمريكي اليوم. والدليل الغضب الإسرائيلي وتحريض النتن ياهو ضد الطلاب المتظاهرين وما يحدث في أمريكا وكأنه يحدث في تل ابيب!. طلاب الجامعات يقفون على الجانب الصحيح من التاريخ دائماً والجيل الجديد واع وعارف. منذ فترة انتشر فيديو مواجهة شباب لنائب امريكي حول الإبادة الجماعية في غزة من قبل إسرائيل في جلسة حوارية في نيويورك، وبينما كان الشباب يدافعون عن الفلسطينيين كان الحضور ممن هم أكبر سناً يحاولون اخراسهم! هذا الفرق بين الجيل الفاهم والجيل الحافظ. الجيل الذي بنى أمريكا وإسرائيل مستاء من الجيل الذي يرفض احتلال فلسطين والإبادة الجماعية في غزة ومليارات الدولارات التي تُعطى لإسرائيل سنوياً ليحظى الإسرائيليون بتعليم وعناية طبية مجانية بينما يعاني الكثير من الأمريكيين من أقساط الجامعات وتكاليف العناية الصحية!. ما يحدث الآن صفعة كبرى لإسرائيل التي سخرت ادواتها الإعلامية العملاقة لتظهر نفسها وتقنع العالم بأنها ضحية تدافع عن نفسها ولا ترتكب إبادة جماعية بحق احد وأن «حماس» هي الشريرة والمفترية. ولم يصدق العالم هذه الأكاذيب، ولم تنجح البروباغندا الإسرائيلية، بل على العكس العالم يثور على إسرائيل اليوم بسبب ما تفعله، وتحاول إسرائيل حتى اليوم رمي تهمة معاداة السامية نحو أي شخص ينتقدها وان كان يهوديا. العالم اوعى.. افهم.. اعلم بما تقوم به إسرائيل الصهيونية المحتلة للأراضي الفلسطينية، ويعود الفضل بشكل كبير اليوم لوسائل التواصل الاجتماعي التي تساعد على نشر فظاعات هذا الكيان المسخ وما يقوم به في الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية وغزة. فلنكمل فضح الصهاينة ونشر جرائمهم في كل مكان! فهذا ما اوصلنا لهذه اللحظة التاريخية.
1587
| 30 أبريل 2024
كنا نعتقد لسنين طويلة بأن سياسة القبضة الحديدية وقمع الشعوب والحريات المختلفة تقتصر على دول العالم الثالث أو في الدول التي على شاكلتها!. وكنا نرى الدول المتقدمة أو المتحضرة التي تؤمن بمختلف الحريات وبحرية الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير والتي لطالما أبهرتنا وكنا نتمنى أن يكون في دولنا مثلها في يوم من الأيام! لكن بان لنا جلياً بأن هذا الاعتقاد خاطئ ولا يعدو كونه من باب الزيف والخداع، فالذي يُمارس على المحتجين من شرفاء العالم ومن نوادره في الجامعات الأمريكية والأوروبية من قمع وفض الاعتصامات السلمية بالقوة وأحياناً بالقوة المفرطة في الدول المشاركة في إبادة أهل غزة بطريقة أو بأخرى والتي تنفذها إسرائيل منذ سبعة أشهر وما زالت تواصل ذلك غير آبهة بالخسائر البشرية الكبيرة جداً وتقول بصريح العبارة لن يستطيع أحد أن يمنعها من تنفيذ مخططاتها بمشاركة الغير بعد أن داست بأقدامها على مختلف القرارات الدولية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية أعلى سلطة يلجأ إليها المتخاصمون وبعد أن كبلت أيدي مجلس الأمن بأغلال الفيتو الأمريكي والأوروبي وأصبح عاجزاً بمرتبة الشرف الأولى عن فعل أي شيء تجاه هذا الذي يحدث في سابقة خطيرة غير معهودة من أي دولة في العالم مثلها ما عدا إسرائيل. إسرائيل التي تستدعي شماعتها التاريخية مثل معاداة السامية تقوم بأفعال أكبر من تلك الأفعال بكثير التي ارتكبت في حقها والتي لا نعرف حقيقتها لكن ما تفعله بأهل غزة والضفة يُنقل بالصوت والصورة وبالتحليل الواضح مثل نور الشمس. انكشف لنا وجه هذه الدول وبانت حقيقتها بأن كل الذي سمعناه عنها بأنها تحترم مختلف الحريات وحقوق الإنسان ومبدأ التعايش السلمي وأنها تعمل على منح الفلسطينيين دولة مستقلة هو أقرب من الخيال للواقع، فهي تريدهم أن يتبعوا سرابا كسراب أوسلو الذي ظلوا يتبعونه ويُمنون النفس به دون نتيجة تذكر لسنين طويلة ولم يصلوه أبداً وكادت القضية الفلسطينية أن تُنسى في ظله لولا الأحداث الأخيرة!.
1314
| 01 مايو 2024