رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

محمد جابر سلطان الجابر

مساحة إعلانية

مقالات

1848

محمد جابر سلطان الجابر

الإنسانية بين الذكاء الاصطناعي والفطري (3)

15 ديسمبر 2020 , 01:00ص

تجري حالياً عملية تطبيق الذكاء الاصطناعي لمساعدة المكفوفين المجاني، والذي يقوم باختصار بوصف مشهد العالم من حولك، والذي يمكن من خلاله قراءة النص بصوت عالٍ، والتعرف على الأشخاص وعواطفهم، إضافة إلى وصف المشاهد اليومية، وهناك أيضاً تطبيق آخر من شركة مايكروسوفت يدعى (ساوند سكيب sound scap)، وحيث يمكن هذا التطبيق الأفراد المصابين بالعمى أو ضعف الرؤية من القدرة على استكشاف العالم من حولهم عن طريق استخدام تجربة صوتية الأبعاد، وهناك الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة العمل الإنساني، ودعم الفئات المهمشة في المجتمع، وضحايا العنف الأسري، وكذلك ضمان حماية المرأة في المجتمع من أجل أن يكون الذكاء الاصطناعي يأخذ دوره الريادي في خدمة الإنسانية وإنقاذ كوكبنا الأرضي.

ومن ناحية أخرى أثبتت الأشهر الماضية التي عرفت انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) أن من يتحكم في أدوات وآليات الذكاء الاصطناعي حتماً سيتمكن من توجيه عقول البشر، حيث تراكمت الثروات الطائلة والمقدرة بالمليارات، والتي راكمها أصحاب شركات الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية، فقد ساهم فيروس كورونا في حبس الناس في منازلهم والانزواء وراء الجدران، في حين ظل الرابط الإنساني قائماً بالصوت والصورة في كل الميادين المالية والاقتصادية والعلمية والأكاديمية والطبية وعبر وسائل هذا الذكاء الاصطناعي.

ومن الواضح أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي ستستمر في تغيير العالم بشكل أساسي وبطريقة عملنا وحياتنا بشكل خاص، وقد لا يؤدي ذلك بالضرورة إلى بطالة هائلة كما هو متوقع، بل من شأنه أن يبتكر وظائف أكثر ملاءمة مع مرور الزمن وستتطلب هذه الوظائف تقنيات جديدة واستثمارات كبيرة لصقل مهارات الشباب والكبار وإعادة تأهيلهم، ويمكن للشركات والحكومات بل ويجب العمل لمعالجة هذا التحول واحتضان الفوائد المجتمعية الإيجابية للذكاء الاصطناعي، وأنه بحلول عام 2030 سيدر الذكاء الاصطناعي ما يقدر بـ 15.7 تريليون دولار أو 26 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أي أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لكل من الصين والهند بحسب إحصاء شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز".

وحيث سيقوم الذكاء الاصطناعي بأتممة العديد من المهام المتكررة والخطيرة في بعض الأحيان مثل إدخال البيانات وخطوط الإنتاج في المصانع وستغير التكنولوجيا أيضاً طبيعة العمل في العديد من الوظائف الأخرى، بما يسمح للعمال بالتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى، والتي تتطلب غالباً تفاعلات شخصية، وستوفر هذه الوظائف المعززة حديثاً فوائد لكل من الشركات والأفراد الذين سيكون لديهم المزيد من الوقت ليصبحوا مبدعين وإستراتيجيين ورياديين.

وللمقال بقية في الأسبوع المقبل

[email protected]

مساحة إعلانية