رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

1835

د. بثينة محمد الجناحي

هوية وطنية ناقص فعالية وطنية!

15 ديسمبر 2020 , 01:00ص

تزامناً مع اليوم الوطني لدولة قطر، لا شك بأن أفضل وأنسب ما يكتب خلال هذه الفترة ما يتعلق بشكل كبير بالهوية الوطنية وأبعادها الثقافية المتجددة والمواكبة.

ولا يأتي الانتقاء للمواضيع الوطنية عبثاً بالتأكيد، إذ ان تزامنها يأتي مع تلك المشاعر التي تسبق الكتابة والتعبير عن الموضوع، ناهيك عن الأجواء التي تهيئ المهتمين في الحديث أكثر عن مسألة الهوية والتطلعات المترقبة نحو مستقبل متحضر ومتقدم.

ولا نركز هنا في الحقيقة على الأجواء التي تصاحبها الزينة والاحتفالات، ولا ننكر أهمية ومكانة هذه الأجواء الموسمية في قلوبنا، ولكننا مع مرور الفترات الاستثنائية، قد تكون لنا فرصة قيمة أكثر، في اكتشاف قوة الهوية والاعتزاز الوطني حتى وان كانت لا تصاحبها تلك الأجواء المزينة والفعاليات الحيوية!.

ففي حقيقة الأمر، لن تكون للهوية الوطنية قيمة فعلية غير ملموسة، ان لم نفهم أهميتها وان لم تستوعب الأجيال الجديدة مكانتها في القلوب، فكل تلك التحضيرات الاحتفالية على المستوى الاجتماعي على سبيل المثال وما يصاحبها من حلويات وتوزيعات وغيرها من ضيافة، لن تفي بالمطلوب في مسألة الاعتزاز، ان كان مفهوم الهوية الوطنية غير عميق ولا ينعكس على أفعال المواطن في عمله المتقن، تفانيه للوطن وحمايته له بالقول والفعل.

وكل ذلك يتطلب أبعاداً أساسية تغرس وتدرس وتعزز، فهي كالسوائل التي نستمد منها كل تلك المشاعر والوفاء تجاه الوطن وترسيخ معانيه في منظورنا الشخصي، فلا بد أن تكون أبعاد الهوية الوطنية جزءاً لا يتجزأ من عملية التعزيز تلك.

ولست هنا كي أتحدث عن الأبعاد الأساسية كالتعليم والتكنولوجيا وغيرهما، فهي بلا شك أساس التمكين والتفعيل، ولكننا نركز هنا على بعد ثقافي ولو كان غير ملموس ويستدعي استحضار الفن، التعمق والتعبير.

إذ إن للبعد الثقافي دورا فاعلا في عملية التلاحم الاجتماعي وتعزيز مفاهيم المواطنة والانتماء، فالكتابة الإبداعية والقدرة الفنية لهما الدور الشعبي والتأثير العميق في الرسائل الإنسانية في إبراز الوطن بما فيه من ملاحم قد تكون المصدر الشعبي والملهم لشريحة كبيرة من المجتمع، إذ تساهم في زيادة الوعي، والعمل المبدع بشبابها المخلص.

وهنا، ننوه على الدور الرئيسي في مسألة تفعيل ذلك البعد الثقافي، والذي يأتي من خلال العمل بشكل أكبر في الخطط الاستراتيجية وتحويلها إلى أدوات قياس كمية ونوعية لتعزيز الهوية الوطنية من خلال البعد الثقافي بأسلوبيه الكمي والكيفي، كي يكون قابلاً أكثر للقياس وتمكين استمراريته على مدى سنوات قادمة، فمن خلالها تستطيع المؤسسات والقطاعات الخاصة المساهمة في استدامة المفهوم الوطني بكل الأساليب الثقافية المنوعة وبأشكالها الفنية والابداعية، حتى ولو قلت الأجواء الاحتفالية في ظل فترات استثنائية احترازية!.

[email protected]

مساحة إعلانية