رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

2146

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

إنه الطمع

28 ديسمبر 2020 , 01:00ص

الطمع خصلة وآفة دنيئة تُنقص من قدر وشرف الرجال وكذلك النساء، والطمع ما هو إلاّ سراب يلهث وراءه كل مخدوع به، وإن حصل له ما يريده من جمع مالٍ، أو جلوس على كرسي منصب، ويقول هل من مزيد؟ فهو في تعبٍ دائم، ونسيَ أو تناسى أنه في تحقيرٍ لنفسه وإذلال لها، وخسارة للسمعة. وقد قيل " العبيد ثلاثة: عبد رقٍّ، وعبد شهوةٍ، وعبد طمعٍ".

أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لكنت حرًا

فالطمع يفضي إلى أخذ وسرقة والتجاوز على حقوق الآخرين بل والتحايل والتعدي عليها، فقط ليصفو له الجو في هذا الأمر حتى ولو مع الأقربين، وهذا واقع في معظم المجتمعات سواءً على المستوى الفردي وفي العمل المؤسسي الإداري، وفي مساحات التجارة المتعددة الأشكال، وهذا لا يمكن تجاوزه والتغافل عنه،" تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ"، والمثل الشعبي يقول" من طمع طبع"، سيأتي يوم (يطبع وطيح).

والطمع كذلك يجعل صاحبه أحمق في سعيه، سفيهاً في تصرفاته، ملوثاً في أوحاله، مفسداً لدينه، لا يرى إلاّ ذاته، وقد تتسع الدائرة قليلاً فيحظى (ربعه ومن يجلس معه)، ساقطاً من أعين الناس وإن حاز ما يريده، مستعبداً له يحركه كيفما شاء، فأتعبه وشتت عقله وتفكيره، وأسقط مروءته. " الطامع موثوق في الذل بل هو عبد له".

إنه السقوط الكبير الذي أدى بكثير من الناس إلى الوقوع في أوحال ومتاهات الطمع هو غني عنها، ولو رضي بما عنده مع سعيه الحثيث فيما يُرضي الله لما كان له ما كان، " وإياك أن تمتطي مطايا الطمع، فتوردك المنايا والمهالك". أليس هذا هو السقوط؟!. فمن أراد أن يعيش حراً في حركة حياته وفي تعاملاته فلا يجلس الطمع في مساحات حياته، ويهدم ما بناه من سمعة. قال تعالى" نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى" ألا من مبصرٍ حرٍ شريف!.

"ومضة"

العبد حرٌ ما قنع والحر عبدٌ ما طمع

[email protected]

مساحة إعلانية