رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

هنادي وليد الجاسم

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

3473

هنادي وليد الجاسم

عمى القلب

07 يناير 2021 , 01:00ص

هناك قصة خيالية مشهورة للكاتب (هـيربرت ويلز) طبعت لأول مرة عام 1936 وما زالت حتى الآن واحدة من أروع القصص العالمية تحت عنوان قصة ( بلد العميان)؟.

يُحدث فيها الكاتب عن مرض غريب انتشر في قرية نائية معزولة عن العالم بجبال الانديز فأصاب المرض سكان القرية بالعمى.

ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلتهم بالخارج، ولم يغادروا قريتهم قط، تكيفوا مع العمى، وأنجبوا أبناء عُميانا جيلا بعد جيل حتى أصبح كل سكان القرية من العميان، ولم يكن بينهم مبصر واحد.

وذات يوم وبينما كان متسلق الجبال (نيونز) بطل القصة يمارس هوايته انزلقت قدمه فسقط من أعلى القمة إلى القرية لم يُصب الرجل بأذى، إذ سقط على عروش أشجار القرية الثلجية، أول ملاحظة له كانت أن البيوت بدون نوافذ وأن جدرانها مطلية بألوان صارخة وبطريقة فوضوية. فحدث نفسه قائلاً: لا بُد أن الذي بنى هذه البيوت شخص أعمى. وعندما توغل إلى وسط القرية بدأ في مناداة الناس، فلاحظ أنهم يمرون بالقرب منه ولا أحد يلتفت إليه، هنا عرف أنه في (بلد العميان).

فذهب إلى مجموعة وبدأ يعرف بنفسه ؟ من هو ؟ وما هي الظروف التي أوصلته إلى قريتهم؟ وكيف أن الناس في بلده (يبصرون) ؟ وما أن نطق بهذه الكلمة حتى أدرك حجم المشكلة التي وقع فيها، حيث انهالت عليه الأسئلة: ما معنى يبصرون ؟ وكيف؟ وبأي طريقة يبصر الناس؟

سخر القوم منه وبدأوا يقهقهون، بل وصلوا إلى أبعد من ذلك حين اتهموه بالجنون وقرر بعضهم إزالة عيون (نيونز) فقد اعتبروها مصدر هذيانه وجنونه.

لم ينجح بطل القصة (نيونز) في شرح معنى البصر، وكيف يُفهم من لا يبصر معنى البصر؟ فهرب قبل أن يقتلعوا عينيه وهو يتساءل كيف يصبح العمى صحيحاً بينما البصر مرضاً.؟!

قصة بلد العميان هي تمثيل رمزي لكل مجتمع منغلق على ما لديه من أفكار وتصورات، رافض لكل فكرة غير ما ألف وعرف.

بلد العميان كل مجتمع متعصب لكل فكر قديم عفا عليه الزمن وسار عليه الاجداد والآباء والابناء جيلاً بعد جيل بدون تطوير بدون ابتكار بدون اي مضاف جديد، بلد العميان ربما كان مجتمعا متديناً، أو علمانياً، أو نظامياً ذا بصمة معينة ولا يؤمن بضرورة تجديدها وتجديدها.

العمى ألا تفارق ما تم زرعه في عقلك الباطن، السابقون ترى أنه حقيقة مسلمة غير قابلة للتطوير، العمى أن تعيش الحاضر بفكر الأمس، العمى أن تعالج كل مآسيك ومآسي مجتمعك بنفس الأسلوب العقيم الذي استخدمته من قبل ولا تحصل على نتيجة، وبالرغم من ذلك أنت مستمر بنفس الطريقة ونفس الأسلوب ونفس المنهج على أمل الاستدامة، فالعالم يتقدم للأمام وأنت تتأخر للوراء.

خاطرة

كم منا أصيب بعمى في قلبه وفي عقله، عمى يمنعه عن رؤية الحقيقة وما هو صحيح، وخوفي من أن يكون هذا العمى دائماً غير مؤقت.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq المعلم الذي نريد

قبل أن نتكلم عن أهمية الدعوة إلى الله في مدارسنا، فعلينا جميعاً نحن - القادة وأهل الشأن -... اقرأ المزيد

243

| 07 مايو 2024

alsharq الدولة التي استفزت العالم

قصف الطيران، تشتيت اشلاء الناس، هد المباني على ساكنيها، فمنهم من طمرته الانقاض ومنهم من برزت اعضاؤهم خارج... اقرأ المزيد

255

| 07 مايو 2024

alsharq القارئ الجيد هو من يصنع الكاتب الجيد

يقول القارئ الأشهر في العالم الإسلامي الشيخ «مصطفى إسماعيل» رحمه الله، «القراءة» عايزة مجاوبة «ذواقة»، السميعة هم من... اقرأ المزيد

249

| 07 مايو 2024

مساحة إعلانية