رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

هنادي وليد الجاسم

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

12214

هنادي وليد الجاسم

تأويل مالم تسطع عليه صبرا!

21 يناير 2021 , 01:00ص

القرآن الكريم كتاب المعجزات والأسرار والراحة النفسية للمؤمن الحق فيه شفاء لكل داء ومرض جسدي أو نفسي وروحي، فالقرآن الكريم مليء بأحسن القصص، وفيه جميع التشريعات والقوانين والمعاملات الصالحة لكل زمان ومكان وذلك بفضل من الله سبحانه علينا.

وعندما نقرأ سورة الكهف والتي لربما البعض يقرأها أسبوعياً قراءة سريعة ولكن دون تأمل ويقين بعظمة استشعار تفسير المعاني النفسية والروحية لها، وخصوصاً عند تأخر أو توقف حال أمورنا في الحياة أو استصعابها وعدم توفيقنا فيها بالرغم من أننا لم نرتكب المعاصي أو الذنوب، ولعل تقصيرنا وعدم اجتهادنا في البحث عن تفسير وفهم بعض الآيات هو سبب عدم صبرنا وتحملنا للأحداث الصعبة من حولنا مثل الفشل في مشروع معين كنت متحمساً له وبشدة، أو فقد حبيب تعلقت به، أو نتظرت رزقاً ولم يأتِكَ.

فعندما نتأمل عند قراءة سورة الكهف نجد أن خرق السفينة، وقتل الغلام، وحبس كنز اليتيمين، مواقف حياتية تتشابهه مع حياتنا اليومية في باطنها رحمة من حيث لاندري، فخرق السفينة (يمثل مشروعك الفاشل الذي لم ينجح)؛ قد يكون العيب الذي يحصل في حياتك هو سر نجاحك ونجاتك في أمر قد يدمر نجاحك! (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً)، فلو لم تخرق السفينة لمات كل من عليها، وهلاكك ونجاتك تكمن في فشلك في بعض الأحيان.

ويمثل قتل الغلام (فقدان من نحب) قد يكون فقدك لما تحب هو رحمة لك قال تعالى (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا) وبموت الغلام تحققت ثلاث رحمات؛ رحمة للغلام بدخوله الجنة بلا ذنب، ورحمة لوالديه بإبدالهما بخير في البر بهما بموته مبكراً، ورحمة للمجتمع من الطغيان والظلم.

ويمثل حبس كنز اليتيمين (بتأخير رزقك وقد يكون بتأخر الوظيفة أو الزواج أو الأطفال في حياتك). قال تعالى في الإجابة على هذا التساؤل (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما)، فقد كان اليتيمان عرضة للأطماع، وفي ضعف عن تدبير أموالهما فلو اكتشفوا الكنز قبل موعده المقدر لما بقيت هذه الأموال ونصب عليهم الطامعون.

خاطرة..

علينا رؤية الأحداث بعين البصيرة لا البصر، فالبصر محدود ولكن البصيرة غير متناهية، فهي أعمق وأشمل، فمن يفسر الأحداث بعين البصيرة يجعل الله في قلبه صبراً وتحملاً لكل معاناة وظلم وقهراً في حياته فلعله خير، ورحمة من مصيبة أكبر منها هو غير قادر على تحملها، فسبحان الله القادر على كل شيء الرحيم بالإنسان من حيث لايعلم، فسبحان الله الذي يذكرنا في كل جمعة عند قراءة سورة الكهف أن نستشعر عظائم رحمته في الصبر على أمور حياتية نريدها ولم تحدث لنا، فسبحان الله أحكم الحاكمين في السراء والضراء.

[email protected]

مساحة إعلانية