رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

1264

د. أحمد القديدي

ما القرارات الأولى للرئيس بايدن يوم تنصيبه رئيساً؟

25 يناير 2021 , 01:00ص

انتظم في جو استثنائي من انتشار أمني منقطع النظير حفل تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء وسط إجراءات عسكرية واستخباراتية مشددة، إثر أحداث الكابيتول المهولة.

فما أولويات الرئيس الديمقراطي الجديد لإعادة ترتيب "البيت الداخلي"، بعد ما حل به من فوضى الشعبوية، وما زعزع كيان مؤسساته الدستورية من مرض التشبث بالحكم، ورفض خيارات الأمة؟.

الحالة الأمريكية الداخلية التي قال عنها (جامس كوبرني) محرر وكالة (بلومبرج) أنها تنذر بالانفجار بسبب تخلي إدارة ترامب عنها للعناية بسفاسف القضايا الشخصية المرضية للرئيس، والذي كان أفضل للشعب كما قال (كوبرني) لو منعه الدستور منذ 2017 من الرئاسة، حين بدأت تظهر عليه أعراض غير مسبوقة من تضخم الأنا الشخصية الأنانية، وممارسات غير منطقية لاستعمال سلطات الرئيس في تضخيم أرباحه التجارية وتصريف شؤونه العائلية وتأييد العنصرية بدل مقاومتها، ودعم اليمين العنصري بدل الحد منه بالقانون!.

وحسب المراقبين للسياسات القومية الفيدرالية الأمريكية فإن الرئيس المنتخب جو بايدن سيوقع عقب تنصيبه خلفا لدونالد ترامب على 12 أمرا تنفيذيا تتعلق بالتصدي لجائحة فيروس كورونا، وهي التي أعلن بايدن منذ بداية الحملة الانتخابية عن الأولوية القصوى التي يوليها لمقاومة جائحة كورونا، بسبب إهمال ترامب لتفشي الوباء عند ظهوره واتساع رقعة ضحاياه الأمريكان!.

وبالفعل وقع الرئيس بايدن على قرار عودة بلاده لمعاهدة باريس العالمية لحماية البيئة، وتسديد مساهمة أمريكا في ميزانية المنظمة العالمية للصحة ومنظمة اليونسكو، كما وقع دون انتظار على إلغاء القرار العنصري القاضي بمنع مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة من دخول الولايات المتحدة، ووقع على قرار التمديد لمعاهدة (ستارت3) بين واشنطن وموسكو 5 سنوات، وهي المتعلقة بالحد من الأسلحة النووية، والتي تنكر لها ترامب.

كما أن الملفين اللذين سيحظيان بتوقيع مراسيمهما هما التصدي لتدهور الاقتصاد الأمريكي واللامساواة العرقية والتغير المناخي.

وتقتضي التقاليد الأمريكية تعيين رجل كفء في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، لأنه هو المكلف بإعداد نصوص الأوامر التنفيذية الـ12 التي سيوقع عليها الرئيس الأمريكي المنتخب بعد التنصيب، في وقت تم حشد عناصر الشرطة والجيش والحرس الوطني في كل أنحاء الولايات المتحدة، استعدادا لهذا اليوم التاريخي، وكان اختيار الرجل المناسب هو (رون كلاين) الذي أصدر بيانا جاء فيه: أن "كل هذه الأزمات تتطلب تحركا عاجلا"، مضيفا أن "الرئيس المنتخب بايدن سيتخذ في الأيام العشرة الأولى من ولايته تدابير حاسمة للتصدي لهذه الأزمات الأربع، ولتجنيب البلاد أضرارا طارئة لا يمكن إصلاحها ولاستعادة أمريكا مكانتها في العالم، مؤكدا أنه بتوليه الرئاسة الأمريكية خلفا لدونالد ترامب، يرث بايدن مجموعة من التحديات الكبرى أخطرها أن الولايات المتحدة تتجه سريعا نحو تسجيل نصف مليون وفاة بفيروس كورونا وأكثر من مليون إصابة أسبوعيا، مع تفش للفيروس خارج السيطرة، كما أن الاقتصاد يرزح تحت وطأة تداعيات الجائحة التي تسببت في إلغاء عشرة ملايين وظيفة، كما يواجه المستهلكون الأمريكيون والشركات صعوبات معيشية طارئة أقضت المضاجع وأدخلت البلبلة على النفوس.

وكشف بايدن الستار عن خطة لتحفيز الاقتصاد بقيمة 1,9 تريليون دولار عبر منح وهبات مالية، وهو يعتزم تسريع حملة التلقيح المتعثرة ضد كوفيد-19، وقال كلاين إن "الرئيس المنتخب سيتخذ تدابير جبائية ليس فقط لإصلاح أشد أضرار إدارة ترامب جسامة، وهي مضاعفة أداءات القيمة المضافة المفروضة على المواطن المستهلك، وإنما أيضا للدفع بالبلاد قدما نحو استعادة عافيتها الاقتصادية والاجتماعية وخاصة العودة لكل تدابير (الهيلث كير)، أي التأمين الصحي لأربعين مليون أسرة أمريكية، والتي أقرها الرئيس أوباما ونائبه بايدن مدة السنوات الثماني التي كان فيها الرجلان في البيت الأبيض.

كل هذه التحولات الكبرى في السياسات هي التي جعلت الإعلامية الأمريكية (جين أنغريد) تطلق عبارتها على قناة (بي أس نيوز) والتي تناقلتها وسائل الاتصال الاجتماعي بكثرة وهي: "اليوم 20 يناير سيعود اللون الأبيض الزاهي للبيت الأبيض بعد أن صبغته إدارة ترامب على مدى أربعة أعوام بالألوان الداكنة الحزينة"!.

الذي يهم العرب والمسلمين من التحول العميق في السياسة الأمريكية هو ما نتوقعه من عودة واشنطن لمعاهدة النووي الإيراني، وربما استعادة بايدن لما أعلنه أوباما في خطاب القاهرة من إعادة الحرارة والثقة بين أمريكا والعالم الإسلامي.

أكبر مكسب لنا ولبايدن هو إعادة رسم العقيدة الأمنية لبلاده حين وضع الفاشية الداخلية في أولوياتها، وهو استخلاص لدرس زعزعة المؤسسات الدستورية يوم اقتحام الكونجرس.

كاتب تونسي

[email protected]

مساحة إعلانية