رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

هنادي وليد الجاسم

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

3648

هنادي وليد الجاسم

استمتع بأبسط الأشياء !

04 فبراير 2021 , 01:00ص

أعجبتنى قصة كتبها الكاتب السعودي عن أسعد رجل على وجه الأرض يقول فيها: لم ألتق في حياتي بشخص أكثر سعادة من السيرلانكي روشان داسن (37 عاما) فهو يبتسم على الدوام، يبتسم وهو يستقبلك، ويبتسم وهو يودعك، ويبتسم بينهما،لا يملك سوى ثلاثة قمصان يكررها على مدار العام!، لكنه يشعرك أنه يملك الدنيا وما عليها، درست معه مادة قبل 9 شهور في مانشستر ببريطانيا ومازلت أقصده كلما حزنت، فهو يملك قدرة فائقة على إطفاء أي حزن بابتسامة واسعة وتفاؤل غفير.

روشان لا يغادر جامعة سالفورد ببريطانيا التي يدرس فيها الدكتوراه في الهندسة، فإما تجده في غرفة طلاب الدكتوراه يكتب ويقرأ، أو تجده داخل دورات مياهها ينظف ويكنس، مستعد أن يقوم بأي عمل شريف يساعده على تسديد رسومه الدراسية وإيجار شقته!!.

لم أره متذمرا قط، ولم أره يأكل طوال معرفتي به، عفوا رأيته مرة واحدة، وكان يأكل مثل العصافير، قليلا جدا، وعندما شاهدني أعاد علبة طعامه الصغيرة إلى حقيبته بسرعة فائقة وابتسم، يقرأ التايمز والجارديان يوميا في مكتبة الجامعة، ولا يتابع التلفزيون إلا لماماً لكنه يتابع برنامجا شهيا على إذاعة (ريل راديو نورث ويست) هذا البرنامج يمتد إلى ساعة واحدة، يذيع فقط أنباء سعيدة طريفة يستقبلها من مستمعيه، لدى روشان ميزة استثنائية تكمن في الاحتفال بالأشياء الصغيرة سعادة تفيض من وجهه عندما يعثر على كتاب أو جملة جذابة في رواية.

تجاوز روشان الفقر المدقع الذي كان يرزح تحت وطأته في مسقط رأسه، وظروف صعبة عاشها في بريطانيا بفضل ابتسامته التي ورثها من والدته. يتذكر أمامي دائما كلمات أمه عندما كان صغيرا: "لا تحزن لأنك لا تملك حذاء، بل افرح لأن لديك جوربا".

ويكمل الكاتب هنا: على النقيض تماما من روشان لدي صديق عابس وقانط على الدوام، لم أشاهده مبتسما قط كل الأفراح يحولها إلى أتراح، عندما باركت له التخرج صعقني قائلا: "اخفض صوتك من يسمعك سيعتقد أنني حصلت على وظيفة أو ورثت مالا؟" وحينما هنأته بطفله الأول، سحب يدي بصرامة حتى كاد أن ينزعها ثم قال: " احذر لا تنجب مبكرا منذ أن أبصر طفلي النور وأنا لا أعرف النوم"!!، إذا ابتسمت أمامه عاقبني قائلا: "سيجيء لك يوم وتبكي"!!، وإذا وجدني مهموما زاد همي هما بقوله: "قطعا، تفكر في دراهمك؟".

صديقي هذا لا يمثل حالة شخصية، بل واقع الكثير من الذين ينظرون للنصف الفارغ من الكأس، وينقلون عدوى الإحباط لأترابهم ليسود جو عارم من الانهزامية والخيبة والحزن!.

خاطرة

هناك أناس يخلقون الهم والحزن لأنفسهم وهم بخلاء السعادة، يستبخل على نفسه الابتسامة والفرح، ويخاف لو حدث معه شيء جميل أو رائع أن تحسده، ولربما يخاف من أن يحسد نفسه، أفرح واستمتع بأبسط الأشياء بكوب قهوة، برسالة فيها كلمة جميلة، بثياب جديدة، بجو رائع، تخلص من الاحباط والقلق والتذمر، فالحياة تستحق أن نتعلق بها بسعادة ورضا أكثر، فكلما زاد رضانا بما نملك أعطتنا فوق ما نتمنى.

[email protected]

مساحة إعلانية