رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

3910

جابر محمد المري

المثاليات الزائفة

09 فبراير 2021 , 02:00ص

مما يُحكى أن زوجاً دخل على زوجته فوجدها تبكي فسألها عن السبب فقالت: إن العصافير التي فوق شجرة بيتنا تنظر لي حينما أكون بدون حجاب، وهذا قد يكون فيه معصية لله، فقبّلها الزوج بين عينيها على عفتها وخوفها من الله وأحضر فأساً وقطع الشجرة، وبعد أسبوع من هذه الحادثة عاد من العمل مبكراً فوجد زوجته نائمة في أحضان عشيقها!

لم يفعل شيئاً سوى أنه أخذ ما يحتاجه وهرب من المدينة من غير رجعة، فوصل إلى مدينة بعيدة فوجد الناس يجتمعون قرب قصر الملك، فلمّا سألهم عن السبب قالوا خزينة الملك قد سُرقت، في هذه الأثناء مرّ رجلٌ يسير على أطراف أصابعه فسأل من هذا؟ قالوا هو شيخ المدينة ويمشي على أطراف أصابعه خوفاً من أن يدعس نملة فيعصي الله!

فقال الرجل: تالله لقد وجدت السارق.. أرسلوني للملك، فقال للملك: إن الشيخ هو من سرق خزينتك وإن كُنت مُدعياً فاقطع رأسي!

فأحضر الجنود الشيخ وبعد التحقيق اعترف بالسرقة!

فقال الملك للرجل: كيف عرفت أنه السارق؟

فقال الرجل: حينما يكون الاحتياط مبالغاً فيه والكلام عن الفضيلة مبالغاً به فاعلم أنه تغطية لجرمٍ ما! انتهت القصة.

ولو تمعنّا جيداً لوجدنا أن هذه القصة تحاكي واقعاً ملموساً نعيشه في وقتنا الراهن، فأصبحنا وأمسينا على المتناقضات التي تعكس مثاليات زائفة يرتديها رجال ونساء يُخفون صورهم الحقيقية خلفها لتناقض ما يدعونه من قيم ومبادئ ليست فيهم وبعيدة عنهم بُعد الشمس عن الأرض!

فبينما يحرصون على زيارة الناس في أفراحهم وأحزانهم نجدهم في الحقيقة ليسوا إلّا عاقّين في والديهم قاطعي رحم ذميمي خُلق ليس لهم نصيب من الأجر في شيء، وحقيقتهم تقول بأنهم يُراؤون الناس ونفاقهم للمجتمع سوّل لهم بأن يُظهروا لهم بأنهم مثاليون أصحاب قيم ومبادئ!

وذاك أو تلك يُظهرون حبهم للناس ويدّعون أمنياتهم لهم بالخير وهم في دواخل نفوسهم يتجرعون كأس الحسرة والحسد والغل عليهم مما وهبهم الله من ولد أو مال أو محبة من الناس وودوا لو أن الله يُزيل عنهم هذه النعم، وللأسف هذه الفئة التي تدّعي هذه المثاليات الزائفة في تزايد ملحوظ في ظل ما نعيشه من تهافت وتنافس في جمع المال وتبوؤ المناصب والتقرب من أصحاب الحظوة وعلية القوم حتى تبلغ أعلى مراتب التفاخر بها أمام الناس!

نفاقٌ اجتماعي بلغ أعلى ذروته في زماننا هذا، في وقت غابت عنه المثالية الصادقة والقيم والمبادئ النبيلة ليرتدي ممتطو صهواتها ثياب الرياء وزيف المشاعر والتفاخر والحسد والكِبر، حتى أصبحنا لا نفرق بين أصحاب المثاليات الصادقة ونقيضهم من أصحاب المثاليات الزائفة إلا بالمواقف ونوائب الدهر!

◄ فاصلة أخيرة

يوجد في حياتنا أشخاص صرعونا وأزكموا أنوفنا بالمثاليات، وآن لنا أن نُزيحهم من حياتنا لأنهم ليسوا إلا صفراً على الشمال ومصدر خطرٍ بيننا وبين من نُحب من إخوة النقاء والصفاء!

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq عملية رفح وكشف سلوك نتنياهو

منذ عدة أشهر تتوعد الحكومة والجيش الصهيوني بالدخول إلى رفح وكان قد دخل كافة أجزاء قطاع غزة خلال... اقرأ المزيد

69

| 08 مايو 2024

alsharq السمعة الطيبة.. وسر بقاء المؤسسات

«إن تحمل المسؤولية تجاه المجتمع هو سر بقاء شركتنا، وخلاصة تجربتنا، وهو أيضًا وعدنا الدائم». هكذا قال المدير... اقرأ المزيد

81

| 08 مايو 2024

alsharq نعمة.. التي أصبحت نقمة

مازالت تداعيات اعتصام طلاب جامعة كولمبيا مستمرة الى اليوم بعد ما بدأت شراراتها التي تحولت من اعتصام عادي... اقرأ المزيد

78

| 08 مايو 2024

مساحة إعلانية