رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

1991

د. أحمد القديدي

ما وراء قول ماكنزي: (قطر دولة مركزية في الشرق الأوسط)؟

12 فبراير 2021 , 02:00ص

تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة النظر في السياسة المتبعة في ملف العلاقات مع إيران وفي الشرق الأوسط عموما، إذ تقدمت المساعي لإحداث تطورات حقيقية في هذا السياق مع وصول الرئيس الأمريكي جوبايدن إلى البيت الأبيض، كما كنا نتوقع وكما لم يتوقع البعض من العرب الذين مع الأسف وضعوا "كل بيضهم في سلة ترامب" واليوم يتكلم قائد القيادة الوسطى للجيوش الأمريكية الجنرال (فرانك ماكنزي) بلسانين مزدوجين: لسان الرئاسة الأمريكية الجديدة ولسان البنتاغون، ليؤكد تصريحه هذا بأن لا اختلاف - كما كان في السابق - بين البيت الأبيض والبنتاغون. فما معنى أن يقول الجنرال في هذا التوقيت بالذات " إن قطر دولة مركزية في الشرق الأوسط وإن لها دورا كبيرا كشريك في مقاومة الإرهاب وإحلال السلام؟

وأشار موقع "ديفانس وان" إلى تصريحات قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي فرانك ماكنزي، التي تحدث فيها عن وجود فرص لتحقيق تقدم حاسم في سياق العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد تنصيب بايدن، كما ذكر الموقع أن ماكنزي قال: إن "الولايات المتحدة سعت إلى عدم اندلاع الحرب مع إيران خلال الأشهر القليلة التي سبقت تنصيب بايدن"، مضيفا أن "إدارة الرئيس الجديد ستعيد النظر في السياسة الأمريكية المتبعة إلى حد اليوم مع الرئيس ترامب، لأنها كانت سياسة وصفها المراقبون بأنها "متهورة" و"منحازة" لأنها تدفع نحو الحرب، والحرب عموما كما نعلم لن تحل المعضلة وستكون عواقبها وخيمة على السلام وعلى حلفاء الولايات المتحدة بشكل خاص. ومعلوم أن هذه التصريحات جاءت قبيل الزيارة التي يؤديها الجنرال الى عديد دول المنطقة تمهيدا لزيارة وزير الدفاع الجديد (لويد أوستن) إلى نفس الدول ومن أهم التصريحات قول الجنرال بأن غايتين أساسيتين تتطلع إلى تحقيقهما الولايات المتحدة اليوم وهما (1) منع إيران من امتلاك السلاح النووي و(2) إنهاء الحرب في اليمن.

كما أوضح الجنرال موقف البيت الأبيض من قضية عقود بيع السلاح لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، فأكد أن البنتاغون سيواصل تزويد المملكة بأسلحة الدفاع عن أراضيها وسيادتها وأمنها كدولة حليفة وصديقة لأمريكا لكن إدارة الرئيس بايدن لن تساعد الحلفاء على مواصلة حرب اليمن. وهنا نضع قرار الرئيس بايدن سحب الجماعة الحوثية من قائمة المنظمات الإرهابية وهو قرار رحب به الحوثيون وإلى حد علمنا لم تعارضه أو تندد به أية دولة منخرطة في الحرب اليمنية، لأنه قرار سيضطر جميع الأطراف المتصارعة أو المتحالفة في اليمن إلى المشاركة الناجعة في وصول المعونات الدولية إلى شعب اليمن وهو يعاني من الجوع والأوبئة ( من الطاعون إلى الكورونا) وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض (جين كاسي) يوم الأربعاء الماضي بأن الرئيس بايدن يعتبر إنهاء حرب اليمن واجبا أخلاقيا واستراتيجيا لواشنطن، حتى يتسنى للولايات المتحدة الشروع في حلحلة مأساة الشرق الأوسط الكبير المستمرة منذ ثمانين عاما، ولم تجد انفراجا في كنف الوساطات الأمريكية المتعاقبة أو القرارات الأممية المتراكمة منذ 1947 الى اليوم. وأضافت السيدة (كاسي) أنه من نذر المخاطر الإقليمية أن الصراع العربي الإسرائيلي تفرع إلى أذرع عديدة في سوريا والعراق ولبنان والأردن واليمن بل امتدت أيدي الإرهاب انطلاقا منه الى مناطق بعيدة من العالم.

وإني أنقل للقراء الكرام أعمق ما كتب عن هذا المحور بين المراقبين العرب وهو تحليل الزميل الأستاذ صلاح الدين الجورشي في صحيفة (العربي 21 اللندنية) حيث قال:" منذ أن دخل جوبايدن البيت الأبيض والعالم يتنفس الصعداء تدريجيا رغم ما يقال من أن السياسة العالمية محكومة بآليات وموازين القوى، إلا أن ذلك رغم أهميته لا يقلل من تأثير الأفراد وأمزجتهم وأفكارهم وطموحاتهم وحساباتهم الصغيرة على الأوضاع وأحيانا على العالم إذا كان هؤلاء يحكمون في دول كبرى. لقد تنفس العالم الصعداء بخروج ترامب من لعبة السياسة، لأنه رفض احترام قواعد التعامل العقلاني مع العالم ومع الطبيعة وظن بكونه الأقدر على إعادة صياغة الحياة البشرية وترتيب المنظومة العالمية بالقوة والعنجهية ثم فجأة أخذت الملفات الملغومة والمعقدة تنحل الواحد تلو الآخر، فعادت الأسرة الخليجية إلى الالتفاف من جديد حول خيمتها السابقة وفتحت الحدود وتعانق الخصوم وعاد كل سفير إلى سفارته وتوقفت طبول الحرب وبدأ سلام جديد" ولا ننسى من جهتنا أن الحرب الأهلية الليبية وجدت طريقها نحو الحل السلمي وفي كل هذه التحولات المبشرة بالخير لم تكن دولة قطر بدبلوماسيتها القائمة على القيم والمبادئ بعيدة ولم تتردد يوما في نصرة الحق، بل لم تنفك تساهم بقسط كبير في الاصداع بالحق وأول مواقفها المشرفة تعلقت بالملف الفلسطيني وصيانة حقوقه وإغاثة شعبه. وهو ما ترسخ في عقيدة الولايات المتحدة في عهد بايدن حين اعتبر الجنرال ماكنزي دولة قطر دولة محورية في سلام الشرق الأوسط.

كاتب تونسي

[email protected]

مساحة إعلانية