رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة النظر في السياسة المتبعة في ملف العلاقات مع إيران وفي الشرق الأوسط عموما، إذ تقدمت المساعي لإحداث تطورات حقيقية في هذا السياق مع وصول الرئيس الأمريكي جوبايدن إلى البيت الأبيض، كما كنا نتوقع وكما لم يتوقع البعض من العرب الذين مع الأسف وضعوا "كل بيضهم في سلة ترامب" واليوم يتكلم قائد القيادة الوسطى للجيوش الأمريكية الجنرال (فرانك ماكنزي) بلسانين مزدوجين: لسان الرئاسة الأمريكية الجديدة ولسان البنتاغون، ليؤكد تصريحه هذا بأن لا اختلاف - كما كان في السابق - بين البيت الأبيض والبنتاغون. فما معنى أن يقول الجنرال في هذا التوقيت بالذات " إن قطر دولة مركزية في الشرق الأوسط وإن لها دورا كبيرا كشريك في مقاومة الإرهاب وإحلال السلام؟
وأشار موقع "ديفانس وان" إلى تصريحات قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي فرانك ماكنزي، التي تحدث فيها عن وجود فرص لتحقيق تقدم حاسم في سياق العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد تنصيب بايدن، كما ذكر الموقع أن ماكنزي قال: إن "الولايات المتحدة سعت إلى عدم اندلاع الحرب مع إيران خلال الأشهر القليلة التي سبقت تنصيب بايدن"، مضيفا أن "إدارة الرئيس الجديد ستعيد النظر في السياسة الأمريكية المتبعة إلى حد اليوم مع الرئيس ترامب، لأنها كانت سياسة وصفها المراقبون بأنها "متهورة" و"منحازة" لأنها تدفع نحو الحرب، والحرب عموما كما نعلم لن تحل المعضلة وستكون عواقبها وخيمة على السلام وعلى حلفاء الولايات المتحدة بشكل خاص. ومعلوم أن هذه التصريحات جاءت قبيل الزيارة التي يؤديها الجنرال الى عديد دول المنطقة تمهيدا لزيارة وزير الدفاع الجديد (لويد أوستن) إلى نفس الدول ومن أهم التصريحات قول الجنرال بأن غايتين أساسيتين تتطلع إلى تحقيقهما الولايات المتحدة اليوم وهما (1) منع إيران من امتلاك السلاح النووي و(2) إنهاء الحرب في اليمن.
كما أوضح الجنرال موقف البيت الأبيض من قضية عقود بيع السلاح لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، فأكد أن البنتاغون سيواصل تزويد المملكة بأسلحة الدفاع عن أراضيها وسيادتها وأمنها كدولة حليفة وصديقة لأمريكا لكن إدارة الرئيس بايدن لن تساعد الحلفاء على مواصلة حرب اليمن. وهنا نضع قرار الرئيس بايدن سحب الجماعة الحوثية من قائمة المنظمات الإرهابية وهو قرار رحب به الحوثيون وإلى حد علمنا لم تعارضه أو تندد به أية دولة منخرطة في الحرب اليمنية، لأنه قرار سيضطر جميع الأطراف المتصارعة أو المتحالفة في اليمن إلى المشاركة الناجعة في وصول المعونات الدولية إلى شعب اليمن وهو يعاني من الجوع والأوبئة ( من الطاعون إلى الكورونا) وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض (جين كاسي) يوم الأربعاء الماضي بأن الرئيس بايدن يعتبر إنهاء حرب اليمن واجبا أخلاقيا واستراتيجيا لواشنطن، حتى يتسنى للولايات المتحدة الشروع في حلحلة مأساة الشرق الأوسط الكبير المستمرة منذ ثمانين عاما، ولم تجد انفراجا في كنف الوساطات الأمريكية المتعاقبة أو القرارات الأممية المتراكمة منذ 1947 الى اليوم. وأضافت السيدة (كاسي) أنه من نذر المخاطر الإقليمية أن الصراع العربي الإسرائيلي تفرع إلى أذرع عديدة في سوريا والعراق ولبنان والأردن واليمن بل امتدت أيدي الإرهاب انطلاقا منه الى مناطق بعيدة من العالم.
وإني أنقل للقراء الكرام أعمق ما كتب عن هذا المحور بين المراقبين العرب وهو تحليل الزميل الأستاذ صلاح الدين الجورشي في صحيفة (العربي 21 اللندنية) حيث قال:" منذ أن دخل جوبايدن البيت الأبيض والعالم يتنفس الصعداء تدريجيا رغم ما يقال من أن السياسة العالمية محكومة بآليات وموازين القوى، إلا أن ذلك رغم أهميته لا يقلل من تأثير الأفراد وأمزجتهم وأفكارهم وطموحاتهم وحساباتهم الصغيرة على الأوضاع وأحيانا على العالم إذا كان هؤلاء يحكمون في دول كبرى. لقد تنفس العالم الصعداء بخروج ترامب من لعبة السياسة، لأنه رفض احترام قواعد التعامل العقلاني مع العالم ومع الطبيعة وظن بكونه الأقدر على إعادة صياغة الحياة البشرية وترتيب المنظومة العالمية بالقوة والعنجهية ثم فجأة أخذت الملفات الملغومة والمعقدة تنحل الواحد تلو الآخر، فعادت الأسرة الخليجية إلى الالتفاف من جديد حول خيمتها السابقة وفتحت الحدود وتعانق الخصوم وعاد كل سفير إلى سفارته وتوقفت طبول الحرب وبدأ سلام جديد" ولا ننسى من جهتنا أن الحرب الأهلية الليبية وجدت طريقها نحو الحل السلمي وفي كل هذه التحولات المبشرة بالخير لم تكن دولة قطر بدبلوماسيتها القائمة على القيم والمبادئ بعيدة ولم تتردد يوما في نصرة الحق، بل لم تنفك تساهم بقسط كبير في الاصداع بالحق وأول مواقفها المشرفة تعلقت بالملف الفلسطيني وصيانة حقوقه وإغاثة شعبه. وهو ما ترسخ في عقيدة الولايات المتحدة في عهد بايدن حين اعتبر الجنرال ماكنزي دولة قطر دولة محورية في سلام الشرق الأوسط.
كاتب تونسي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
للأسف صرنا نسمع عن تلك القضايا التي تم القبض فيها على أشخاص خانوا الأمانة التي وُكِّلَت لهم في العمل وهو في خدمة الوطن الذي وفر لهم الراتب المناسب والمعيشة الطيبة والسكن المريح وكل أنواع الترفيه في البلاد وأهم من ذلك كله الأمن والأمان الذي نعيشه في هذا الوطن والعين الساهرة على ذلك. هؤلاء الأشخاص الذين وضعوا ضميرهم في ثلاجة الموتى وتغافلوا عن رب يراقبهم ويتابع أعمالهم ويحصيها عليهم كل ثانية من حياتهم، رب يدركون ويعلمون أنه البصير والسميع والعالِم بكل الخفايا في النفوس والصدور، وضيعوا الأمانة التي كان لابد من أدائها بكل إخلاص وصدق وإنهاء معاملات المواطن والمقيم الذي يضع أمله في أن تنتهي في أقصر وقت ولكنهم لم يصدقوا في ذلك مما أخَّرَ هذه المعاملات، بل إنهم يتناسون تلك الأعمال ويغفلون عنها لسنوات، وتضيع حقوق أناس بسبب ذلك وهم يلهون ويلعبون ويقضون أوقاتاً سعيدة خلال ساعات العمل التي يحاولون بشتى الطرق والوسائل أن يجدوا المخرج منها حتى لو كانت تلك الطرق غير سليمة وتخالف التعليمات، وهؤلاء للأسف يفعلون ذلك دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو تأنيب ضمير، وقد يكون هناك من يساعدهم على ذلك من القائمين على العمل وممن تهاونوا في أداء الواجب. ألا يشعر هؤلاء وهم يستلمون الراتب آخر الشهر أنهم لا يستحقونه لأنهم لم يؤدوا العمل الذي يتوجب أن يحصلوا على هذا الراتب بسببه؟!، ألم يسألوا أنفسهم ولو لمرة واحدة هل لديهم فكرة عن العمل الذي تم أداؤه، وكيف سيطعمون أهلهم من هذا المال الذي أخذوه من غير وجه حق؟! وغيرهم من استحلَّ المال العام وبدأ يستنزف منه ويغرف بدون أي إحساس بالذنب ولا تأنيب ضمير عندما يعلن عن مبالغ لم تستخدم فيما أُعْلن عنه من خدمات وأدوات لم تكُن موجودة ولم يتم شراؤها ألا على ورق مُلطخ بأيدٍ ملوثة بالسرقة والخيانة للوطن والاستيلاء على أموال الدولة لمصالح خاصة أثروا من ورائها بدون وجه حق، ولا نعتقد أنهم لا يعلمون أن ما يفعلون سرقة ونصب يستحقون عليه قطع اليد كما هو الحكم الشرعي للسارق قال تعالى (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). إن هذا الأمر لا شك أنه لا يحتاج إلى رقابة من الدولة ومن الهيئات المسؤولة أكثر ما يحتاج إلى رقابة ذاتية تنبع من نفس طاهرة نقية ترفض الحرام وتنوء عن اتباع طريق الخطأ والاستيلاء على حقوق العباد من أموال الدولة التي تنفقها في سبيل خدمتهم وسعادتهم وما يقومون به من عمل مخلص من أجل الوطن، وقبل كل شيء نفس تخشى الله وتخاف عقابه الذي لا شك أنه أشد وأقوى من عقاب الدنيا. إن ما يفعله هؤلاء هو وقوف في وجه التنمية والتطور ومحاولة القضاء على أمن وأمان البلاد وخيانة للوطن الذي أعطى ولم يبخل، فيجب مراعاة الله عز وجل في كل أمور حياتنا وصيانة الأمانة التي عجزت عن حملها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان الذي كان ظلوما جهولا، والأمانة الذي حملها الإنسان (هي التعفف عما يتصرف فيه الإنسان من مال وغيره، وما يوثق به من الأعراض والحرم مع القدرة عليه، ورد ما يستودع إلى مودعه). ولكن الإنسان لم يستطع صيانة الأمانة وخان القيام بها لجهله وظلمه. يجب أن توضع إستراتيجية من أجل الرقابة الدائمة على المال العام والمحاسبة أولا بأول على كل ما يخص هذا المال، والله يحفظ البلاد والعباد من كل من تُسول له نفسه الخيانة وخاصة أمن البلاد وأمانه.
1848
| 05 مايو 2024
شهدت أوروبا في عصر التنوير حركة فكرية وثقافية كبيرة قادها مثقفون مثل فولتير، وديدرو، وروسو، والعديد من الفلاسفة والكتاب والمفكرين. هؤلاء المثقفون التنويريون شككوا في السلطات التقليدية، ودافعوا عن العقلانية والحرية الفكرية، ودعوا إلى إصلاح المجتمع وتحريره من قيود الجهل والخرافات. في الوقت نفسه، شهد العالم العربي في القرن التاسع عشر حركة نهضة فكرية وثقافية مماثلة، قادها رواد مثل: (رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وقاسم أمين)، وغيرهم. هؤلاء الرواد دعوا إلى التحرر من التقاليد الجامدة، واعتماد العقلانية والعلم، وتحديث المجتمعات العربية، واستلهام المنجزات الغربية في مجالات المعرفة والتقدم. يمكن تعريف المثقفين التنويريين الغربيين بأنهم: (مجموعة من المفكرين، والفلاسفة الذين اتخذوا دورًا مهمًا في نهضة أوروبا. وكانوا يدافعون عن التغيير والتحديث والإصلاح من خلال الكتابة والنقد والتدوين. وقدموا آراءهم حول العلوم، والفلسفة، والسياسة، والاجتماع). في حين يعرف رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر بأنهم: (مجموعة من المفكرين والشعراء، والقادة العرب الذين اتخذوا دورًا مهمًا في النهضة العربية في القرن التاسع عشر. وقدموا أفكارهم، وآراءهم حول الثقافة، والسياسة، والاجتماع، والعلم. وقاموا بتشكيل مؤسسات للتنمية والتطوير والتعميق في الثقافة العربية). على الرغم من أن هناك العديد من أوجه التشابه بين دور المثقفين التنويريين الغربيين ورواد النهضة العربية. فكلاهما سعى إلى تحرير العقول من القيود التقليدية، ونشر أفكار التنوير والتقدم، وإحداث تغيير جذري في المجتمعات التي عاشوا فيها. كما حملوا مشعل العقلانية والعلم في مواجهة الجهل والخرافات السائدة. إلا أن هناك اختلافات في السياق التاريخي والثقافي الذي عمل فيه كل منهما. فالمثقفون التنويريون الغربيون كانوا جزءًا من حركة فكرية أوسع في أوروبا، مدعومين بالتطورات العلمية والفلسفية والسياسية في ذلك الوقت. أما رواد النهضة العربية، فقد كانوا أصواتًا منفردة في بيئة محافظة، وواجهوا معارضة شديدة من السلطات الدينية والسياسية القائمة. في الوقت الحاضر، هناك حاجة ماسة لدور مماثل للمثقفين العرب في قيادة نهضة فكرية وثقافية جديدة في العالم العربي. فالمنطقة تواجه تحديات كبيرة مثل الصراعات، والتطرف، والتخلف العلمي والتقني، وضعف الحريات والديمقراطية. ويُنتظر من المثقفين العرب أن يكونوا صوتًا للتنوير والإصلاح، وأن يدفعوا بمجتمعاتهم نحو الأمام باعتماد العقلانية والعلم والانفتاح على الآخر. وعليه يجب على المثقفين العرب أن يدركوا السياق المعقد للعالم العربي الحديث، وأن يستلهموا الدروس من تجارب رواد النهضة السابقين. عليهم أن يكونوا حذرين من الوقوع في فخ النزعة الاستعلائية الغربية، وأن يحافظوا على الهوية الثقافية العربية مع الانفتاح على الآخر. كما يجب عليهم أن يكونوا واقعيين في توقعاتهم، ويدركوا أن التغيير الحقيقي يتطلب الصبر والمثابرة على المدى الطويل. في النهاية، إن دور المثقفين في قيادة النهضة هو دور حيوي ومصيري للمجتمعات. وعلى المثقفين العرب أن يستلهموا من تجارب الماضي، ويواجهوا تحديات الحاضر بشجاعة وعزم، لصياغة مستقبل أفضل لشعوبهم والإنسانية جمعاء.
1800
| 07 مايو 2024
لماذا يضطر الموظفون في محيط الوزارات أو المؤسسات إلى طرق أبواب مديري مكاتب الوزراء ومن ينوب عنهم ممن يتعاملون مع طلبات المتضررين أو المتظلمين في تلك المؤسسات بطريقة تشعرهم أن مجرد إبلاغهم بالموافقة على طلبهم مقابلة سعادته يعد مكرمة وطنية كبرى؟! وقبل ذلك لماذا يصل الحال بأحد منسوبي الوزارات الموظفين على اختلاف مهامهم ودرجاتهم الوظيفية إلى التردد على مكتب الوزير أو وكيل الوزارة مرارا وتكرارا، كي يحظى بمجرد رد السلام عليه من مديري مكاتبهم أو سؤالهم عما أتى بهم إلى تلك المكاتب الوثيرة والتماس النظر في مطلبه، دون الحصول على إجابات شافية تكفيهم عناء المراجعات وضياع الأوقات في انتظار تلقي رد مقنع، وإعادة شرح الموضوع محل النظر، علما بأن أغلب الموظفين الذين يلجؤون إلى مكاتب الوزراء وكبار المسؤولين هم من قدامى الموظفين المواطنين ذوي الخبرة والخدمة الطويلة وممن أفنوا جل أعمارهم في أداء رسالتهم الوظيفية الوطنية بجد ومثابرة، وقد سبق كثير منهم أولئك الوزراء في عملهم في الوزارات والمؤسسات بسنوات عديدة مما يشعرهم بالغبن ونقص التقدير، إلى أن يتلقى أحدهم خطابا رسميا من جهة عمله تفيده ببلوغ السن القانونية والإحالة إلى التقاعد؟!. ألم يكن ممكنا أن يقوم رؤساء الأقسام والمديرون والوكلاء المساعدون بتيسير أمور الموظفين المتضررين وكل من يقدم إليهم مقترحا أو يصرح بتحفظه على بعض القرارات أو الإجراءات من واقع خبراته وحرصه على أداء واجبه، أو يلتمس تصحيح أوضاعه المادية أو الوظيفية وما يتصل بها من حقوق أدبية ومالية. وكان في مقدورهم أن يتجاوبوا مع مطالب وحالات موظفيهم بكل أريحية قبل إلجائهم إلى طلب مقابلة الوزير، ثم ينقم هذا المسؤول أو المسؤولة على ذلك الموظف الذي اضطر الى رفع أمره لمكتب الوزير، وقد يتخذون بحقه إجراءات تأديبية! ولابد هنا من توضيح مفهوم نصحح به أسلوبا شائعا لدى مديري مكاتب الوزراء ومن يقوم مقامهم بأن مجرد موافقة أصحاب السعادة هؤلاء على مقابلة من يطلب مقابلتهم ليس هدفا في حد ذاته، وليس مكسبا أو فوزا ثمينا يستحق أن يتوسل الموظف أو صاحب الحاجة ويستجدي بعض موظفي مكاتب الوزراء ليسمحوا له بتقديم طلب مقابلة الوزير، إن لم تكن نتيجة المقابلة مع سعادته محققة لما انتظره طالب المقابلة لأسابيع أو أشهر بل سنوات كي يبت هذا الوزير أو ذاك في أمره برفع الظلم عنه ومنحه كافة حقوقه أو رد اعتباره بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، وإلا فما جدوى تحديد يوم وساعة وجلسة يستمع فيها الوزير لشكاوى ومطالب موظفي وزارته، ناهيكم عن مطالبات ومناشدات الجمهور المستهدف من خدماتها؟!. نعم لست أعمم الحكم في ذلك على كافة الوزارات والوزراء، لكن هذه الحالة المثيرة للامتعاض والرفض تشيع وتتكرر في وزارات عدة تضيع معها أوقات وجهود يتردد خلالها موظفون وآخرون غيرهم على مكتب مدير الوزير ومساعديه. وإلى كل وزير أو رئيس تنفيذي في كل وزارة ومؤسسة نقول: من حقك علينا أن نلقي عليك السلام حينما نراك في أي مناسبة أو مكان، وأن نوصيك بتقوى الله وأداء الأمانة الموكلة إليك، أما إذا أتيحت لنا فرصة مقابلتك بعد استنفاد كافة الحلول والمحاولات فلن تكون غاية آمالنا ومنتهى مطالبنا أن ترد علينا السلام متبسما أو تستمع إلينا بينما يشير لنا مدير مكتبك بإنهاء المقابلة والتحجج بالتزامات سعادتك وازدحام جدولك، دون أن نحصل منك على إجابة شافية كافية وتوجيها عمليا يثبت لنا حقوقنا الوظيفية والمادية التي حرمنا منها أو تم انتقاصها، ولولاها لما طرقنا أبواب سعادتك، وهل يرضيك أن يرفع الموظفون القضايا ضد الوزارات في المحاكم الإدارية كي تنصفهم وترد مظالمهم؟. لذلك فلا أستبعد أن ينقلب الحال ليكون الموظف المتضرر هو من يقدم اعتذاره عن مقابلة سعادة الوزير. قبل أن يستلم الموظف المتظلم رسالة اعتذار عن مقابلته من مكتب سعادته فلا يجد لشكواه بعد الله إلا اللجوء للمحاكم ليصبح الموظف خصما للجهة التي يعمل لديها. اللهم بلغت اللهم فاشهد، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
1644
| 07 مايو 2024