رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

1555

د. أحمد القديدي

الولايات المتحدة تعود إلى العالم حسب بايدن

19 فبراير 2021 , 01:30ص

عبر الرئيس بايدن بمنطق رجل الدولة هذا الأسبوع عن ارتياحه لنجاة سلفه الرئيس ترامب من إدانة الكونغرس عند محاكمته الدستورية، وفسر أحد كبار المشرعين الجمهوريين هذا الارتياح بكونه صادرا عن رئيس لا يحمل حقدا شخصيا ضد من سبقه في البيت الأبيض، وكذلك بأنه لا يرضى أن تنقسم الأمة الأمريكية نصفين: نصف معه ونصف ضده ولأن النصف الذي انتخب ترامب أكيد أنه سيشعر بأن زعيمه غير معترف له بأي مكسب وارتياح الرئيس بايدن يدل على حكمة وتبصر من رئيس تم انتخابه على كل حال بأغلبية دستورية قانونية لكنها لا توفر له هامشا كبيرا من الغاء مشاعر كل من انتخب ترامب وسانده. لكن الرئيس بايدن اتخذ قرارات جريئة لانجاز ما سماه:"اعادة الولايات المتحدة إلى فلكها الدولي" عوض الشعار الذي رفعه ترامب وهو:" أمريكا أولا" وهو شعار يراه الديمقراطيون انعزاليا وغير واقعي.

وهذه العبارة جاءت على لسان الرئيس الجديد جوبايدن يوم العشرين من يناير ثم كررها بالحاح في أول خطاب له في وزارة الخارجية ولم تمر تلك الكلمة المفتاح مرور الكلمات العادية بل ان محررة وكالة (بلومبيرغ) الصحفية المخضرمة (سلفيا توميسن) اقترحت أن تكتب على لوحة رخامية في مدخل البيت الأبيض لمدة أربعة أعوام (أريد أن أعيد الولايات المتحدة العظيمة إلى العالم) وساندتها صحف كبرى مثل (الواشنطن تايم) ومجلة (أنتليجنس ريفيو) الشهرية وبالفعل فإن الشعور العام لدى مواطني أمريكا والعالم هو أن عهد (دونالد ترامب) تميز بل انفرد بعزل بلاده عن العالم، فانسحب من منظمة اليونسكو ومن منظمة الصحة العالمية ومن المعاهدة الدولية لحماية البيئة المعروفة باسم اتفاق باريس ثم قطع المعونة الأمريكية عن وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وانسحب بصخب من المعاهدة الخاصة بالنووي الايراني الموقعة مع (أوباما) وخمس دول كبرى مع وزير خارجية إيران وبعد ذلك شرع في بناء الجدار العازل الأسطوري بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي بقي أثرا تاريخيا كالمعلم الفرعوني، وأصدر قرارا غريبا بإدانته منظمة الأمم المتحدة يمنع دخول الولايات المتحدة عن مواطني جميع الدول ذات الأغلبية المسلمة! ولم تبالغ صحيفة (الغارديان البريطانية) حين قالت إن هذه الممارسات غير المسبوقة عزلت دولة عظمى عن بقية العالم وألغت رسالة الدبلوماسية الأمريكية بينما هي الأنشط في العلاقات الدولية ليعوضها (ترامب) بتغريدات شهيرة على تويتر تصدر عنه شخصيا صباح كل يوم لتعلن "مفاجأة" ما! ففي أول خطاب في عهد رئاسته وعد الرئيس بايدن بعهد جديد سيتميز بطي صفحات يعتبرها انعزالية في السياسة الخارجية في عهد سلفه ترامب قائلا: "إن أمريكا عادت" على الساحة العالمية كلاعب كبير وتقليدي لم يغب عنها كامل القرن العشرين وإلى اليوم! بعد أن اختار لها ترامب لأسباب لم تقنع الرأي العام العالمي سياسات الانسحاب من منظمات دولية وأممية ومعاهدات ثنائية أو متعددة الأطراف سبق أن وقعتها الولايات المتحدة بقلم رئيسها أوباما. قال بايدن "لابد للقيادة الأمريكية أن تواجه هذه المرحلة الجديدة من تنامي النزعة السلطوية الروسية والصينية لمنافسة الولايات المتحدة بل عزم روسيا على الاضرار بديمقراطيتنا وافسادها (وهو يلمح بوضوح إلى ما اتهم به الرئيس ترامب من محاولات ادخال دول أجنبية في ترجيح كفة فوزه عام 2016) مؤكدا على مواجهة هذه التحديات الجديدة العالمية من الجائحة إلى أزمة المناخ إلى الانتشار النووي".

جاء في صحيفة (ايلاف) تعليق ممتاز نورد منه فقرة: "كان واضحاً في هذه الكلمة المفتاحية للسياسة الخارجية الأمريكية تمسك الرئيس بايدن باستعادة صورة الولايات المتحدة لاثبات قوة النموذج الديمقراطي الأمريكي الذي تعرض لاختبار صعب اثر الهجوم على مبنى "الكابيتول" من جانب أنصار الرئيس السابق في 6 يناير الماضي. لذا نلحظ أن بايدن كرر في خطابه قضايا ترتبط بالنهج الديمقراطي وما أسماه بالتيار السلطوي حتى أنه ركز في علاقة الولايات المتحدة مع روسيا على هذه الفكرة ساعياً إلى دحض الشكوك الدولية حول التزام الولايات المتحدة بالقيم الديمقراطية ومن ثم اقناع الرأي العام الأمريكي بضرورة التزام نهج دولي صارم دفاعاً عن الرخاء الأمريكي أو كما قال: "هذا الأمر مهم ليس فقط بالنسبة لحلفاء الأطلسي ولكن أيضاً بالنسبة لشركاء إستراتيجيين آخرين مثل دول مجلس التعاون التي لم تتأثر سلبياً بنهج ترامب حيال الحلفاء ولكنها ستكون بالتأكيد في وضع أفضل في ظل التزام بايدن بالتزامات بلاده حيال شركائها وحلفائها الاستراتيجيين. وهو ما اختصره بايدن في اشارته إلى أن أمن الأمريكيين يبدأ من قدرة بلاده على مساعدة الشعوب ومنحها فرصة لتحيا في أمان وهي في الحقيقة أفكار تتماشى مع أفكار الرئيس أوباما، ولكنها تمثل في المجمل قناعات تيار عريض من نخب الحزب الديمقراطي.

 أما الأمر الأخير الذي لاحظه المراقبون والخبراء هو أن نتنياهو مستاء من تأخر بايدن في الاتصال به كما فعل مع رؤساء الدول الحليفة رغم أن الناطق باسمه قال: "إن رئيس الوزراء نتنياهو غير منشغل بهذا التأخير... "لخص الزميل يوسف مكي هذا المنعرج بقوله: "بالكاد مر شهر منذ تسلم بايدن سدة الرئاسة فحدث انقلاب كبير في سياسة بلاده نقلها من العزلة التي فرضها سلفه ترامب. وكانت البداية هي العودة بقوة للساحة الدولية وتجديد الثقة في الاتفاقيات والمواثيق والتحالفات التي وقعتها بلاده.

كاتب تونسي

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq قطر المساندة الدائمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة

* هل وصلنا إلى نهاية حرب إبادة؟ ** رغم الخطوة الإيجابية التي اتخذتها حركة حماس بإبلاغ الوسيطين القطري... اقرأ المزيد

141

| 10 مايو 2024

alsharq حقاً طفل مختلف

طفلي مختلف، لكنه يتمتع بمواهب تختفي وراء سلوكه الذي يراه الجميع مزعج، يتحرك كثيرا لكن عقله مبدع ويفكر... اقرأ المزيد

96

| 10 مايو 2024

alsharq داء الاستحقاق !

انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح تساءلت حوله كثيرا هو ارتفاع سقف الثقة عند البعض “الاستحقاق العالي» لدرجة أنهم... اقرأ المزيد

93

| 10 مايو 2024

مساحة إعلانية