رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

1799

د. بثينة محمد الجناحي

بين الحشمة والهوية.. مسطرة!

23 فبراير 2021 , 02:00ص

تتكرر مسألة المطالبات بالاحتشام في المجتمع المحلي، ما بين المحاولات المستمرة عبر المبادرات والحملات التوعوية، بما فيها تحديداً مسألة الاحتشام في المجمعات التجارية. وإن دل هذا التكرار المستمر على شيء، فهو يدل على إشكالية يلتمسها المجتمع ويتنبأ لخطورتها للمستقبل لما يمس بالكيان الاجتماعي المحلي من خلال مواجهة غير مقبولة للعالم، حيث تتفاوت فيه مقاييس العري بشكل متفاوت! ولست هنا كي أحدد عن مدى رضا المجتمع حول إعادة تكرار هذه الحملات الترويجية مؤخراً للالتزام بالزي المحتشم في المجمعات التجارية، ولكنني وددت أن أعقب على الموضوع على أساس العرف الاجتماعي وارتباطه بالهوية الوطنية، ومدى ردعه لتقبل الأعراف الأخرى، ولا سيما بأن مسألة الاحتشام باتت متكررة على مسامع الكثيرين باعتبارها قضية أخلاقية على الصعيد المحلي لم يتطرق لها بعد بشكل تشريعي، حيث يكون لها قانون يدعم فاعليتها وتطبيق عقوباتها على المخالفين. وهذه مسألة تندرج تحت الحرية الشخصية والهوية الشخصية قبل أن تكون قضية تضع لها السلطة التشريعية معايير واضحة، إذ أن مسألة الاحتشام ليست إلا أخلاقيات توارثت عبر التاريخ وبمناظير الديانات المتعددة، كما كان لها الأثر في وضع حلول لإشكاليات سلوكية من خلال فرض توحيد الزي المدرسي على سبيل المثال في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كي تساهم في الحد من عمليات التخريب والعنف لدى جيل الشباب. بالتالي، تتفاوت مسألة الاحتشام في غاياتها، وتتباين القضايا من حيث الاعتماد على لبس معتمد وغير خادش للحياء في الأماكن العامة.

ومن الصعب في الحقيقة أن أقوم بربط مسألة الاحتشام بالهوية الوطنية. لأن باختصار الهوية تتمثل بشكل أساسي في مسألة تأصيل الموروث والحفاظ على الثقافة الشعبية، متمثلة في اللبس المحلي الذي يعكس الزي التقليدي للمنطقة، ولا يعكس بالضرورة الزي باعتباره محتشماً، وإلا كيف سنفسر هوية جزيرة غينيا الجديدة أو حتى مقاطعة بالي الإندونيسية في الملابس التقليدية من حيث عمومية الأجساد العارية كونها جزءا من ثقافة المجتمع. إذ تختلف معايير الاحتشام التي تعكس مفهوم الهوية. فنحن في هذه الحال لن نربط مسألة الاحتشام بأنها جزء من هوية وطنية وذلك بحكم عدم فرض عرفنا في اللبس التقليدي على السياح وزوار الدولة من الخارج. إنما يجيز أن نقول إن مثل هذه الحملات التي تتكرر بين الحين والآخر وفي أماكن محدودة ومغلقة، تعني بأن المسألة لا ترتبط بقانون نافذ يلزم الجميع على الاحتشام أو يتحمل من يخالف ذلك العقوبات، إنما تعكس المسألة احترام الأماكن العامة بما يليق لها، ومقدار التعرض المقبول لظهور الجسم، وهذا ما لاحظناه أيضاً في الحملة الأخيرة من حيث تحديد القياسات التي يسمح بها داخل المجمع التجاري.

الخلاصة: على قدر ما ان الهوية ثرية من ناحية الارتباط الوطني بما فيه من تفاصيل تلامس انتماء الفرد. إلا أن الموضوع لا يزال حملا ثقيلا على المفهوم نفسه، فلا نستطيع أن نضع الحشمة على شماعة الهوية، خاصة ونحن لا ندرك بان لكل فرد مساحة حرية خاصة والتي تعكس التعبير عن الشخصية من حيث المظهر، الملبس والتي لا تنعكس بالضرورة على هوية وطنية، خاصة وان كانت من وفود غربية وعمالة خارجية. ولكن يسعنا القول بأن هذا التكرار لمسألة الاحتشام ينبه على توقعات مستقبلية وغير مستبعدة أن تتكرر لمثل هذه الحملات مرة أخرى، فكيف يتقبل المجتمع الحرية الشخصية في المساحات المفتوحة خارج حدود المجمعات التجارية؟! فما بين الحشمة والهوية.. عرف من دون المسطرة!

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq أهمية وتوقيت منتدى قطر الاقتصادي

جاء توقيت إنشاء منتدى قطر الاقتصادي بعد تعافي العالم من الوباء عام ٢٠٢١، وذلك لمناقشة كيف يستطيع بناء... اقرأ المزيد

141

| 15 مايو 2024

alsharq كيف نتغلب على هموم الحياة؟

يحكى انه كان هناك إمبراطور، يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاءت «صورة» يقول للجنود:... اقرأ المزيد

252

| 15 مايو 2024

alsharq هل انتهت المسألة الشرقية؟

من المعروف أن منطقة الشرق الأوسط التي تتقاطع فيها ثلاث قارات، كانت مركزا محوريا لإمبراطوريات كبيرة مثل الحثيين... اقرأ المزيد

225

| 15 مايو 2024

مساحة إعلانية