رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

هنادي وليد الجاسم

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

2280

هنادي وليد الجاسم

التشريح الميتافيزيقي (2)

25 فبراير 2021 , 02:00ص

تحدثنا عن أن تعريف الصدمة هو عدم الإحساس بالأمان وفقدان السيطرة، حيث إننا عندما نرى موقفا صادما كحادث أو صورة مؤلمة أو احساس بالخطر يهدد الحياة، فإنه يكون لدينا صدمة عصبية، ولكن السؤال المتبادر في أذهاننا هل نحن نكمل الصدمة أم ننجو منها؟ وهنا يتبادر لدينا تساؤل ما الفرق بين إكمال الصدمة والنجاة منها؟.

النجاة من الصدمة هي أن تقوم بتخدير نفسك والانفصال عن الصدمة وما حدث، ومقاومة التعامل مع الحالة المشاعرية الحقيقية الناتجة عنها، النجاة من الصدمة تؤدي إلى قيام الجسم بالاحتفاظ بطاقة الصدمة وتخزينها بداخله.

أما إكمال الصدمة يعني قيام الجسم بتحرير الطاقة العصبية الناتجة عن الصدمة من جهازه العصبي، إكمال الصدمة يعني السماح للمشاعر بالخروج والتحرر، وبذلك تفك ارتباطها بالاستجابة الغريزية كالصراخ والغضب والعصبية أو حتى الهروب والاختباء والاستسلام والقيء أو الترجيع جميعها استجابات طبيعية للجسم، فهل أنت تسمح لجسمك بإكمال الصدمة والتحرر من المشاعر أم تحبسها بداخلك وتنجو من الصدمة.

التحدي القائم لدينا هو أن معظمنا تعلم النجاة من الصدمة وتجاوزها دون السماح لدورة الصدمة بالاكتمال، وبالتالي يقوم جسمنا بالاحتفاظ بطاقة هذه الصدمة لتعود من جديد بالظهور على السطح حينما تجد المحفز المناسب لها وتقوم برد فعل مثل الصدمة الأولى، وتبدأ الأعراض النفسجسمية بالظهور على شكل آلام جسدية.

إن تكرار الموقف وتذكره ذهنياً سواء بالضحك على رد الفعل أو السكوت والاشمئزاز أو مغادرة المكان أو النوم الكثير وغيرها من التصرفات، ما هي إلا طرق نبرمج بها الجسم للنجاة من الصدمة وعدم السماح له بتحرير الطاقات العصبية والاستجابة الغريزية التي اختزنها وربطها بالمشاعر.

خاطرة،،،،

إذاً! كيف تكتمل الصدمات؟ وهل هناك تاريخ انتهاء لها، تابعوني في مقال شيق لاحق الخميس القادم.

[email protected]

مساحة إعلانية