رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

1844

د. بثينة محمد الجناحي

ظاهرة صوتية.. بشمسها الصامتة!

02 مارس 2021 , 02:00ص

خلال فترة وجيزة من الوقت وعلى صدى برنامج صوتي جديد اكتسح الساحة الافتراضية بشكل سريع. تعددت الأسباب لاشتهار تلك المنصة الصوتية، إذ يترصد أول سبب يتعلق بالتعبير الصوتي، والتطرق لسقف حرية التعبير والذي بات أن يكون مقيداً في عدة محافل لا تتيح للأصوات العالية إلا بقيود وضوابط، ولا تدعم بالضرورة الانفتاح الفكري واللافكري حتى! إلا أن ما شوقني أكثر عبر هذه المنصة الصوتية هي مسألة التناقضات والاخلال في الشخصية عندما ينتقل المشترك من حساب إلى آخر، ما بين المواجهة الفكرية الكتابية والمواجهة الفكرية الصوتية. إذ اكتشفنا بأن هناك إمكانيات على الصعيد الفكري استطاعت أن تترك أثراً على المجتمع أو على الأقل على شريحة فاعلة من المجتمع من خلال التغريدات الكتابية وقوتها من حيث المنطقية والمصداقية في التعبير، خاصة وان كان هذا التعبير يوجه الإساءة إلى شخص ما أو خدمات معينة، إدانتها واتهامها في مسألة ما. ونفس المنظور وارد على فاعلية الآراء حتى ولو كانت غير منطقية!

أما في الجانب الصوتي الجديد، فنكتشف الركود اللفظي، من حيث المناظرات الاجتماعية من الناحية التنظيمية للنقاش، واحترام الحوار بشكل حضاري حتى ولو كان الشخص مثيراً للجدل من حيث سلوكياته وسقطاته الفكرية في المنصات الأخرى! بل وتتصاعد نوعية المواضيع من كونها مكررة إلى مكررة جداً! فالقصد من وراء المنصة الصوتية تكمن في مسألة التعبير على نطاق أوسع يخترق قيود الأنظمة ويتيح فرصة التعبير حتى لبسطاء الرأي مع المخضرمين والمفكرين أو يتيح فرصة التعبير بشكل عام دون الحاجة إلى المخضرمين حتى، فلا توجد قيود تعبيرية تحدد من يتحاور مع من، وهذه إشكالية بحد ذاتها نواكبها من خلال هذه المنصة بتفاوت الفئات العمرية والتطرق لمواضيع شتى، فأي حرية تعبير تسعى إليها المنصة ان كانت لا تراعي ما يطرح ولمن يطرح ومن سيتداول الطرح؟!

فكما هو واضح، فإني لا أجد إلى الآن الجوانب الإيجابية إلى حد ما، فزيادة أعداد المستمعين في غرفة سياسية على سبيل المثال، وأنا أتحدث هنا على الصعيد المحلي قد لا يعني بالضرورة شيئاً، خاصة وان كانت أغلب أفواه الحضور صامتة وفي مواضيع باتت متكررة من حيث العنوان وحتى من حيث وجهات النظر. ومن هنا ألاحظ حصر الاهتمام الصوتي على المتعلم والمفكر، ومن يقرأ بكثرة ومن يتفلسف بثقة. ويقابل تلك الفئة الموهوب، وهو أساساً غائب من تلك المنصة، ممن لم يتلق التعليم الكافي لربما، ولكنه قادر على توظيف إمكانياته بشكل تشغيلي وتمكين كينونته القوية في العمل بدلاً من الانشغال في الاستماع وحصر أفواههم على الصمت. فكما يقول عبدالله القصيمي رحمه الله " إن العربي ليرفض الصعود إلى الشمس ممتلكاً لها إن كان ذلك بصمت ليختار التحدث بصراخ ومباهاة وعن صعوده إلى القمر وامتلاكه له أي بلا صعود ولا امتلاك". وعلى الرغم من اختلافي لوجهات النظر للقصيمي، فهو لم يعمل إلا على التنفيس عن العرب بشكل غاضب جداً ومقلل من شأنه في كل النواحي، وكأن العربي ولد بالخطأ في هذا العالم الذي لا يستطيع أن يتأقلم معه!! ولكن يفتح لي هذا الاقتباس سؤال تفكري، فهل نحن نتباهى بالحديث والصراخ في منصة جديدة، أو في منصات مستقبلية – تعبيرية جديدة، في حين ظلت المواهب صامتة وغائبة عن تلك المنصات؟ فهل نزعم أحقية وأولوية في استخدام المنصات للتعبير والتفكر من دون أي فئات أخرى؟! وما جدوى الأفواه العالية إن كنا لا نستطيع أن نتحدث عمن لا صوت لهم؟!

وفي نهاية هذا التفكر، سأظل أختلف مع عبدالله القصيمي رحمه الله عندما رفع عنوان كتابه بأن "العرب ظاهرة صوتية". إذ أجد أن العولمة على نطاق أوسع تحولت إلى ظاهرة صوتية. ففلسفة القصيمي بالمطرقة اقتصرت على العربي، ولم يدرك بأن العالم أجمع أصبح ظاهرة صوتية اليوم مع كل الأحداث العالمية التي مرت عليه!.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq أهمية وتوقيت منتدى قطر الاقتصادي

جاء توقيت إنشاء منتدى قطر الاقتصادي بعد تعافي العالم من الوباء عام ٢٠٢١، وذلك لمناقشة كيف يستطيع بناء... اقرأ المزيد

201

| 15 مايو 2024

alsharq كيف نتغلب على هموم الحياة؟

يحكى انه كان هناك إمبراطور، يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يخوضها، فإن جاءت «صورة» يقول للجنود:... اقرأ المزيد

312

| 15 مايو 2024

alsharq هل انتهت المسألة الشرقية؟

من المعروف أن منطقة الشرق الأوسط التي تتقاطع فيها ثلاث قارات، كانت مركزا محوريا لإمبراطوريات كبيرة مثل الحثيين... اقرأ المزيد

267

| 15 مايو 2024

مساحة إعلانية