رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

جعفر عباس

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

1845

جعفر عباس

وأخيراً فهمت الدرس

02 مارس 2021 , 02:00ص

إلى عهد قريب كان المواطن العربي العادي يتميز بـ "ثقل الدم"، ولكن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً عجيباً في المزاج العربي، فقد أصيب معظم العرب بفيروس الدعابة الحميد، وصاروا ينتجون النكات والطرائف التي تنم عن حس فكاهي رفيع، وهكذا ورغم مهر الدم الذي دفعته الثورات الشعبية التي قادت وستقود التحولات في عدد من الدول العربية، فإن العرب نجحوا في كسوة المواقف المأساوية بدعابات ونكات تحوي في طياتها رسائل سياسية تشي بنمو وعي الإنسان العربي، وما أن دخل القعيد الجزافي في دائرة الضوء بدمويته وهذيانه المعهود حتى فاضت شبكة المعلومات بالكليبات والمقاطع النثرية والشعرية التي تفطس من الضحك ولكن من باب "شر البلية ما يضحك".

وقد فهم معمر القذافي والرئيس علي عبدالله صالح شعبيهما، بعد صافرة نهاية المباراة كما فعل زين العابدين وحسني مبارك، ولكن الرسائل التي تم تبادلها عبر الإنترنت خلال وبعد ثورات 2011، تشير إلى أن المواطنين العاديين استوعبوا الدرس الذي فشل الزعماء في استيعابه قبل فوات الأوان، ومن بين هذه الرسائل واحدة لا أعرف منشأها لأنها وصلتني من أكثر من شخص واحد، وفيها يورد السيد عنتر الذي اعتاد أن يزأر ويشخر في البيت، الخطوات التي هو بصدد اتخاذها حتى لا يطالب أفراد عائلته بـ"التغيير، فقررت الاقتداء به، وأصدرت القرارات التالية مما يؤكد أنني فهمت الدرس من الرؤوس التي طاحت:

* عقد اجتماع عائلي يومي لا تقل مدته عن ساعتين لبحث مشاكل ومطالب العيال.

* السهر حق أصيل لجميع أفراد العائلة كما من حقهم التجمهر في الحوش أو الصالة أو فوق السقف، دون التعرض للاتهام بأنهم جرذان، أو للقصف بالشباشب أو الراجمات (الحزام).

* التداول السلمي لكونترول التلفزيون، فلا يكون في يدي لأكثر من أربع ساعات يوميا.

* الحد من سلطات مدير جهاز المخابرات الداخلية المفتري (الزوجة) وعرض تقاريره على أعضاء البرلمان (العيال).

* زيادة مصاريف الجيب لأفراد الشعب الذين يذهبون إلى المدارس بنسبة 39%، مع منح كل واحد منهم بدل مذاكرة وبدل بيرغر وبدل آيس كريم.

* تزويد كل مواطن من أفراد العائلة بآيفون آخر موديل ومنحه بدلاً نقدياً بما يغطي رسوم المكالمات لأربع ساعات يوميا.

* تجديد طقم الجلوس كل 3 سنوات وغرفة النوم كل سنتين.

* من حق العيال الطواف في المدينة شارعاً شارعاً، وداراً داراً، وزنقة زنفة.

* زيادة مخصصات مشروعات التنمية "الفخشرانية" مثل الستائر والمفارش والمساند والأباجورات.

* كمبيوتر لابتوب لكل فرد في العائلة ويكون مزوداً بخدمة إنترنت لاسلكية، ومن حق كل واحد منهم استخدام الإنترنت لسبع ساعات وتسع دقائق يومياً.

* لن يكون أكل السلطة (خاصة الخس) في الوجبات إجبارياً.

* إسقاط كافة العقوبات عن الذين أدينوا بسرقة الشوكولاتة المخصصة للضيوف، والذين ضبطوا وهم يقومون بشن غارات ليلية على الثلاجة.

* لا تزيد ساعات بقائي في المقاهي وبيوت الأصدقاء على 7 ساعات يومياً.

* أتعهد بعدم السفر إلى الخارج (خصوصاً) تايلند والفلبين إلا في صحبة مدير جهاز المخابرات الداخلية.

عيالي الحلوين لقد كرست معظم سنوات عمري لخدمتكم، ولم أكن طالباً لجماهيرية أو سلطة زائفة، وإذا كنتم تحسون بأي تقصير من جانبي فتلك مسؤولية المستشارين "أولاد الذين" من حولي.. بس ما فات شيء.. الآن فهمتكم مزبوط،.. دقت ساعة التقدم إلى الأمام فارجعوا إلى الخلف.. والله يخليني لكم.

[email protected]

مساحة إعلانية