رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

5782

د. بثينة محمد الجناحي

(إذا ذهبت المرأة.. لا تنس السوط) كل عام وأنتن بخير!

09 مارس 2021 , 02:00ص

عزيزتي! تفادي الغضب والزئير عندما تطالبين بحقوقك، ألم تستيقني بعد! فمنذ أرسطو لم يكن لك مكانة إلا الدونية والتمييز الذي أعطي للرجل كونه الكمال المطلق، والذي لن تصل إليه المرأة إلا إذا كانت رجلاً، فالمرأة ستكون دائماً مرأة بحسب نظرته الدونية لها.

فهو لم يرفع من شأنك منذ بداية الحقبة التي جعلت من الانسان مركزاً للفلسفة، والتي لم تكن منصفة من الأساس للمرأة، وأسوأ من هذا أن أرسطو حدد دورك الذي ينقصه العقل والمنطق، وأعطاك نوعاً من المهام المعنية في التكاثر وحماية النسل، وجعلك في أدنى الطبقات، بل وأكثرها دناءة في الأخلاق والفساد، حتى جاء تلميذه أفلاطون محاولاً أن يعطيك قدراً من الامتياز بتضارب في الانصاف، إذ حارب فكر الاختلاف بين الرجل والمرأة من حيث القدرة على التفكير، ولكن ظل موالياً لمكانة الرجل المطلقة، والتي تميز الرجل بالروح أكثر من الجسد كحال المرأة غير الكاملة، ناقصة الروح ومتعددة الأمراض!.

ولست هنا كي أحاول أن أثبط عزيمتك ومكانتك، ولكن على ما يبدو أني بدأت بذلك فعلاً! ولكن وددت أن أثبت لك النظرة الفلسفية الأولوية لمكانة المرأة، أي منذ ما يقارب 399 سنة قبل الميلاد، وما زال!.

ولكن من الجانب الإيجابي، انظري لمسألة التثبيط هذه على انها صراع أزلي وحراك لم يتوقف في حقبة معينة، بل بالعكس، فإنني أبين لك أن كفاحك ضد الرجل ليس إلا محاولة هز كيانهم، والذي لطالما كانوا يخشون عليه من فئة النساء، وكأنها فيروس قادر على أن يقضي على مكانة الرجال بسهولة بإمكانيات امرأة قوية، مناضلة ولا تخشى مواجهة الرجل، خاصة في المكانة الدونية التي وضعها فيها!.

فهذه هي قصة اليوم العالمي للمرأة، باختصار، فلا نحتفل بالإنجاز على قدر احتفالنا بالمناضلة بدون تاريخ انتهاء!.

ظللت على موقفي طوال السنوات السابقة وحتى اليوم، بأن الاحتفال بيوم المرأة من المفترض ألا يعني لنا شيئاً، وخاصة بما نلاحظه من مصادر أولوية لم تعزز من مكانتها، فنحن النصف المكمل للطبيعة البشرية والتي لا تكتمل إلا بها، شاء الرجل صاحب الكمال المطلق (كما ادعى لنفسه) أم لم يشأ، فالمرأة هي النصف والرجل هو النصف الآخر، فطبيعي أن التكامل هذا لا يأتي بحساب نصف على آخر.

ولكن، يبقى السؤال الأهم في مسألة رفع الشعارات والمظاهرات للمطالبات بحقوق المرأة، كيف نرى أنفسنا في ظل الأزمة التي نجد أنها جزء مهم لإصلاحه؟ كيف يمكننا أن نتخطى الظلم حتى ولو ظل في يد رجل؟ كيف نستطيع أن نستمر من دون توقف أو تفادي النظر للوراء من دون حسرة أو ندم.

وما علي فعله في تنشئة أجيال قادمة متمكنة في تغيير النمطية السائدة حول دونية المرأة، فالمسألة قد لا ينقصها إلا وعي من انسان متمكن، تنموي قادر على استيعاب مسألة الروح والجسد بأنهما غير منفصلين، فلا توجد أحقية الروح للرجل وتخصيص الجسد للمرأة، فالعقل لا جنس له والتي لا تفصل بين الجنسين فكرياً، فيتقبل الانسان الواعي الامكانيات التي تتساوى وتصعد بها المرأة للأعلى منافسة مع الرجل.

فلا تنس السوط إلا لمن يخشى من التغيير! نيتشه أساء لمكانة المرأة بأسلوبه العدائي وتهديده لها بالسوط، وأرسطو صنفها فلسفياً بمكانتها المحدودة، فدعنا لا نستخدم السوط إلا لمن يميز جنساً على آخر، فكرياً وفلسفياً ووظيفياً!

كل عام وأنتن محطمات للسوط!.

[email protected]

اقرأ المزيد

alsharq سُرّ من رآك!

لعله من عزم الأمور أن تتخذ قرارك بالإشراق، وتُجدد نيتك بالإزهار كل يوم! وعساه من الاصطبار الحق أن... اقرأ المزيد

141

| 14 مايو 2024

alsharq ليلة ضحك ودموع

الانسان عبارة عن كتلة مشاعر وطاقة تحتاج إلى التفريغ من حين لحين آخر. ولذلك يضحك الانسان ويغضب ويبكي... اقرأ المزيد

96

| 14 مايو 2024

alsharq دعوة من القلب

نرفع أكفنا لك يا رب العالمين في هذا الوقت العصيب بصادق الدعوات فلا يحمد غيرك في الشدة أو... اقرأ المزيد

195

| 13 مايو 2024

مساحة إعلانية