رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

هنادي وليد الجاسم

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

2837

هنادي وليد الجاسم

ثقافة العطاء والصدقة

18 مارس 2021 , 02:00ص

العطاء هو سلوك يتميز بالإيثار والشعور بالانتماء الإنساني، ويبعث السعادة في النفس، لأنك عندما تساعد طرفاً آخر محتاجاً، فأنت بذلك تساعد نفسك من حيث لا تدري، وبالتالي تتخلص من كل مشاعر الأنانية والبخل والتحيز، وهو نوع من أنواع الكرم ذي الخلق الرفيع، والذي يقدم دون أي توقعات أو حتى انتظار ردود فعل تجاهه.

عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها (أم المؤمنين) أنها كانت تطيب دراهم ودنانير الصدقة بالمسك، وعندما سئلت رضي الله عنها عن ذلك، أجابت: لأنها تقع في يد الله سبحانه وتعالى قبل أن تقع في يد الفقير والمسكين والمحتاج.

وفي موقف يقول فيه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: رأيت ابنتي تأخذ قليلاً من الفاصولياء والأرز، ووضعتهما في صينية نحاس، وأضافت إليهما الباذنجان والخيار وحبات من المشمش، وهمت خارجة من البيت، فسألتها باستغراب: لمن هذا؟،

فقالت: إنه للحارس، فقد أمرتني جدتي بذلك، فقلت لها: أحضري بعض الصحون وضعي كل حاجة في صحن، ورتبي الصينية، وأضيفي كأس ماء ومعه الملعقة والسكين، ففعلت ذلك ثم ذهبت، وعند عودتها سألتني: لماذا قلت لي أن أفعل ذلك؟، فقلت لها: يا بنيتي، إن الطعام صدقة بالمال، وأما الترتيب فهو صدقة بالعاطفة والأول يملأ البطن، والثاني يملأ القلب.

أي أن الأول يشعر الحارس بأنه متسول أرسلنا له بقايا الأكل، أما الثاني يشعره بأنه صديق قريب أو ضيف كريم.

◄ خاطرة

هناك فرق كبير بين عطاء المال وعطاء الروح، فالعطاء حين يكون من القلب ويتخطى حدود الواجب والالتزام، يصبح عظيماً ويجلب لصاحبه السعادة والراحة والطمأنينة، بوجوه سمحة وقلوب نظيفة، فليكن إحساننا مغلفاً بمحبة وصدق لا بِذل ومهانة.

[email protected]

مساحة إعلانية