رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

Alsharq

د. علي بن سعد النعيمي

تويتر  @drAliAlnaimi

مساحة إعلانية

مقالات

2110

د. علي بن سعد النعيمي

البحث عن الحق

21 مارس 2021 , 02:00ص

لقد تعودت أن ابدأ مقالي بمقدمة أمهد من خلالها إلى الفكرة الرئيسية للمقال لقناعتي بأن فهم أسباب ومسببات المشكلة يساعد بشكل كبير في إيجاد الحلول، ولكنني اليوم سوف ادخل في صلب الموضوع وأطرح المشكلة أو التساؤل بشكل مباشر ودون مقدمات، ومن ثم أحاول تقديم حلول من وجهة نظري المتواضعة والتي إن اصبت فيها فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

ومشكلتنا اليوم تدور حول السؤال التالي: كيف نفرق بين الحق والباطل في ما نسمع ونرى ؟.

فمع تسارع الأحداث التي تدور حولنا في عالمنا الإسلامي والعربي أصبح الكثير منا في حيرة من أمره في مصداقية ما نقل إليه أو ما يشاهد بأم عينيه ويسمع بأذنيه، وبالأخص عندما يتعلق الأمر بشرعنا وتعاليم ديننا الحنيف، فنرى رجالاً كنا نحسبهم صالحين صادقين ثقات قد تلونوا تلون الحرباء حتى يتأقلموا مع مستجدات الأمور، فما كانوا يحرمونه في الماضي أحلوه الآن وما كان مكروها أصبح مستحبا، يتاجرون بدين الله طلبا للدنيا ونسوا أو تناسوا قول الله عز وجل "فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" (المائدة 44) وقوله تعالى في سورة آل عمران الآية 77 " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " إن هذه الفئة من الناس موجودة منذ بدء الخليقة، فتجدهم وعلى مر العصور ضالين مضلين يدسون السم في الدسم بشتى الوسائل والطرق، فغايتهم وهدفهم السعي وراء متاع الدنيا الزائل وتحقيق مصالحهم الخاصة، فتظنهم يريدون الحق وهم أبعد ما يكونون عن اتباع الحق بل هم أقرب إلى من قال المولى عز وجل فيهم " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً" (الكهف 103، 104)

ونعود إلى سؤالنا عن كيفية معرفة أن ما يدور حولنا، أهو من الحق أم من الباطل، وفي اعتقادي أنه يجب أولا أن نتسلح بالعلم والمعرفة والثقافة في شتى المجالات، وأولها العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية، لأنها الأساس الذي تدور حوله جميع شؤون حياتنا، فالمعرفة بالحلال والحرام والأحكام الشرعية المتعلقة بتصريف أمورنا اليومية والمعيشية أمرٌ حتمي، وثانيا لابد من قراءة التاريخ الإسلامي منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا، ففي هذا التاريخ الكثير من العبر والدروس، حتى أنك عزيزي القارئ ستجد أن ما تمر به أمتنا الإسلامية في وقتنا الحاضر قد سبق أن تكرر في أكثر من مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي، وأنه بالكاد أن ترى مسألة استجدت أو قضية طرحت إلا ووجدت من تحدث عنها من العلماء الثقات وفصل فيها. وثالثا علينا دائما تحري مدى مصداقية ما نتلقى وذلك بالبحث والقراءة وفهم أبعاد ما يطرح بالأخص بما يتعلق بحياتنا ومعتقداتنا وقيمنا.

إن قدوتنا وأسوتنا هو المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا قدوة غيره، فمن تراه اقتدى به واستن بسنته في أقواله وأفعاله ومواقفه فهو بإذن الله على الحق، ولكنه ليس معصوماً كرسول الله فلا تتفاجأ أو تصدم أن أخطأ أو حاد عن جادة الصواب، فهذه طبيعة البشر فكل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون، وكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن معرفتنا بالحق تجعلنا أكثر قدرة على معرفة أهله.

@drAliAlnaimi

مساحة إعلانية